في حوار حصري مع قناة العالم..

حركة أمل تكشف عن مخطط أخطر من إجتياح 1982يهدد وجود لبنان!

الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥
٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش
أكد د. مصطفى الفوعاني، رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل، أن" إسرائيل" تسعى للسيطرة على الجغرافيا والعقائد والتاريخ، وانتقلت من "الدولة العظمى" للقوة إلى "الدولة الكبرى" للتوسع ونهب الموارد.

المقارنة بين اجتياح 1982 والواقع الراهن

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج"ضيف وحوار"، وفيما يتعلق بتطورات المشهد اللبناني، بخصوص قرار الحكومة سحب سلاح المقاومة، وجلسة الحكومة الأخيرة بتبني خطة الجيش وحول منسوب الخطر في هذه المرحلة، وما إذا أردنا المقارنة بين عام 1982 - الاجتياح الإسرائيلي الشهير للبنان وتلك المرحلة الصعبة التي مر بها لبنان:

أشار الفوعاني، إلى أنه منذ أن زُرع هذا العدو الإسرائيلي في أرض فلسطين المحتلة، والخطر يتزايد ليس فقط على فلسطين، بل على لبنان وسوريا والعراق ومصر وكل هذا المحيط العربي والإسلامي. منذ وجود هذا الكيان، الحرب لم تنته، والمخاطر التي خلفها عدوان الدولة المنظم منذ 1948 حتى هذه اللحظة شاهد على أن العدو الإسرائيلي لا يتحيّن الفرص وإنما هناك خطة منذ أن وُجد، يعمل عليها جاهداً.

صعوبة المرحلة الحالية مقارنة بالماضي

وقال الفوعاني: بالمقارنة بين الواقع اليوم وبين اجتياح العدو الإسرائيلي للبنان عام 1982، أقول إن الظروف اليوم أصعب بكثير مما كانت عليه عام 1982. الأمر يعود إلى أسباب كثيرة، منها أنه لم يكن هناك أحادية تفرد كما حصل اليوم في العالم. كان هناك ربما أكثر من محور، وكان هناك من يدعم محور المقاومة - إذا صح التعبير. أنه كان موجوداً عام 1982: إيران، روسيا أو بشكل أدق الاتحاد السوفيتي الذي كان يتبنى قضايا لها علاقة بشعوب المنطقة، الدول العربية، والدول الخليجية التي كانت إلى حد كبير مع قضية المقاومة في ذلك الوقت.

توسع العدوان الإسرائيلي بعد غزة

ولفت الفوعاني إلى أن المشهد اليوم مختلف تماماً، ولا سيما بعد العدوان الذي بدأه العدو الإسرائيلي في غزة، ثم انتقل إلى لبنان وسوريا، وما زال أيضاً يستهدف اليمن والعراق وإيران. لم يكن هذا الأمر قد حصل في ثمانينات القرن الماضي، لذلك منسوب الخطر متزايد أكثر في هذه المرحلة.



جرأة إسرائيلية أم قوة إسرائيلية؟ الدعم الدولي اللامحدود للاحتلال!

العالم : نستطيع أن نسميها جرأة إسرائيلية أم قوة إسرائيلية؟

نوه الفوعاني إلى أن هذه ليست جرأة وليست قوة إسرائيلية، وإنما للأسف الشديد هناك نظام عالمي يدعم بلا حدود هذا العدو الإسرائيلي، ويصم آذانه وقلبه عما يحصل من مجازر متنقلة في غزة ولبنان وسوريا واليمن. هذا دليل على أن ليس هذا من منطلق القوة. القوة لا يمكن أن تكون باستهداف العُزّل، ولا يمكن أن تكون من خلال فرض المجاعات التي تحصل اليوم في فلسطين. لافتا أن هذا نتيجة الدعم اللامحدود من نظام أراد لهذا العدو في هذه المرحلة ألا يكون هناك وازع أخلاقي أو قانوني أو دولي. ربما كان العدو الإسرائيلي في فترات سابقة حريصاً ألا يُظهر ذلك، لكن وقوف نتنياهو بالأمس حاملاً خريطة يقول "هذه هي إسرائيل".


