نساء المقاومة..

العودة إلى الحريق: قصة لاجئة إختارت غزة رغم الحرب.."مريم أبو غزالة"

الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥
٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش
يسلط برنامج "نساء المقاومة"الضوء على قصة مريم أبو غزالة، التي وُلدت في باكستان، لكن جذورها الفلسطينية قادتها في نهاية المطاف إلى غزة، مدفوعةً بالحاجة الملحّة إلى خدماتها التطوعية كأخصائية علاج طبيعي، في ظل الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي، وازدياد عدد الجرحى والمصابين يومًا بعد يوم.

العودة إلى الجذور: من باكستان إلى غزة

عندما تجري فلسطين في دمك، لا تتفاجأ إن قادتك كل الطرق مجدداً إلى تلك الأرض.

مريم تسرد تلك الرحلة من جنوب شرق آسيا، مروراً بالشرق الأوسط، وصولاً إلى الوطن أخيراً:

"وقالت مريم:"أنا مريم أبو غزالة، أخصائية علاج طبيعي. وُلدت في باكستان 29/12/ 1993 ، تقريباً. عشنا هناك في باكستان أربع سنوات، ثم عدنا بعدها لأن الوضع في باكستان أصبح صعباً من ناحية الحروب والوضع الأمني كان صعباً جداً. بدأنا ننتقل بين الدول: تركيا قليلاً، لبنان، ثم رجعنا إلى الأردن الذي هو دار جدي. أنا أردنية الأصل، أردنية فلسطينية.

حياة مستقرة انتهت بحقيبتين!

وتابعت مريم: بعدها انتقلنا لدول كثيرة، حتى سوريا ثم اضطررنا إلى الخروج من سوريا بعد ما بنينا حياة جميلة فيها: بيت، سيارة، كل شيء - دراسة، أهلنا، صديقاتنا - كل شيء في سوريا كان رائعاً حرفياً. ولم نخرج من سوريا (دوما ) إلا بحقيبة ملابسنا. ثم أتينا إلى غزة وليس معنا شيء، يعني فقط معنا حقيبتان من ملابسنا وحسب. لم نخرج بغير حقيبتين من ملابسنا من سوريا التي خرجت بها من بيتنا.

من حلم الجراحة إلى واقع غزة

وقالت مريم: أتينا إلى غزة، هنا بدأت مرحلة جديدة. بابا قال: 'أنا أريد أن أعيش في غزة وأريد أن أستشهد في غزة. أنا أصلي فلسطيني فأريد أن أرجع لأرضي.' وأنا أيضاً أعشق غزة -. والدي وأهلي يعشقون غزة، فأنا أريد أن أرجع لغزة رغم معرفتي أن المجيء إلى غزة ليس سهلاً وله ثمن ضخم، وأعرف أنها منطقة حروب. يعني ليست بلداً عادياً، فيها كل سنة أو سنتين حرب. هكذا أتيت هنا وسكنت في غزة."

شاهد أيضا.. قصة طفلة كفيفة تتحدى الإحتلال.. لكنها تبصر الحلم وسط ركام غزة!


فلسطين كانت في حمضها النووي، لكن كانت هناك أيضاً اعتبارات عملية جعلت الانتقال قراراً صعباً لامرأة شابة على وشك بدء فصل جديد في حياتها:

وقالت مريم : فترة مجيئي إلى غزة لم تكن سهلة، وبدايتها كانت صعبة جداً. تركت سوريا الوطن الذي أعشقه وأتيت إلى غزة لأبني حياتي من أول وجديد. كنت طالبة توجيهي، وطوال عمري في المدرسة كنت متفوقة. في فترة التوجيهي كنت أطمح أن أصبح جرّاحة عظام، يعني أدرس الجراحة وبالتخصص في العظام تحديداً - أنا عاشقة العظام.

وأضافت:" أتيت هنا إلى غزة وكنت مخطوبة في البداية، وبعد الثانوية تزوجت، فكان الزواج والسفر في نفس السنة تقريباً."

