واختارت كل امرأة فلسطينية شكلا من أشكال المقاومة لتكون سندا في التحرير وصانعت رجال المستقبل بآن واحد ومنهن شادية أبو غزالة التي تعد أول شهيدة فلسطينية بعد نكسة حزيران يونيو عام 1967 .
ولدت شادية أبو غزالة عام 1949 يعني بعد النكبة بعام واحد في نابلس شمال الضفة الغربية. وبدأت نشاطها السياسي مبكرا وانتسبت الى حركة القوميين العرب في سن صغير وعرفت كأحد قادة ومؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
عرف عن شادية إيمانها بالعمل المنظم وبأدوار الفكر والثقافة بتوجيه العمل المسلح فقامت بتنظيم العشرات من الفتيات والفتيان وإعدادهم لدور ريادي من خلال تثقيفهم سياسيا وعسكريا في آن واحد.
وشكلت شادية نقطة تحول مهمة بطريق النضال المرأة الفلسطينية ولن تكتفي بالمظاهرات والاعتصامات والتحريض بل تدربت سرا على القتال بالأسلحة وصنع المتفجرات واشتركت بعمليات عسكرية بنسف باص إسرائيلي. كما قادت عدة عمليات عسكرية نفذتها للجبهة الشعبية.
واستشهدت شادية أثناء تحضيرها لعملية عسكرية كانت بمنزلها تعد قنبلة تنوي تفجيرها في إحدى العمارات الإسرائيلية في تل أبيب، لكن القنبلة انفجرت بين يديها يوم الـ28 من نوفمبر تشرين الثاني عام 1968 فحصلت باستشهادها على لقب أول شهيدة تسقط في تاريخ الجبهة الشعبية وتاريخ الثورة الفلسطينية بعد النكسة.