شاهد أيضا.. 5 شهداء في العدوان الاسرائيلي الجديد على جنوب لبنان

المخاطر المحدقة بلبنان وقرار نزع سلاح المقاومة وبري أنقذ الوطن من فتنة

العالم: سأتطرق إلى المخاطر المحدقة بلبنان نتيجة لهذا المخطط، إذا كنت تستشعر مرحلة بالغة الصعوبة - ولعلها الأصعب على لبنان، فلندخل إذن إلى التفاصيل. منوها إلى أن هناك قرار إسرائيلي-أمريكي بنزع سلاح المقاومة، ونزع قوة - بين مزدوجين - الطائفة الشيعية، أو حتى قوات لبنان بالأساس. هذا المسار أخذ منحى تصاعدياً. الحكومة تبنت أو رضخت للضغوط الأمريكية، وتبنت في البداية هذا القرار، ومن ثم وضعت الكرة في ملعب الجيش اللبناني الذي قدم خطة. وفي الجلسة الأخيرة، تبنت الحكومة خطة الجيش. ما بين الجلستين، كان هناك رد فعل مختلف لرئيس مجلس النواب نبيه بري. في الجلسة الأولى، كان غاضباً ومستاءً وأبدى كثيراً من السلبية، بينما في الجلسة الثانية التي تبنت فيها الحكومة خطة الجيش، كان أكثر إيجابية واعتبر أنها تمرر المرحلة دون أن تُحدث صداماً في البلد. ما هو تشخيص هذا الموقف؟

أوضح الفوعاني أن الكلام الذي صدر عن الرئيس نبيه بري بأنه "أنقذ الوطن من فتنة" كان واضحاً. منوها أنه في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في 31 آب، تحدث الرئيس نبيه بري بما يشبه خريطة طريق للبنانيين ولبنان. تحدث عن أن قوة لبنان بمقاومته، وأن هذه المقاومة ليست لفريق وليست لطائفة وليست لجغرافيا محددة. هذه المقاومة وقفت في وجه العدو الإسرائيلي منذ سبعينيات القرن الماضي، في حين أن الدول العربية في ذلك الوقت لم تستطع أن تنشئ نظاماً أمنياً دفاعياً في مواجهة هذا العدو.



المقاومة ليست خياراً طائفياً بل ضمانة للبنان

وتابع: كلنا نتذكر 1967، ونتذكر 1973، ونتذكر الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. لبنان لم يسلم من العدوانية الإسرائيلية منذ العام 1948 حتى هذه اللحظة. لذلك، موضوع المقاومة وسلاح المقاومة هو مرتبط ليس بوجود الطائفة كما يحاول البعض القول، بل مرتبط أصلاً بوجود لبنان كدولة تريد أن تشعر بسيادتها وكرامتها وعزتها. وهذا الأمر لا يكون إلا من خلال القوة. منوها أن الإمام موسى الصدر كان يقول: "الاستسلام في عالم الضعف لا يمكن أن يبني دولة". الدولة تُبنى على أساس من القوة.

بري وموقفه من جلستي 5 و7 آب

وأضاف: الرئيس نبيه بري، عندما حصلت جلستا 5 و7 آب، دعا الحكومة إلى إعادة النظر في هذه الإملاءات الإسرائيلية التي جاءت على لسان المبعوث الأمريكي. لدينا قرار وقف النار المستند إلى القرار 1701. كان من المفترض، لو طُبق هذا الاتفاق، أن المقاومة وتحديداً حزب الله لم تطلق طلقة واحدة خلال ثمانية أشهر، في حين خلال هذه الفترة كان العدو الإسرائيلي يستهدف لبنان من أقصاه إلى أقصاه. لافتا إلى أن وقف النار يعني أن هذا الاتفاق كان ينص على وقف العمليات الحربية الإسرائيلية، وهذا الأمر لم يتم. والانسحاب من النقاط الخمس التي أصبحت فيما بعد سبعاً أو ثماني نقاط، وإطلاق الأسرى اللبنانيين.

ازدواجية المعايير في تنفيذ القرار 1701

وتابع: بالمقابل، فريق في لبنان هرول أكثر مما كان يتوقع الإسرائيلي عندما قال إنه يحق للإسرائيلي أن يمارس الإرهاب المتمادي والقصف والاعتداءات في أي وقت، وعلى المقاومة أن تسلم سلاحها. ما من منطق في العالم يطلب من إنسان أن يسلم عناصر القوة الموجودة بين يديه.





