ليس الأمس ببعيد، فقد نقل الإعلام العبري مؤخراً أخباراً عن مباحثات أمريكية إسرائيلية تهدف إلى ترحيل قيادات المقاومة من غزة إلى تونس.
وقال صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح:"من المؤكد أن هذه الأخبار هي نوع من المحاولات لإعلان الانتصار، بينما نشهد مقاومة مستمرة مع إسناد كبير من اليمن.هذه الرسالة تستدعي من الشعوب أن تتحرك أكثر للضغط على الأمريكيين والصهاينة، لأن الحديث عن هذا التقرير يكشف عن شراكة صهيونية أمريكية. نوجه نداءً للشعوب كي تتحرك بقوة أكبر للضغط من أجل إيقاف الإبادة".
تاريخياً، فتحت تونس ذراعيها للفلسطينيين. وفي الوقت الراهن، بذلت السلطات التونسية ما بوسعها لتأمين انطلاق أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة من موانئها. لكن نخباً تونسية عديدة أكدت أن المقاومة لن تقبل بترتيبات العدو لتهجير قياداتها ونفيها من أرض المعركة.
وقال بلقاسم حسن عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة :"نفهم جيداً الغرض من هذا الأمر، وهو تهجير القيادة الفلسطينية ونفيها من أرض المعركة، بينما هي متشبثة بأرضها وتقاوم وتؤكد أن غزة لن تكون لقمة سائغة. لن تكون تونس منفى للفلسطينيين الذين يريد الكيان التخلص منهم من أرض آبائهم وأجدادهم".
شاهد أيضا.. إضراب جوع رمزي في مدن العالم نصرةً لغزة
حتى الآن، لم يصدر أي موقف تونسي رسمي بشأن طرح اسم تونس كوجهة محتملة لقيادات حماس. بيد أن أحزاباً مساندة للنظام، بينها التيار الشعبي، قالت إن تونس لن تقبل بأي تسوية لتصفية القضية الفلسطينية، ولن تتواطأ ضد المقاومة مهما كلفها ذلك.
وقال محمد زهير حمدي أمين عام حزب التيار الشعبي:"اليوم ليست تونس سنة 1982 حينما قبلت بترحيل مقاتلي منظمة التحرير إليها في إطار صفقة دولية، لأنها كانت في تلك الفترة ضمن خيارات سياسية لم تخرج عن دائرة المنظومة الأطلسية. اليوم، أعتقد أن الموقف التونسي سقفه أعلى من أي نظام عربي آخر، بتمسكه بفلسطين كاملة من النهر إلى البحر وعدم قبول حل الدولتين، وبالتالي لن يقبل بتصفية القضية الفلسطينية".
يحاول المحتل خلط الأوراق، لكنه لن يجني من ذلك شيئاً. مهما كانت السيناريوهات التي تُحاك لتونس في الخفاء، فلن يتغير موقفها الرسمي الرافض للتهجير والداعي لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ولا موقفها الشعبي الداعم للمقاومة بلا قيد ولا شرط.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...