الضربة الأولى... وصدمة الخوف

لقد شهدت مريم النزاع من قبل وعاشت في ظروف خطيرة، لكن الضربة الإسرائيلية الأولى على مجتمع كانت جزءاً منه كانت صدمةمرعبة لا تنسى

وأوضحت مريم:"كان حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، وأنا نائمة في البيت مع بابا وماما - كلهم نائمون: بابا وماما وإخواني، كلهم نائمون. سمعت صاروخاً ضرب من طائرة F-16 في الكتيبة. أول صاروخ، صعب أن أنسى لأنني من الخوف - أول مرة أسمع صوتاً بهذه الضخامة - ومن الخوف لم أعد أعرف كيف أجري."

في لحظة القصف وفي ظل الضربات الإسرائيلية، كانت محاولة البحث عن الأمان تجربة مرعبة بالنسبة لمريم وهي تدرك أن الموت قد يكون على بعد ثوان فقط.

في الشارع... لا مأوى تحت القصف!

وتابعت مريم: بعدها ونحن موجودون في منتصف الشارع، ما لنا أي مأوى. جرينا لعمارة مهجورة، لكن للأسف هذه العمارة كانت مقفلة بسلسلة. أهلها تركوها والناس لجأوا إليها. جاء رجل كبير في السن وانحبس معنا في نفس الشارع. حاولنا أن نقطع السلسلة، كان فيه أداة - لست أعرف اسمها - لكنها مثل منشار طويل وفيه مقبض.

واضافت:"حاولنا بكل الطرق - كان موضوع حياة أو موت. أيدينا كلها تجرحت وأصبحت دماً لأننا نحاول قطع السلسلة بسرعة لنكسر الباب وندخل إلى العمارة ونحتمي فيها. وفعلاً وصلنا للعمارة ونحن في أسوأ حال."

الشتات الفلسطيني... هروب لا ينتهي

ولمناقشة قصة مريم، استضاف البرنامج عمران علي بنجواني، وهو مؤسس ورئيس مؤسسة الاستشارات القانونية وحول سبب تنقل ونزوح اللاجئين الفلسطينيين من بلد إلى آخر، قال د. بنجواني: عندما كنت في الأردن قبل عدة سنوات وتحدثت مع السكان هناك، كان كثير منهم قد هربوا من فلسطين إلى الأردن، والسبب واضح - للأسف هو الصراع المستمر في غزة، وكذلك حالة مخيمات اللاجئين التي تكون أحياناً في ظروف غير جيدة.

وتابع د. بنجواني: السبب الآخر هو أن العائلات، وخاصة الآباء، يرغبون في إرسال أطفالهم إلى أماكن أخرى من أجل التعليم أو محاولة الفرار. بعضهم ينجح في ذلك وبعضهم لا. لذا الأمر يعتمد كثيراً على الظروف الفردية.

وأضاف: يمكنني القول أن هناك نمطاً لذلك. وأستطيع أن أخبركم أن الأردن وسوريا، وحتى في السنة الماضية تقريباً منذ أحداث السابع من أكتوبر أو العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، تلقيت عدة رسائل إلكترونية من أشخاص خرجوا من غزة ووصلوا إلى المملكة المتحدة. وهذا دليل حديث أيضاً على أن الناس تحاول الفرار."

التفاصيل في الفيديو المرفق...

0% ...

آخرالاخبار

ايران تستخدم تتقنية جوية متقدمة لمواجهة الجفاف


من موسكو إلى ميامي: تحركات دبلوماسية ترسم ملامح التسوية


التصعيد الإسرائيلي مع مصر.. ومسيرة جاس 313 البحرية


"كاس العالم 2026".. مواجهه إيران في صدارة حديث المدربين


"يوروفيجن".. إسبانيا تفضح وتنسحب..."إسرائيل" تتلاعب وتتسلل!


جراء العدوان الاسرائيلي.. استشهاد ضابط دفاع مدني شمال غزة


دول عربية وإسلامية تستنكر خطة صهيونية في رفح


إعلام عبري يحذر من انهيار وشيك في جيش الإحتلال الاسرائيلي


طوباس.. الأهداف الحقيقية وأبعاد الجغرافیا


القرار 2803.. إلغاء حق تقرير مصير الفلسطينيين