شاهد أيضا.. الدوحة تحت النار: فشل اغتيال قيادات حماس وإدانة دولية

موقف سمير جعجع وإعطاؤه شرعية للاعتداءات الإسرائيلية

العالم: في هذه النقطة بالذات، ولنسمِ الأمور بأسمائها: رأينا بالأمس على الإعلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يعطي شرعية لـ"إسرائيل" بالتمادي في الاعتداءات بالقول إن المقاومة لم تلتزم بقرار 1701. كيف تتلقون في حركة أمل هذه المواقف من حزب سياسي وازن في البلد؟ وإلى أي مدى تعتبرون أن هذا يضر بالمصالح اللبنانية أولاً، وليس فقط بمصلحة فريق؟

دعوة الفوعاني للوحدة الوطنية وتحديد العدو

قال الفوعاني: أريد أن أشدد على ما يشدد عليه دائماً الرئيس حول الوحدة الوطنية والعيش الواحد والعيش المشترك، وأن يكون لنا عدو واحد هو العدو الإسرائيلي. وإذا كانت هناك خلافات واختلافات في بعض الأمور الداخلية، فنستطيع أن نناقشها. منوها أنه بالأمس استمعنا إلى ما قاله السيد سمير جعجع وكأنه كان يرسل رسالة طمأنة إلى الطائفة الشيعية، وهذا أمر إيجابي. استمعت إلى حديثه عندما قال إن هذه الطائفة مكون أساسي وأنها من أساس لبنان. لكن أريد أن ألفت النظر إلى أنني لست في مقام الرد عليه أبداً، ولكن أريد أن أقول: هذه الطائفة التي تحملت عن كل لبنان العدوانية الإسرائيلية المتمادية منذ نشأة هذا العدو، وهذه الطائفة ومناطقها تتعرض للعدوانية الإسرائيلية المستمرة. في هذه اللحظة علينا أن نتكاتف جميعاً لنقول: العدو هو "إسرائيل". أنت لا تريد أن تقاتل؟ هذا أمر طبيعي. الدولة عاجزة عن القتال؟ هذا أمر طبيعي. لكن أن تمنع إنساناً من أن يدافع عن كرامته وبيته وأرضه، فهذا غير مقبول.

التزام لبنان بالقرار 1701 وعدم إلتزام العدو

وأضاف الفوعاني: عندما نريد أن نقول إن لبنان التزم - لأن الاتفاق كان مع لبنان - نحن نقول: لبنان التزم. واليوم نقول بالمعنى المجازي: المقاومة التزمت، لكن لبنان التزم والعدو الإسرائيلي لم يلتزم. والاتفاق لم يكن بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، بل كان مع الدولة اللبنانية. ولم يكن هناك اتفاق، بل كان هناك تفاهم على وقف العمليات العسكرية انطلاقاً من القرار 1701. لم يكن هناك مشروع جديد. ما نسمعه من السيد جعجع يثير الاستغراب حقاً!.



تفعيل لجنة المراقبة ودورها المعلق

العالم: هناك تفعيل لدور ما حملته أورتاغوس إلى لبنان - التفعيل لدور لجنة المراقبة التي سبق لبراك أن نعاها تقريباً وقال إنها لم تجد نفعاً، وبالتالي لا فائدة من وجودها. بأي منطق تقرؤون في حركة أمل تفعيل لجنة المراقبة؟ وهل ستستطيع الضغط على "إسرائيل" لوقف هذه الاعتداءات المتمادية؟

الولايات المتحدة وراء تعطيل اللجنة الخماسية

لفت الفوعاني: كنت أشير إلى الحديث عندما قلت إن براك قال إنه لا يملك ضمانات بأن العدو الإسرائيلي لن يستمر بعدوانيته. من عطّل اللجنة الخماسية؟ الولايات المتحدة الأمريكية، الراعي الأول والضامن الوحيد، هي التي عطّلت اجتماع الخماسية التي التقت مرتين أو ثلاث مرات، وكان عملها في البداية تقنياً. ما فاجأ الخماسية أن هناك عدداً كبيراً من الانتهاكات قدمها الجانب اللبناني إلى هذه الخماسية، ولم يستطع العدو الإسرائيلي أن يقدم ولو خرقاً واحداً. لذلك عطّلوا عمل الخماسية لأن الخماسية صارت دليلاً على ما تقوم به "إسرائيل"، مع التزام صارم من قبل الجانب اللبناني وعجز واضح من هذه الخماسية.


