في حوار حصري مع قناة العالم..

الصالحي يكشف حقيقة سياسة الإحتلال تجاه السلطة الفلسطينية!

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥
٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش
أكد بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن"إسرائيل"لا تريد لأي قيادة فلسطينية الحفاظ على كيان سياسي يربط الضفة الغربية بقطاع غزة، حتى لو كان محدوداً مضيفاً أن تل أبيب ترفض البحث في حل سياسي للقضية الفلسطينية أو التوصل إلى أي تسوية مع القيادة الفلسطينية، مهما كان شكلها.

قراءة مستقبل الضفة بعد اتفاق أوسلو

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج "ضيف وحوار"، وحول قراءة المستقبل بعد خضوع الضفة الغربية اليوم للاحتلال الإسرائيلي الذي يهدد بضم الضفة الغربية وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية التي كان من المفروض أن يمهد لها اتفاق أوسلو، أشار الصالحي إلى أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو، يظهر مشهد وكأن مسار هذا الاتفاق ثابت، بينما الحقيقة أنه لم يكن مساراً ثابتاً، بل مساراً متعرجاً شهد خلال السنوات التالية مراحل من المسعى الفلسطيني الجدّي للخروج من إسار هذا الاتفاق والتمرد عليه وتجاوزه. ويكفي أن أشير لبعض المحطات المهمة جداً في سياق فهم أن الشعب الفلسطيني وحتى القوى الفلسطينية جميعاً لم تتعامل مع أوسلو على أنه وحده سيؤدي لمخرج وإنهاء للاحتلال.

انتفاضة النفق: أول اصطدام مع أوسلو


ولفت الصالحي إلى أن أول اصطدام جدي مع أوسلو ظهر عام 1996 فيما سُمي بـ"انتفاضة النفق"، وكان هذا مؤشراً على أن الحالة الكفاحية الفلسطينية لا تزال تصر على الربط بين المسعى لتنفيذ الاتفاق وآلياته السياسية من جهة، وعلى الأرض آليات احتكاك مع الاحتلال لوقف أي مساعٍ لإعادة هيمنة "إسرائيل" بشكل كامل على الأراضي الفلسطينية.



دروس انتفاضة النفق

وأضاف: ظهرت "انتفاضة النفق" والجميع تعلم منها – نحن تعلمنا و"إسرائيل" تعلمت – أنه يجب الانتباه إلى أنه لا يكفي ما تم في الاتفاق والقيود التي وضعتها، وإنما هي بحاجة لمزيد من القيود. وهذا ما لمسناه بعد ذلك من تدخلات أكبر ومحاولة ضغط أكثر.

عام 1999ونهاية المرحلة الانتقالية

ونوه الصالحي إلى أن المحطة الثانية كانت عام 1999، الذي كان يُفترض أن يكون نهاية المرحلة الانتقالية والبدء بالمفاوضات النهائية. وكان المظهر الصارخ فلسطينياً هو المسعى الذي عبر عنه الراحل ياسر عرفات حينها قائلاً إنه سنذهب لإعلان الدولة من طرف واحد. تدخلت أطراف دولية عديدة وذهبت لصيغة المفاوضات في كامب ديفيد التي انتهت عملياً بالفشل الذريع نتيجة رفض الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية.

الانتفاضة الثانية والخروج من إسار أوسلو

وتابع الصالحي: ثم كانت الانتفاضة الثانية، وهي أيضاً مظهر واضح للسعي للخروج من إسار اتفاق أوسلو نفسه بمحاولة فرض الخلاص الذي يريده الشعب الفلسطيني بصيغة كفاحية. طبعاً انتكس هذا المسار نتيجة البطش الإسرائيلي الكبير والتواطؤ الدولي، وظهر بعد ذلك ما سُمي خارطة الطريق.


