في ميدان أسنيورت باسطنبول، بدا أن صوتًا شعبيًا بات أسبق من الموقف الرسمي وأكثر إصرارًا على التحرك الفعلي لوقف الإبادة في غزة.
المحتشدون من أتراك وعرب رفعوا شعار "انهض، شارك"، مؤكدين أن صمت الحكومات لا يلغي مسؤولية الشعوب. وحملت رسائل الوقفة دعوة واضحة: التضامن لم يعد كافيًا إذا لم يتحول إلى فعل مؤثر.
وقال أحد المشاركين في هذه الوقفة، لقناة العالم: "جئنا إلى هنا لنؤكد وقوفنا إلى جانب إخواننا وأهلنا المظلومين في قطاع غزة، الذين يعيشون حرب إبادة ومجاعة تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل صمت عالمي كبير وتجاهل لمعاناة الشعب الفلسطيني. كذلك، خرجنا اليوم لنقول إن على الحكومات أن تتحرك، وألا تبقى صامتة تجاه ما يجري."
شدد المنظمون على أن سياسة التجويع وجرائم الحرب في غزة تفرض على الشارع أن يكون قوة ضغط حقيقية، وهو ما دفعهم للمطالبة بتحركات رسمية أوسع. لكنهم أقروا بأن الفعل الشعبي هو الذي يفرض الإيقاع في مشهد أراد منظموه أن يكون رسالة محاسبة لا مجرد تضامن.
وقال ممثل مؤسسة فيدار، إبراهيم العلي، لقناة العالم: "لا بد للحكام والدول والمؤسسات والمنظمات الدولية أن تستجيب لنداء الشعوب، وأن تأتي تحت إرادة أو نداء الشعب، سواء كان الشعب العربي، أو الشعب المسلم، أو أحرار العالم. اليوم، نجد مظاهرات في كل أنحاء العالم تنادي بكسر الحصار عن غزة وإدخال المساعدات العاجلة إلى الذين يموتون من الجوع. نعم، هذا الزمن ليس زمنًا يموت فيه الإنسان من الجوع."
وأكد هاني الدالي، ناشط وباحث فلسطيني، في حديثه لقناة العالم: "لا يمكن أبدًا للنخوة العربية، للضمير العربي، وللضمير الإنساني أن يصبر على ما يحدث في قطاع غزة. اليوم الكل يتحرك؛ فهذه رسالة واضحة لكل الأنظمة التي تآمرت، والتي خذلت، والتي ما زالت حتى هذه اللحظة تقف موقف المتفرج. هذه رسالة أخيرة لهم: إن لم يتحركوا اليوم، ولم يستجيبوا لرسالة الجماهير العربية والشعوب العربية، فبالتأكيد ستنفجر هذه الشعوب بوجه هذه الأنظمة، وبوجه الاحتلال الصهيوني."
يجمع المشاركون على أن هذه التحركات لم تعد مجرد رمزية، بل هي تعبير عن وعي متنامٍ يرى أن تغيير الموقف الرسمي يبدأ من الشارع.