شاهد أيضا.. النائب محمد رعد: معالجة أزمة لبنان تحتاج للحكمة والإلتزام بالسيادة

قراءة في إعادة تفعيل اللجنة

العالم: إذن ماذا نقرأ من تفعيل دورها الآن؟

قال الفوعاني: نأمل إن شاء الله أن يكون هذا التفعيل من أجل مصلحة لبنان، حتى تستطيع أن تقوم بدورها وهو لجم العدوان الإسرائيلي أو العدوانية الإسرائيلية المتمادية.



مهام اللجنة الخماسية وحدود عملها

العالم: ماذا لو كان تفعيل هذه اللجنة من أجل السير قدماً أو الإشراف على تنفيذ خطة الجيش بنزع سلاح المقاومة - يُفعّل في هذا الجانب ولا يُفعّل بالجانب الآخر وهو الضغط على "إسرائيل" لوقف اعتداءاتها؟

لفت الفوعاني إلى أن اللجنة الخماسية ليس لها علاقة بموضوع نزع السلاح. عملها مقتصر فقط على مراقبة الأعمال الحربية من كلا الطرفين، هذا هو عملها. أما من تصدى لموضوع القضية فقد بدأت مع براك عندما قدم ورقة إلى الحكومة اللبنانية. هذه الورقة عبارة عن أربع صفحات بين لبنان والعدو الإسرائيلي وأربع صفحات مع سوريا. نحن متفقون بيننا وبين سوريا أن أي نقاش هو نقاش مفتوح، أما مع الجانب الإسرائيلي فهذا الأمر مرتبط بقراءة هادئة وواعدة. المشكلة فيما حصل هو الورقة اللبنانية-الإسرائيلية التي قدمها براك والتي غير مقبولة نهائياً.

السلاح مرتبط بغياب الدولة القوية

وأضاف أن موضوع حصر السلاح: هذا الأمر متفق عليه في لبنان. عندما تكون هناك دولة قوية تستطيع أن تدافع عن أرضها وشعبها وتستطيع أن تحمي الكرامات، لماذا نحمل السلاح؟ وهناك مثال بسيط جداً: أنت اليوم تريدين أن تعيشي بأمان، فأنت تقولين: "والله أنا اليوم سأدفع للبلدية لتقوم بواجب الحراسة الليلية، وأدفع ضرائب لتقوم هذه الدولة بواجبها." إذا كان كل هذا الأمر معدوماً، نلجأ إلى الأمن الذاتي لتدافعي عن بيتك ولتحفظي وجودك.

المقاومة خيار حياة وكرامة

وتابع: نحن نقول: نحن طلاب حياة، نحن أبناء حياة، نحن من مدرسة ترى أن كرامتها في عزتها واستمرارها. لا نريد أن نشعر بالذل. بعض اللبنانيين عندما نقول هذا الأمر وكأن هذا يستفز البعض. نحن نريد أن نعيش بكرامتنا في هذا الوطن. إذا أمّنت الدولة... لماذا نشأت المقاومة؟ هل لأن الدولة كانت تقاوم "إسرائيل" وتواجه "إسرائيل"؟ اليوم، وهذا الأمر نستطيع أن نقوله بكل هدوء، طالما قالوا إنهم ضربوا المقاومة وأفقدوها قدراتها وفقدوا السيطرة. لماذا هذا الإصرار الدائم على مشروع سحب السلاح وحصر السلاح والجدول الزمني؟

أسباب الإصرار على نزع سلاح المقاومة!

العالم: لماذا برأيك هذا؟

قال الفوعاني: لأن المقاومة موجودة وحاضرة، ولأنهم يعرفون تماماً قدرات هذه المقاومة. المقاومة لجأت إلى الصبر الاستراتيجي وتركت المجال واسعاً أمام هذه السلطة في لبنان. نعم، أنتم تريدون أن تقولوا إن الحل الدبلوماسي يؤدي إلى نتائج، بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر، ما الذي يستطيع أي مراقب اليوم في العالم أن يحدده: مَن الذي ينتهك وقف إطلاق النار في لبنان؟!





