تتواصل الإبادة في غزة، وتتواصل معها المعاناة إنسانياً وميدانياً وصحياً. تشهد مستشفيات القطاع نقصاً كبيراً في المستلزمات الطبية والأجهزة المستخدمة، تماماً كما تشهد نقصاً في الأدوية والكوادر وغيرها. لقد جعلت سياسة الاحتلال من عملية علاج المرضى والجرحى أمراً ليس سهلاً، مما انعكس سلباً على استمرار تقديم الخدمات الطبية للمعنيين.
وقال أحد المواطنين لقناة العالم:"يعاني المواطنون والمرضى في قطاع غزة معاناة شديدة في المستشفيات، حيث يتواجد نقص في الأجهزة الطبية. نضطر للانتظار في الطوابير، مثلاً، جهاز الأشعة الموجود منذ أكثر من عشر سنوات، مما يؤخر علاجنا. حياتنا وأرواحنا معرضة للخطر نتيجة الأجهزة المتهالكة التي لم تُستبدل منذ سنوات. هذا الجهاز يستقبل عشرات الآلاف من المرضى والمواطنين".
في المقابل، يحاول المهندسون الطبيون والفنيون استخدام الهندسة العكسية في إصلاح ما يمكن إصلاحه من أجهزة ومعدات طبية، لمساعدة المستشفى على الاستمرار في العمل في ظل الأزمات المتلاحقة ومنع الاحتلال من إدخال الأجهزة وقطع الغيار.
وقال رئيس قسم الهندسة الطبية بمستشفی شهداء الاقصی، علاء الطوسي لقناة العالم: "أغلب الأجهزة الطبية والمنظومات إما خرجت عن الخدمة قبل الحرب، أو كانت موجودة في مخازن في المنطقة الوسطى. قمنا باستعادتها للاستفادة من قطع الغيار الموجودة فيها لإصلاح أجهزة مماثلة، تم استهلاك المخزون الموجود في المخازن المركزية".
وتشهد وزارة الصحة في غزة محاولات جادة للتغلب على مشكلة النقص الكبير في الأدوات والأجهزة الطبية لمجاراة الأحداث الطارئة في ظل العدوان.
في ورشات الصيانة في مستشفى شهداء الأقصى، يحاول المهندسون والفنيون استحداث ما يمكن استحداثه من الأجهزة الطبية والأسرة وغيرها، في ظل نقص كبير في المستلزمات والأجهزة الطبية في المستشفيات في واقع صعب يعيشوه في ظل استمرار الإبادة.