بعد أكثر من اثنين وعشرين شهراً من حرب إبادة جماعية وبعد أشهر من تحذيرات متواصلة باستفحال الأزمة الإنسانية والجوع؛ أعلنت الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في غـزة كأول حالة من نوعها في الشرق الأوسط. وحذر خبراء المنظمة من أن نحو نصف مليون شخص يواجهون جوعًا كارثيًا متوقعين ارتفاع العدد لما يقارب ثلث سكان القطاع بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة توم فليتشر:"هذه المجاعة كان بالإمكان منعها لو سُمح لنا بإدخال الغذاء المواد الغذائية تتكدس على الحدود بسبب عرقلة منهجية من إسرائيل. إنها مجاعة ستلاحقنا جميعًا مكّنتها اللامبالاة واستمرت بفضل التواطؤ. نحاول إقناع إدارة ترامب أن عمل لأمم المتحدة على نطاق واسع في غزة أمر ضروري لإنهاء المجاعة".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة جيريمي لورنس:"إنها جريمة حرب استخدام التجويع كوسيلة والوفيات الناتجة تشكل جريمة القتل العمد. على السلطات الإسرائيلية اتخاذ خطوات فورية لإنهاء المجاعة في محافظة غزة ومنع المزيد من فقدان الأرواح في القطاع".
منظمات الفاو واليونيسف وبرنامج الأغذية والصحة العالمية في الأمم المتحدة دعت في بيان أممي مشترك لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية محذرة من عواقب مدمرة إضافية على المدنيين جراء تهديد الاحتلال بهجوم عسكري مكثف على مدينة غزة.
وفيما حذرت وزارة الخارجية الألمانية من تفاقم المجاعة في غزة داعية لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكاف، أعلنت رفضها القاطع لتوسيع الهجوم العسكري الإسرائيلي في القطاع.
حركة المقاومة الإسلامية حماس من جانبها أكدت أن إعلان المجاعة وصمة عار على الاحتلال وداعميه وشهادة دولية دامغة على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين معتبرة أن إنكار الاحتلال لحقيقة المجاعة يكشف عن عقلية إجرامية تتعمد الكذب لتغطية جرائم القتل والتجويع.
وشددت حماس على أن إعلان المجاعة في غزة من قبل الأمم المتحدة وخبراء دوليين يستدعي تحركاً فورياً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لوقف الحرب ورفع الحصار عن القطاع.
وفيما وصفت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي تقرير منظمة الصحة العالمية بالمفبرك وتقديراتها بالخاطئة وأنها ستلقى بسلة المهملات شكّك السفير الأميركي في كيان الاحتلال مايك هاكابي في نتائج تقرير الأمن الغذائي زاعماً أن الأسرى الإسرائيليين فقط من يعاني من الجوع.