ويتطرق البرنامج إلى تركيز المعلقين الإسرائيليين على مسار الحرب في قطاع غزة، والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي يتكبدها الإسرائيليون بسبب هذه الحرب، وبطبيعة الحال بسبب الصواريخ والمسيرات اليمنية التي تُطلق على الكيان الإسرائيلي، فضلاً عن العزلة الدولية التي باتت تحيط بالكيان الإسرائيلي في العالم.
وفيما يتعلق بالحادث الجديد المتعلق بعملية الطعن، حيث لم يمضِ سوى أيام قليلة على عملية القدس الأولى وإصابة إسرائيليين، وعما يعنيه هذا التوقيت، قال الباحث في العلاقات الدولية د. وسام إسماعيل إن الحديث عن عملية في القدس يعني أن هناك فشلاً إسرائيلياً على المستوى الأمني والعسكري والاستخباري والسياسي، وعلى مستوى وقف المقاومة في الضفة الغربية. وهذا يعني أن المسار الذي يعتمده الكيان الإسرائيلي ويعلن أنه سيستمر به - أي ضم القدس - سيؤدي إلى فتح جبهة أقل ما يُقال عنها إنها مخيفة بالنسبة للكيان الإسرائيلي، لأنها ستشهد عمليات انغماسية.
ونوه إسماعيل إلى أن هناك تداخلاً بين الفلسطيني والإسرائيلي في تلك المنطقة، وأي عملية في القدس قد تؤدي إلى خسائر بالنسبة للإسرائيلي تفوق ما يمكن أن يخسره في قطاع غزة خلال أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة. ليس غريباً أن هذه الأماكن من المفترض أن تكون مؤمَّنة، لكنها تكشف عن ثغرات في المنظومة الأمنية والعسكرية.
شاهد أيضا.. هكذا يستمر الكيان الاسرائيلي في توسيع حدوده المختلقة بلا هوادة
ولفت إلى أنه بالأساس لا يمكن التأكد من أن نظرية الكيان في التعامل مع الضفة هي نظرية واقعية؛ بمعنى وقف فكر المقاومة والسيطرة الأمنية مئة بالمئة على شعب يتجاوز عدده المليونين أو ثلاثة ملايين نسمة. وأضاف: من ناحية أخرى، أن تكون الضفة هادئة طوال الفترة السابقة في زمن السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني، فهذا لا يعني أن فكر المقاومة قد تم إخماده. وبالتالي، أي شعور لدى أهل الضفة بأن المشروع الفلسطيني بات في خطر، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى إثارة رد فعل، وهذا الرد من السهل جداً أن يتحول إلى عمليات استشهادية أو إلى طعن أو إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني في تلك المنطقة.
ونوه إلى أن هذا يعني أن المشروع الإسرائيلي حتى اللحظة، بعد اتفاقات أوسلو، لم يؤدِّ إلى الغاية التي أرادها الإسرائيلي، وليس إلى الاتفاق بحد ذاته، ألا وهي إسقاط فكر المقاومة في تلك المنطقة.
وأوضح إسماعيل أنه منذ طوفان الأقصى لم نشهد هذا التكثيف للعمليات. وبالتالي، كان هناك نوع من الفصل استطاع الإسرائيلي، في مكان ما، أن ينجح فيه في أن يفصل بين المسار الفلسطيني في الضفة والمسار الفلسطيني في غزة، خصوصاً بعد الانقسام السياسي الذي أدى إلى حكومة مستقلة في غزة.
وتابع: لكن اليوم، الفلسطيني بشكل عام، سواء كان في غزة أو في الضفة، يشعر بأن هناك خطراً. الإسرائيلي واضح جداً بأنه لا يريد دولة فلسطينية، وأنه سيضم الضفة، وأنه سيتعامل مع الفلسطينيين على أنهم مجرد عبيد إذا صح التعبير. وبالتالي، فمن الطبيعي أن يخلق ذلك رد فعل.
ولفت إسماعيل إلى أن الشعور الفلسطيني بأن المشروع الإسرائيلي لم يعد يتجاوب، نظرياً على الأقل، مع مطالب الدولة الفلسطينية التي أقرتها أوسلو والتي تؤمن بها الشرعية الدولية، هو الذي قد يدفع إلى هذا الرد.
كما ألقى البرنامج الضوء على العدوان الإسرائيلي على قطر وفشل محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة، وهو أمر طبيعي أن يكون محور التعليقات في الإعلام العبري. فاغتيال قادة حماس، حتى لو نجح، لن يغير شيئاً، فمن سيأتي بعدهم سيكون مثلهم، كما حصل مع حماس نفسها ومع حزب الله في لبنان.
ضيف البرنامج:
-الباحث في العلاقات الدولية د. وسام إسماعيل
التفاصيل في الفيديو المرفق ...