شاهد أيضا.. الشيخ قاسم للدول العربية: إذا أزال الاحتلال المقاومة فسيكون دوركم التالي

صلابة موقف حركة أمل وحزب الله

العالم: اليوم كثير من المراقبين، سواء المناوئين أو المؤيدين لخط المقاومة، يراهنون أو يراقبون هذا الموقف المترابط والرابط الوثيق بين حركة أمل وحزب الله على خط واحد ومصير واحد، ولاسيما أن كلا الطرفين هما أهل الجنوب والبقاع وقد خبروا عداوة وشراسة هذا العدو. بالنسبة لمن يراهن أو يراقب، هل يمكن أن تؤدي الضغوط الأمريكية بشكل أو بآخر، إذا تصاعدت، إلى ثني حركة أمل عن صلابتها في هذا الموقف إلى جانب المقاومة على خط واحد، أو فك هذا الارتباط؟

أوضح الفوعاني: أريد أن أجيب على هذا السؤال من العمق العقائدي لدى حركة أمل. أولاً، حركة أمل هي أفواج مقاومة لبنانية - من هنا جاءت كلمة "أمل". أُنشئت حركة أمل لتكون أفواج مقاومة لبنانية. ونوه إلى أن حركة أمل، بمسيرتها، هي أول من وقف في مواجهة العدو الإسرائيلي عام 1976-1977. حركة أمل واجهت وأسقطت اتفاقية 17 أيار بانتفاضة السادس من شباط. حركة أمل قدمت الكثير من شهدائها في العدوانات الإسرائيلية التي حصلت في أيلول. لدينا أكثر من 1200 شهيد لحركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية. هذا مشروع دم وشهادة، ولا يمكن القول إن هناك إسفيناً يمكن أن يكون بين حزب الله وحركة أمل.

رؤية الإمام موسى الصدر والميثاق المقاوم

وتابع: نحن ننطلق من رؤية عقائدية متماسكة، وهذا أصلاً من ميثاق حركة أمل الذي ينطلق من ضرورة مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي قال عنها الإمام موسى الصدر ذات يوم إنها "الشر المطلق" وأن التعامل معها حرام، وأن علينا أن ننشئ مجتمعاً مقاوماً لا يهدم الجدار النفسي بيننا وبين هذا العدو.

وأضاف: لهؤلاء الذين يراهنون، أحيلهم على ميثاقنا وعلى كلام الأخ الرئيس نبيه بري في ذكرى 31 آب عندما تحدث أن هذا الثنائي الوطني ليس ثنائياً طائفياً ولا مذهبياً، بل هو ثنائي وطني من أجل حفظ لبنان والحفاظ عليه.



المخططات الإسرائيلية ومخاطرها على لبنان

العالم: هذا التفسير مهم جداً أو هذا البعد العقائدي لمن يراهن أو لمن يخاف من كلا الطرفين. وإذا ما أردنا قراءة المخططات الإسرائيلية عندما عرض نتنياهو خارطة "إسرائيل الكبرى"، ماذا تقرؤون في حركة أمل من مخاطر؟ ما الذي يريده الإسرائيلي من لبنان؟ هل سيكتفي بنزع سلاح المقاومة؟ بطبيعة الحال، الأمريكي اليوم يقوم بالدفاع الشرس عن كل ما يمكن أن يصب في المصلحة الإسرائيلية، ولكن ما الذي يريده الإسرائيلي حقيقة وماذا بعد هذه الخطوة؟

لفت الفوعاني إلى أن الإسرائيلي - ولأروي قصة قصيرة جداً - قبل أن ينسحب من سيناء، استخدم آلات حفر ضخمة جداً ونقش بعض الكتابات العبرية وأودعها في باطن الأرض على بعد 100 متر أو 150 متر أو 200 متر، ثم غادر. عندما سُئل من نفذ هذا الأمر، قالوا: "بعد 100 عام أو 200 عام سوف تأتي حفريات لتؤكد أن هذه الأرض للعدو الإسرائيلي لأنها أرض إسرائيلية، وهذه الحفريات تدل على ذلك."