التوجّه الدولي عام 2012

وقال الصالحي: عادت المسألة مرة أخرى لتظهر أيضاً عام 2012، حيث تم الوصول لقناعة فلسطينية بأن هذا المسار لن يؤدي للخروج نحو موضوع الدولة، فأصبح الخيار هو الذهاب لموضوع الدولة بمسار منفرد في الساحة الدولية، وقُدم طلب العضوية لمجلس الأمن. ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن، نحن عملياً في محطات مشابهة، بمعنى أن هذا الاتفاق لم يكن صيغة مستقرة. مشيراً إلى أنه كان هنالك سعي فلسطيني مستمر منذ بداية اتفاق أوسلو للخروج من هذا الاتفاق ومحاولة تعديله وفقاً للرؤية التي يريدها الشعب الفلسطيني، سواء من خلال المواجهة السياسية في مناسبات مختلفة أو عبر الانتفاضة والمقاومة الشعبية، والتي كان أبرز مثال عليها الانتفاضة الثانية.

إستراتيجية"إسرائيل"بعد 2006: فصل الضفة عن القطاع

وتابع: نحن الآن في الحقيقة أمام واقع لم يعد فيه هذا المسار قادراً على أن يبقى إطاراً لما يجري. فـ"إسرائيل" منذ عام 2006، وبعد انتخابات المجلس التشريعي، قررت بشكل واضح إجراء فصل كامل وتدريجي بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي اعتقادي، حتى لو لم تفز حماس أو لم تحدث أحداث 2007، كانت الاستراتيجية الإسرائيلية تتجه نحو فصل كامل بين الضفة والقطاع، حتى لو بقيت السلطة موحدة تحت راية فتح وغيرها. لأن فكرة استمرار الكيانية الفلسطينية كانت مرفوضة من التيارات الأكثر تطرفاً التي تولت الحكم في إسرائيل، والتي بدأت تواجه علناً ما سُمي في حينه بـ"الحل الوسط التاريخي".


شاهد أيضا.. عشرات الشهداء والجرحى في غزة، واليونيسف والأنوروا تحذران

الاحتلال الكامل ورفض الدولة الفلسطينية

ورأى الصالحي أننا الآن أمام مرحلة تعيد فيها "إسرائيل" بشكل فعلي الاحتلال الكامل لقطاع غزة والضفة الغربية، وتتخلى عن بعض الالتزامات التي قدمتها في إطار الاتفاق وتسترجعها بطريقة وقحة وملموسة. إنها تذهب للإعلان صراحة عن رفضها للأهداف التي كان الفلسطينيون يسعون إليها من هذا الاتفاق، وهي إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية. هي تعلن بوضوح أنها لن تقبل بدولة فلسطينية وأنها مستمرة في التوسع والضم والاستيطان والإبادة الجماعية.


رفض أي تسوية سياسية مع القيادة الفلسطينية

وأوضح أن الأمر الآخر أنها لا تريد أصلاً تسوية سياسية مع القيادة الفلسطينية، أياً كان شكل هذه القيادة. فـ"إسرائيل" رفضت التعامل مع حكومة حماس في 2006، ورفضت التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية في 2007، والآن هي تعاقب حتى حكومة التكنوقراط الفلسطينية التي جاءت أيضاً في سياق المطالب الدولية والإصلاح السياسي.

أوسلو: مسار مليء بالنضالات لا بالاستسلام

مؤكداً أن أوسلو من الناحية الفعلية كان محطة عمل فيها الطرف الفلسطيني جاهداً لتحقيق أهدافه بأقل تكلفة ممكنة وبأكبر قدر من التفاؤل، لكن هذا لم يحدث. لقد دفع كلفة عالية جداً عملياً، كما أن هذا التفاؤل لم يعد له أساس. ولكن من الظلم الكبير القول إن هذا المسار كان خالياً من النضالات الفلسطينية، بل كان مساراً مليئاً بالنضالات، بما في ذلك التمرد والمحاولات للخروج من قيود أوسلو أو تحويل هذا الاتفاق لصالح المصالح الفلسطينية، لكن هذا لم ينجح تماماً لأن العدو الإسرائيلي استخدم كل آلة البطش في المواجهة.


طرح ضم الضفة الغربية وهروب"إسرائيل" من أي تسوية سياسية!

