-لا يمكن وصف تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، التي يكرر فيها عبارة انه لن يسمح لايران بتخصيب اليورانيوم، الا بالبلطجة، والبلطجة الغبية ايضا، فهذا الرجل لا يعلم لحد الان ان حق ايران بتخصيب اليورانيوم وامتلاك برنامج نووي سلمي، هو حق مكفول وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي (ان بي تي)، التي تمنح هذا الحق للدول بمجرد الانضمام اليها.
-ترامب هذا مازال لا يفرق بين ان تمتلك دولة عضوة في معاهدة حظر الاسلحة النووي، برنامجا نوويا سليما، وهو بالضرورة يعطي هذه الدولة الحق في امتلاك دورة الوقود النووي كاملة، وهي دورة تخضع جميع مراحلها لمراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبين ان تسعى هذه الدولة الى امتلاك سلاح نووي.
-لو كانت ايران بصدد امتلاك سلاح نووي، لما سمحت باخضاع جميع منشاتها النووية لمراقبة مفتشي الوكالة الدولية، ولم تسمح بنصب كاميرات الوكالة في جميع زوايا هذه المنشات، بل واكثر من ذلك، لما وافقت على البروتكول الاضافي طواعية، والذي يسمح للمفتشين الدوليين، ان يقوموا بعمليات تفتيش لاي منشاة نووية ايرانية دون الابلاغ عن هذا الزيارة مسبقا، ولكن كل ذلك لم يقنع ترامب المحرض دائما من قبل نتنياهو، بان ايران ليست في وارد امتلاك سلاح نووي!. ففي اخر تصريح له في استكتلندا يعلن وبكل وقاحة :"قد تعرضت إيران لضربة موجعة، لسبب وجيه، لكنهم ما زالوا يتحدثون عن التخصيب.. من سيفعل ذلك؟ يا له من غباء أن تقول ذلك. لذا، لن نسمح بحدوث ذلك.. لن نسمح لها بتخصيب اليورانيوم وامتلاك السلاح النووي".
-من الواضح والمؤكد ان "الغباء" هي صفة متاصلة في شخص ترامب بالذات، فالرجل جرب خيار الحرب مع ايران، والعالم اجمع راى بام عينيه نتائجها، فلا هو حقق اهدافه، ولا كان صاحب الطلقة الاخيرة فيها، فلولا استعجاله وقف اطلاق النار، لكانت تل ابيب عبارة عن تل من الركام، وما كان حال قواعدة العسكرية افضل منها، وهذا ليس بادعاء، بل هو حقيقة اضطر العديد من الاسرائيليين والامريكيين بالاعتراف بها.
-سوف لن ننقل هنا اراء الخبراء العسكريين الامركيين والاسرائيليين الذين اعترفوا بالهزيمة التي مني بها هذا الثنائي الامريكي الاسرائيلي المجرم، في عدوانه على ايران، بل سننقل بعضا مما جاء في تحقيق اجرته شبكة “CNN” الأمريكية، الذي نشرته امس، حيث كشف التقرير ان الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد للدفاع الجوي خلال العدوان الامريكي الاسرائيلي على إيران. والمعروف ان امريكا تمتلك سبعة أنظمة ثاد، قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، وقد استخدمت اثنين منها في "إسرائيل" خلال العدوان. الامر دق ناقوس الخطر في امريكا، حيث حذر مسؤولون عسكريون أمريكيون سابقون وخبراء صواريخ إن الانخفاض السريع في كمية الذخيرة أثار أيضا مخاوف بشأن وضع الأمن العالمي لأمريكا وقدرتها على تجديد الإمدادات بسرعة.
ورفض مسؤول أمني أيضا تقديم معلومات عن مخزون نظام ثاد بسبب المخاوف الأمنية، لكنه قال إن وزارة الدفاع “تظل مستعدة للرد على أي تهديد”. وجاء ايضا في التحقيق بالنص: “التقارير المتعلقة بإنفاق نظام ثاد مثيرة للقلق. هذا ليس من الأمور التي تستطيع الولايات المتحدة تحمل تكرارها مرارا وتكرارا. لقد كان التزاما كبيرا تجاه حليفنا الإسرائيلي، لكن قدرة اعتراض الدفاعات الصاروخية تُثير القلق بالتأكيد، ونظام ثاد مورد نادر للغاية”.
-كل هذا القلق الذي اصاب اصحاب القرار في امريكا، والرعب الذي دب في كيان الاحتلال، حدث خلال 12 يوما فقط، وهو نتاج جانب ضئيل جدا من القدرات العسكرية الايرانية الهائلة، ونتمنى على اصحاب القرار في امريكا، وليس في الكيان الاسرائيلي، ان يدركوا نتائج تكرار الخيار العسكري، وان ينصحوا صاحبهم الثرثار بالكف عن الحديث بشان الشروط و الاهداف التي يضعها مسبقا للمفاوضات النووية مع ايران، وان يعترف بحقوق ايران المشروعة، وان لا يضحي بمصالح امريكا على مذبح مصالح مجرم الحرب نتنياهو وعصابته.