ولفتت جعفري إلى أنه قد يكون هناك تغيّر في المواقف دون أن ينعكس ذلك على الأفعال أو الخطوات على الأرض، قائلة: "لا أعلم ما يدور بين الأوروبيين والسلطات الإسرائيلية، لكن الواقع الميداني لم يتغيّر. فإذا لم يكن الاتحاد الأوروبي متأكدًا من إدخال المساعدات، فلماذا أُعلن عنها؟ ولماذا يتم تأجيلها؟ خصوصًا أن الوقت ينفد أمام سكان قطاع غزة. نحن نتحدث عن نحو ستين ألف امرأة حامل، وحسب ما صدر اليوم عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن إحدى عشرة ألف امرأة منهن سيُعانين من سوء التغذية، ما يعني أن 11 ألف طفل أو جنين سيُولدون بأمراض وتشوهات ناتجة عن سوء التغذية، وهو ما سيترك أثرًا دائمًا على صحتهم".
وأضافت: "تُوفي خلال الأسابيع الماضية أكثر من 19 شخصًا بسبب الجوع، إضافة إلى مَن يُقتلون أثناء بحثهم عن الطعام على يد ما يُسمى 'مؤسسة غزة الإنسانية'. الوقت ينفد: الأطفال يموتون جوعًا، وكبار السن يتساقطون، والأمهات بلا طعام ولا قدرة على الإرضاع، ولا يتوفر حليب للأطفال. فماذا ينتظر العالم أن يرى؟ ماذا ينتظر أن يسمع أو يشاهد حتى يتحرك لوقف هذه المأساة، وهذه الحرب، وهذه الكارثة؟".
شاهد أيضا.. لتنديده بقتل المجوّعيين.. الاحتلال يمنع تمديد تأشيرة رئيس 'أوتشا'
وتابعت: "حتى مصطلح 'كارثة' لم يعد يصف ما يحدث في غزة. مستويات الجوع والعطش والإذلال تجاوزت كل الحدود. نحن أمام انهيار كامل للعمليات الإنسانية في القطاع. واليوم صدرت أوامر بإخلاء منطقة دير البلح، التي تُعدّ عاصمة العمل الإنساني حيث تتركز مرافق المؤسسات الدولية. مئات الآلاف من النازحين تلقّوا أوامر بالإخلاء، ما يعني أن أكثر من 85% من مساحة غزة أصبحت إما تحت أوامر إخلاء قسري أو مناطق عسكرية يُمنع العمل فيها".
وقالت: "أين سيذهب السكان؟ وأين سيجدون مستلزمات الإيواء في ظل استمرار منع إدخال المساعدات؟ ما يدخل إلى قطاع غزة منذ الإعلان عن دخول المساعدات لا يتجاوز 28 شاحنة يوميًا، وهذا غير كافٍ. وفق تقديرات منظمة أوكسفام، فإن غزة تحتاج يوميًا إلى 1500 شاحنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة – ونحن نتحدث عن ما بعد الحرب، لا عن الوضع قبل السابع من أكتوبر".
وختمت جعفري قائلة: "جميع البدائل التي يُروّج لها، والإعلانات التي تُصدر، ليست سوى محاولات لذرّ الرماد في العيون وتقديم مسكنات، في حين أن الواقع لم يتغير: الحرب مستمرة، والقصف مستمر، والنزوح مستمر، والتجويع مستمر. هذا كله لا يعني شيئًا. لم نعد نصدق أيًا من هذه الإعلانات".
التفاصيل في الفيديو المرفق ...