وأشار الفوعاني إلى أن هؤلاء يخططون دائماً من أجل السيطرة - ليس السيطرة الجغرافية فحسب، وإنما الأهم من السيطرة الجغرافية هي السيطرة على المبادئ والسيطرة على العقائد والتاريخ. يريدون سرقة التاريخ واستحضاره دائماً في خدمتهم.

الانتقال من "الدولة العظمى" إلى "الدولة الكبرى"!

ورأى الفوعاني أنه اليوم وببساطة، العدو الإسرائيلي الذي انتقل من مشروع "الدولة العظمى" بمعنى القوة والبطش إلى "الدولة الكبرى" بمعنى الاتساع الجغرافي، لاسيما أن العدو الإسرائيلي يرغب دائماً بكل طاقات وثروات هذه المنطقة من المياه والأرض إلى الغاز والنفط والإنسان في هذه المنطقة، لأن الإنسان في هذه المنطقة يحمل رسالة حضارية متميزة عن المشروع الصهيوني القائم على العنصرية وعدم الاعتراف بالآخر حتى على البعد الإنساني. هناك نوع من التناقض بين مشروع هذه الدولة ومشروع هذه المنطقة.

إرادة الشعوب أقوى من الإحتلال

وأوضح الفوعاني أن الإسرائيلي ربما ظن أن ما حدث هو انتصار في المعركة أو ربح للحرب، وربما استطاع أن يستفيد من بعض الأحداث التي وقعت في فلسطين ولبنان وسوريا. ولكن إرادة الشعوب لا يمكن أن تُقهر، فإرادة الشعوب أقوى بكثير من أن تنكسر في مواجهة التكنولوجيا. لا يمكن كسر إرادة الشعوب، وأكبر دليل على ذلك اليوم ما نراه في الجنوب اللبناني والبقاع والضاحية، حيث الذين دُمرت منازلهم وفقدوا أبناءهم وأحباءهم عادوا بشكل دائم على أنقاض المنازل، عادوا إلى أبنائهم الشهداء وأودعوهم عهداً جديداً بأننا سوف نبقى على هذا الخط. هذه الأمانة من جيل إلى جيل مستمرة، وربما هذا هو السر الذي لا يستطيع الآخرون فهمه.

الفتنة الداخلية واستبعاد الحرب الأهلية

العالم: هل تخشى على لبنان من حرب أهلية أو مواجهة داخلية؟

قال الفوعاني : أستبعد ذلك كثيراً، كما استبعده الرئيس نبيه بري عندما قال إن الوحدة الداخلية في لبنان هي الأساس، وهو كلام الإمام موسى الصدر بأن أفضل أوجه المعركة مع العدو الإسرائيلي هو الوحدة الداخلية. نحن من جانبنا في حزب الله وحركة أمل ألغينا تحركاً عمالياً ونقابياً عندما وصلت إلينا أصداء بأنه سوف يكون هناك نوع من الفتنة أو ردة فعل من شارع آخر. نحن لا نؤمن بأن هناك شارعاً مقابل شارع، بل نؤمن بوحدة اللبنانيين وبدوام الكيان اللبناني. ولذلك فإن الفتنة الداخلية، نحن نقول باسم حركة أمل وحزب الله، إنها إن شاء الله لن تكون موجودة. ونحن نؤمن بالأجهزة الأمنية وبقيادة الجيش وبكل هذه العناصر التي ينبغي أن تحفظ أمننا الداخلي.
وهذا مؤشر مطمئن بطبيعة الحال للبنان واللبنانيين.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية


بالفيديو ... موكب سيارات يرفع أعلام حزب الله يجوب شوارع في بغداد​


إيرواني: الإجراءات القسرية أحادية الجانب انتهاكٌ لحقوق الإنسان والحق في التنمية


الرئيس بزشكيان يغادر محافظة كهكيلويه وبوير أحمد عائدا إلى طهران


سوريا...توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة


بوتين: روسيا لا تقترح خطة خاصة لقطاع غزة


حماس: مصير أبو شباب حتمي لكل من خان شعبه ووطنه