العالم: في ظل الطرح الإسرائيلي لضم الضفة الغربية هل يمكن فعلاً لـ"إسرائيل" أن تقوم بعملية ضم كاملة وشاملة للضفة الغربية وإنهاء فكرة السلطة الفلسطينية؟ أم أن "إسرائيل" تريد الحفاظ على السلطة ولكن كسلطة غير سياسية، بمعنى أن تكون مجرد سلطة خدمات تؤدي مهام معينة - نسميها نظام بلديات - لكن دون أي دور سياسي؟ هل تستطيع "إسرائيل" ذلك؟

أوضح الصالحي أن "إسرائيل" منذ عام 2014 على الأقل، وبشكل أكثر وضوحاً، بدأت تتهرب من أي بحث سياسي حقيقي مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وانتهى هذا الأمر بشكل كامل تقريباً مع نهاية عهد أوباما ومحاولات جون كيري إيجاد صيغة لمشروع سياسي. بعدها لم يعد هناك أي شكل فعلي من التفاوض السياسي بين المنظمة و"إسرائيل".

التعامل مع السلطة في نطاق إداري محدود

ولفت إلى أن "إسرائيل" منذ ذلك التاريخ تتجنب أساساً التعامل مع السلطة الفلسطينية أو مع منظمة التحرير على المستوى السياسي. إنها تريد التعامل مع السلطة في نطاق إداري ومحدود، لكنها تتجنب أي تعامل سياسي مع منظمة التحرير. هذا الاتجاه سيستمر في السياسة الإسرائيلية، وهو واضح الآن أكثر فأكثر.


شاهد أيضا.. مندوب الاحتلال يهدد قطر من قلب مجلس الأمن

صيغة حكم لغزة منفصلة عن الضفة

وأشار الصالحي إلى أن "إسرائيل" الآن تريد إيجاد صيغة حكم لغزة منفصلة عن الضفة الغربية، وكما تقول، لا تريد لا السلطة ولا حماس أن تحكم غزة.

وأضاف: في الضفة الغربية، أيضا هي لا تريد لهذه السلطة كما هي أن تبقى في الحكم. وليس السبب إصلاحياً - هذا واضح تماماً. السبب أنها لا تريد لأي قيادة فلسطينية أن تحافظ على حالة كيانية لكيان سياسي يربط الضفة والقطاع، حتى لو كان هذا الكيان محدوداً. كما أنها لا تريد البحث سياسياً في حل القضية الفلسطينية مع طرف سياسي إنها تريد قصر البحث على حلول ميدانية يومية إنسانية في أحسن الأحوال، أو على شكل التكيف مع إجراءات الاحتلال على الأرض، لذلك هناك خطر حقيقي من استمرار الإبادة الجماعية في غزة."مشروع التهجير" هو علامة على ما يجري الآن في غزة، ولا يزال هذا المشروع قائماً.


مخاطر التهجير في الضفة الغربية

نوه الصالحي إلى أن الأمر ذاته يحدث في الضفة الغربية، حيث توجد مخاطر حقيقية للتهجير. نشهد الآن نازحين في عدة مناطق بالضفة الغربية، في طولكرم وجنين، ونتنياهو والحكومة الإسرائيلية يهددان بتوسيع هذا النموذج كما أعلنت الإدارة العسكرية الإسرائيلية ونتنياهو نفسه، كذلك الإعلان الصريح بأنهم سيفرضون السيادة أو الضم، حتى تشكيل فرقة عسكرية تسمى "جلعاد" في منطقة الأغوار، هو جزء من هذه الترتيبات. بمعنى أن "إسرائيل" تريد أن تضم مناطق محددة من الضفة الغربية وتنفذ ما يسمى "فرض السيادة" وتدمر الترابط الجغرافي والمغزى السياسي لما يسمى الأراضي المحتلة عام 1967، والتي هي عملياً حدود الدولة الفلسطينية وفقاً لقرار الأمم المتحدة.

رفض السلطة الإدارية المحدودة

ونوّه الصالحي إلى أن الخطر جدي وحقيقي. "إسرائيل" لا تريد سلطة سياسية فلسطينية، وإنما تريد التعامل مع سلطة إدارية محدودة لا تعطيها أي دور سياسي. في هذا الموقف، يجب أن يكون الأمر مرفوضاً فلسطينياً، وأن يجري إعادة بناء مفهوم الصراع مع "إسرائيل" على قاعدة ترتكز أساساً على موضوع الدولة وتحريرها واستقلالها.

