وقالت مهاجراني خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي: “لقد استخدمت الحكومة جميع إمكانياتها الدبلوماسية من أجل منع تفعيل آلية الزناد (العودة التلقائية للعقوبات)، وكنا في حالة تفاوض قبل اندلاع الحرب التي استمرت 12 يوماً، ما يُظهر أن إيران كانت وما زالت دائماً تسعى وراء الحلول الدبلوماسية.”
وأضافت أن الحكومة كانت قد وضعت خططاً متعددة لاحتمالات مختلفة، وهي الآن تتحرك ضمن رؤية واضحة وهيكل جديد أُعيد ترتيبه لمواجهة التطورات الراهنة.
وأوضحت المتحدثة أن الحكومة تعقد جلسات خاصة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية الراهنة، مشيرةً إلى أن المجلس الاقتصادي للحكومة اتخذ مؤخراً قرارات مهمة في مجالات البنية التحتية والطاقة وغيرها.
وأضافت إن مشروع توسعة مطار الشهيد دستغيب في شيراز يسير بدعم مباشر من الحكومة، ومن المقرر أن يُنجز خلال العامين المقبلين.
وأكدت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، أن اكتشافاً غازياً جديداً تم في محافظة بوشهر سيسهم في دعم قدرات البلاد الإنتاجية في مجال الطاقة، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة الاستمرار في سياسة الترشيد وعدم الإسراف في استهلاك الغاز.
وأوضحت مهاجراني، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، أن وزير النفط أعلن عن اكتشاف حقل “بازند” بالقرب من مدينة جم في محافظة بوشهر، وتُقدّر احتياطاته بنحو 10 آلاف مليار قدم مكعب من الغاز، مضيفة أن “هذا الاكتشاف سيساعد على زيادة الطاقة الإنتاجية الوطنية، لكنه لا يعني الاستغناء عن سياسة الترشيد، بل يؤكد الحاجة إلى المزيد من الجهود في هذا الاتجاه”.
وفي ردها على سؤال حول تأمين الغاز للوحدات الإنتاجية خلال فصل الشتاء، قالت مهاجراني: “لدينا منذ بداية العام أكثر من ملياري متر مكعب من الغاز المخزَّن، كما ارتفع حجم الغاز المورَّد إلى محطات توليد الكهرباء بنسبة ملحوظة، وبلغت زيادة تسليم زيت الغاز 120٪. نحن نواجه حالة من عدم التوازن، وهذه المشكلة لن تُحل في ستة أشهر فقط، لكننا نعمل لضمان استمرار عمل المصانع والصناعات، ونتوقع تعاوناً من المواطنين في هذا المجال”.
وفيما يتعلق بتخصيص العملة الأجنبية لاستيراد الأدوية، أكدت مهاجراني أن الحكومة عقدت اجتماعات متعددة لمعالجة الموضوع، مشيرة إلى أن الجزء الأكبر من المخصصات تم تحويله بالفعل، مضيفة أن “العقوبات تستهدف الشعب بشكل مباشر، ولذلك هناك تنسيق وثيق بين البنك المركزي ووزارة الصحة لتأمين الاحتياجات الدوائية، مع التوسع في تخصيص العملات للواردات الصغيرة واستخدام النقد إلى جانب الحوالات”.
وعن سياسة الحكومة تجاه تفعيل “آلية الزناد”، شددت مهاجراني على أن النهج الحكومي يرتكز على تعزيز العلاقات مع دول الجوار وتوسيع الدبلوماسية الإقليمية، مشيرة إلى أن تعميق التعاون مع منظمات مثل “الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”، و”بريكس”، و”منظمة شنغهاي للتعاون” من أولويات الحكومة، إلى جانب الاستفادة من آلية المقايضة وتفعيل المناطق الاقتصادية الحدودية الخاصة.
وردّاً على سؤال حول استهداف الأعداء للاقتصاد الإيراني، قالت المتحدثة باسم الحكومة: “بعد فشل العدو في تحقيق أهدافه عبر المواجهة العسكرية، لجأ إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي، ونحن نركّز على الداخل من خلال دعم الإنتاج، وتوفير السيولة، ومساندة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والمشروعات المحلية”.
أما بشأن ما تردد عن خلافات في الرؤى بين وزير الاقتصاد ومحافظ البنك المركزي حول السياسة النقدية وسعر الصرف، نفت مهاجراني وجود أي خلاف جوهري، موضحة أن “الاختلاف في وجهات النظر الفنية أمر طبيعي”، مؤكدة أن كل القرارات الاقتصادية تُتخذ بشكل جماعي داخل الحكومة، وأن جميع المسؤولين ملتزمون بتنفيذها.
وختمت بالقول إن اللجنة الاقتصادية الحكومية ولجنة مواجهة العقوبات تعملان على تنفيذ برامج شاملة تهدف إلى تقليل آثار العقوبات وتحقيق الاستقرار في السوق.
وخلال المؤتمر الصحفي، وبعد إلقائها جزءاً من كلمتها والإجابة على بعض أسئلة الصحفيين، شعرت مهاجراني بضعف جسدي مؤقت، وطلبت من الصحفيين بعض الوقت للراحة قبل العودة إلى المنصة.
وبعد دقائق قليلة، عادت مهاجراني إلى المنصة واستأنفت إلقاء تصريحاتها ومتابعة المؤتمر دون أي مشاكل تذكر.