في معادلات الربح والخسارة خيارات الحرب الناعمة أقل كلفة وأكثر فعالية من الحرب العسكرية.. الأميركيون أوجدوا مصطلح الحرب الناعمة، وتحديدا ضابط الأمن الأميركي جوزيف ناي.. وفي كتابه عام 2004 "القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية" خلاصته: ستفعل ما أريد بإرادتك.
لكن على الأميركيين مراجعة أبحاثهم، فحرب الـ12 يوما أثبتت أنه ليس كل ما يريده الأميركي يستطيع تحقيقه، وإيران مثال.. الحرب الناعمة ورقة قوة أدارها بجدارة الشعب الإيراني.
ولمناقشة هذا الموضوع استضافت هذه الحلقة من برنامج "أوراق القوة" د.سالار ولايتمدار عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ورئيس سابق لقسم التخطيط والعمليات والحرب الناعمة في الحرس الثوري.

العالم: في كل الحروب الواضحة المعلنة هناك طرف معتدي وهناك طرف مقاوم.. في الحرب الناعمة كيف تبدو شكل المقاومة؟
ولايتمدار: موضوع الحرب الناعمة الذي أصبحت له مكانة خاصة في المعارك يتصاعد يوما بعد يوم، إن القدرات التكنولوجية للعدو بالتأكيد أكبر، ويجب أن ناخذ بالحقائق بعين الاعتبار، وفقا للواقع الموجود فإنهم متفوقون علينا في أمرين، الأول هو أنهم متفوقون من الناحية التكنولوجية، والثاني أنهم ليس لديهم قيود أخلاقية أو عقائدية أو قيمية، إنهم يتمسكون بأي شيء ويستخدمون كل وسيلة لتحقيق أهدافهم، قيما نحن نؤمن بأن علينا أن نعمل وفقا لتعاليمنا ومعتقداتنا، وبطريقة تجعلنا نجيب على ضميرنا الإنساني والديني، ونكون مسؤولين عن المستقبل.. لذا فان قدراتنا هنا محدودة بشكل طبيعي، لكن المعركة مستمرة بشدة، ومن هنا بإذن الله نحن على حق، وحتى هذه اللحظة تمكنا من إيصال الرسالة.

العالم: مارس العدو ضدكم حرباً ناعمة وأشكال وألوان من الغزو الثقافي والتكنولوجي.. وتوهم أنه تمكن من إحداث خرق، ولكن حرب الـ12 يوم كانت مفاجئة.. برأيك هل تعتقد أن تاثير الحرب الناعمة مبالغ فيه على الدول؟
ولايتمدار: إن الحرب أو العدوان حقا هو أمر غير إنساني، وقد أصبح وجهه واضحا للجميع في العالم اليوم، لقد شملنا الله بفضله وخرجنا منتصرين في هذه الحرب، لكن هذه الحرب كانت حقا حربا مركبة وهجينة، ولم تكن مجرد حرب تقليدية، بل كان هناك جزء منها يتعلق بالحرب التقليدية.. وهو تبادل النيران، لكن قبل الحرب وأثناءها وحتى الآن نحن في صراع مركب، فيما يتعلق بموضوع الإعلام فإن حربنا الآن شديدة، أنتم في الخط الأمامي وتخوضون معركة غير متكافئة مع العدو، والحمد لله حتى الآن تمكنت من الوصول إلى عدد كبير من المتلقين في العالم، لأنكم تتحدثون بشكل صحيح وتوضحون القضايا بشكل دقيق، أنتم تقولون الحقائق، في الحرب التي استمرت 12 يوما كانت الحرب جديدة بالنسبة لنا، حيث كانت حربا مركبة، وكانت جميع الجبهات نشطة، لقد حققنا الكثير من الإنجازات، تمكنا من اكتساب العديد من التجارب التي لم نكن نملكها، وعالجنا نقاط الضعف التي كانت لدينا، كما تعرفنا على قدرات لدينا لم نكن نعرفها، وفي الواقع تمكنا من التعرف على قدرات العدو واتخاذ تدابير مناسبة تجاهها.

العالم: هل تندرج دبلوماسية إيران ودبلوماسية الغرب وما نشاهده هذه الأيام تحت مصطلح الحرب الناعمة أيضاً؟
ولايتمدار: بل جدي تماما، الحرب دائما لها ميدانان.. ميدان القتال وميدان الدبلوماسية، وكانت جميع الحروب عبر التاريخ على هذا النحو تسير، لكن اليوم لدينا جبهة كبيرة تعرف بالفضاء السيبراني، حيث أصبحت الحرب الافتراضية والثقافية والتكنولوجية هي السائدة، مما زاد من أهمية هذين الميدانين، أود أن اؤكد أن جبهة الدبلوماسية الآن لها دور أكثر تأثيرا من ميدان القتال، لذا يجب أن نعمل في كلا الجبهتين في نفس الوقت، أحد إنجازاتنا في هذه المعركة الأخيرة كانت قدرتنا على قيادة هذين الميدانين من مركز واحد في نفس الوقت، وبإذن الله وفقا لما يقال عالميا -ونحن ندرس الآراء- فإننا نحقق النجاح في ميدان الدبلوماسية أيضاً.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..