الدولة الفلسطينية على أنقاض الإحتلال

وحذر الصالحي من أن موضوع الدولة يجب أن يرتبط - بما في ذلك الاعتراف بها - مع مسعى جدي لإنهاء الاحتلال عنها. نحن لا نريد في النهاية أن نعيد تسمية النظام السياسي الفلسطيني بـ"دولة" في واقع الاحتلال، نحن نريد دولة على أنقاض الاحتلال وليس في ظله.



تساؤلات حول الموقف الأمريكي

العالم: لماذا تذهب الولايات المتحدة والإدارات الأمريكية لموضوع الحل في القضية الفلسطينية في آخر الولاية الثانية؟ يعني بوش حاول في نهاية ولايته الثانية، كلينتون حاول في آخر ولايته في كامب ديفيد، أوباما حاول من خلال وزير خارجيته جون كيري. لماذا في آخر الولاية تشعر بأنهم بدؤوا يتحدثون عن القضية الفلسطينية؟

أكد الصالحي أنه من الواضح أن العلاقة ملتبسة أو لها خصوصية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة في هذا الجانب. الولايات المتحدة تتأثر بشكل كبير بترابط العلاقة والمفاهيم مع الحكومة الإسرائيلية والبنية في المجتمع الإسرائيلي. لذلك لا يمكن القول أن الولايات المتحدة تمارس سياسة مستقلة تجاه الشأن الفلسطيني أو الإسرائيلي.

التزام أمريكي دائم لـ"إسرائيل"!

ولفت إلى أن الولايات المتحدة أعطت التزاماً واضحاً لـ"إسرائيل" منذ سنوات طويلة بأنها لن تبحث أي شيء يتعلق بالشأن الفلسطيني قبل التفاهم المسبق مع الحكومة الإسرائيلية. هذا ليس لأن الولايات المتحدة ضعيفة أمام إسرائيل، ولكن لأنها تشعر أن "إسرائيل"هي أفضل منفذ لسياساتها في المنطقة. بالتالي "إسرائيل" جزء من الولايات المتحدة وليست علاقة ندية أساساً. الولايات المتحدة ترى في "إسرائيل" جزءاً من ولاياتها التي تمثل سياساتها ويمكن استخدامها. وإن حصلت بعض التباينات في هذا الجانب فهي محدودة، وتتغلب عليها في النهاية المصلحة الاستراتيجية الكبرى المشتركة لـ"إسرائيل" وأمريكا.


شاهد أيضا.. الاحتلال يسعى لشطب غزة من الخريطة والذاكرة

هروب الرؤساء الأمريكيين من الاستحقاق

واعتبر الصالحي أنه لهذا الرؤساء الأمريكيون يهربون من استحقاق هذه العملية، إما بالتغاضي عنها أو بافتعال عملية تفاوضية شكلية كما جرى أو بتعطيلها. مثلاً، لجنة الرباعية هي صيغة دولية وافقت عليها الولايات المتحدة وساهمت في تأسيسها أصلاً، ولكنها دمرتها من الناحية الفعلية لأن الولايات المتحدة ترى أن الإطار الوحيد للتفاوض هو الإطار الثنائي، وبأحسن الأحوال تحت الرعاية الأمريكية.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

بيان لرئاسة العراق حول إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


موقع أكسيوس يكشف خطة ترامب للمرحلة 2 من إتفاق غزة


الشيخ قاسم: لسنا معنيين بخدّام 'إسرائيل'


بين تطورات لبنان والعقدة الأميركية.. مهمة وفد مجلس الأمن على المحك


الشيخ الخطيب: المسؤولون يجب أن يكونوا أمينين على مصلحة لبنان


الهند وروسيا تؤكدان على حل النووي الإيراني دبلوماسيا


مقتل أبو شباب يهزّ مخططات الإحتلال وينهي الذراع الأمنية التي راهن عليها


عائلة البرغوثي تكشف تعذيبا مروّعا للقائد الأسير.. وحملة عالمية للإفراج عنه


الرئيس بري: لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار


اتحاد الشغل التونسي يعلن عن إضراب عام في 21 يناير