وأشار إلى أن حوالي 70% من الفئة العمرية بين 18 و24 عاما يفضلون حركة حماس على "إسرائيل" في عدوانه الهمجي الأخير على قطاع غزة.
ويعكس هذا الاستطلاع، الذي أثار دهشة في الأوساط السياسية الأمريكية والإسرائيلية، تغييرا جذريا في المواقف داخل أمريكا، إذ كان دعمها لإسرائيل ثابتا لعقود مدعوما بوسائل إعلام وسياسية قوية..إلا أن التغطية الرقمية والحقيقية لمآسي الحرب على غزة أدت إلى قلب موازين التأييد.
تفاصيل الاستطلاع وأبرز مؤشرات التحول
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 60% من الشباب الأمريكي يبدون تعاطفا واضحا مع المقاومة الفلسطينية، معتبرين ما يجري في غزة إبادة جماعية منظمة وليس نزاعا عادلا.
كما وصف 70% منهم الكيان الصهيوني بأنه مرتكب لجرائم حرب، فيما أشار 65% إلى أن الإدارة الأمريكية متواطئة في هذه الجرائم عبر دعمها العسكري والسياسي لتل ابيب.
أسباب التغير في الموقف الأمريكي الشاب
يربط الخبراء هذا التحول في موقف الشباب الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعدة عوامل رئيسية؛ يأتي في مقدمتها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام، التي تنقل بشكل مباشر ومؤثر معاناة المدنيين في غزة، مما ساهم في خلق تعاطف واسع معهم.
كما ساهم تراجع الثقة في الإعلام التقليدي، الذي كان يعرض الرواية الإسرائيلية بشكل أحادي، في دفع الشباب للبحث عن مصادر معلومات بديلة.
بالإضافة إلى ذلك، يلتزم الجيل الجديد بقضايا العدالة الاجتماعية ومناهضة الفصل العنصري والاستعمار، حيث يعتبر الاحتلال الإسرائيلي نموذجاً بارزاً لهذه الممارسات، مما يزيد من رفضهم له.
ولا يقل إحباط الشباب من السياسات الخارجية الأمريكية، خصوصا بعد تجارب حربي العراق وأفغانستان، دوراً في هذا التغير، حيث دفعهم هذا الإحباط إلى رفض التدخلات العسكرية والدعم غير المشروط لــ"إسرائيل".
انعكاسات سياسية وتوترات مستقبلية
يرى محللون أن هذه النتائج ستفرض ضغوطا كبيرة على الإدارة الأمريكية والحزب الديمقراطي، خصوصا مع قرب الانتخابات الرئاسية، إذ قد يضطر السياسيون إلى مراجعة موقفهم الداعم للكيان الصهيوني لتجنب خسارة قاعدة انتخابية شابة متزايدة التأثير.
وأكد البروفيسور "مارك جويس"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد، أن هذا الاستطلاع يشير إلى بداية تحول استراتيجي في علاقة الولايات المتحدة بتل ابيب، مع رفض الأجيال القادمة لسياسات الدعم غير المشروط للكيان.
ردود فعل إسرائيلية وفلسطينية
أثار الاستطلاع قلقا واسعا في كيان الإحتلال، التي تخشى تأثير هذه النتائج على صورتها الدولية ومستقبل الدعم الأمريكي.
في المقابل، رحبت حركات التضامن مع فلسطين بالنتائج واعتبرتها انتصارا للرواية الفلسطينية، داعية إلى استغلال هذا التعاطف للضغط على الإدارة الأمريكية لوقف دعمها للإحتلال.
في الختام، يبرز الاستطلاع أن الصراع في غزة لم يعد مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبح معركة وعي سياسي عالمي، ويبدو أن الجيل الجديد في أمريكا يخطّ فصلا جديدا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قد تكون له تداعيات عميقة في المستقبل القريب.