عامان كاملان مرّا على أفظع الجرائم التي ارتكبت في التاريخ المعاصر ضد نحو مليونين وأربعمئة ألف مدني فلسطيني وضد جميع مدن وأحياء قطاع غزة المحاصر. وجميع هؤلاء تعرضوا لإبادة جماعية ممنهجة ومكتملة الأركان شملت كل مظاهر الحياة البشر والشجر والحجر والمؤسسات واستخدم فيها الاحتلال الغذاء والماء والدواء كسلاح حرب. ورغم كل ذلك خطة طوارئ شاملة تنفذها وتواصلها الطواقم والوزارات والأجهزة الحكومية في غزة لإعادة الحياة تدريجياً إلى القطاع وأهله.
مئات آلاف الفلسطينيين الذين هجروا من مناطقهم ومنازلهم وأجبروا على النزوح قسرا وخاصة من شمالي القطاع ومن مدينة غزة لا يزالون يتدفقون بالقوافل ومشياً على الأقدام في طرق العودة من وسط وجنوب القطاع بالرغم من الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة والمخاطر التي ترافق الرحلة.
ومع رحلة عودتهم وتعافيهم الشاقة والصعبة التي لا يزال يرافقها غياب مقومات الحياة الأساسية أكدت وكالة الأونروا أن سكان غزة لا يزالون يواجهون المجاعة وسوء التغذية ونقص المأوى والإمدادات.
وأشار مكتب غزة الحكومي الى دخول 173 شاحنة مساعدات فقط إلى قطاع غزة يوم الأحد مؤكداً أن الكميات التي دخلت ما تزال محدودة جداً ونقطة في بحر الاحتياجات ولا تلبّي أقل من الحد الأدنى من المستلزمات الإنسانية والمعيشية لأكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
ومع استخراج جثامين عشرات الشهداء من تحت الأنقاض ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 67 ألفاً و870 شهيداً وأكثر من 170 ألفاً و100 مصاب. وأكد مكتب غزة أن الاحتلال هدم البنية التحتية المدنية في القطاع بنسبة 90 بالمئة، وسيطر على أكثر من 80 بالمئة من مساحة القطاع بالاجتياح والنار والتهجير القسري ملقياً أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على القطاع وأهله.