واستهل الكاتب والمحلل السياسي سامر كركي حديثه بالحديث عن الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتضمن عمليات قتل وقصف مستمرة بالإضافة إلى تأخير فتح معبر رفح، مؤكداً أن هذه التصرفات تعكس موقف الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية الراعية الرئيسية للمشهد الإقليمي، سواء من الناحية العسكرية عبر القيادة الوسطى التي تدير العمليات، أو من الناحية السياسية عبر متابعة تحركات الرئيس ترامب وتأثيرها على السياسات الإسرائيلية والمنطقة ككل.
وأشار كركي إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مثل نظيره الأمريكي دونالد ترامب، يعتمد على خطاب حشد الدعم وكسب الولاءات، ويخوض معارك إعلامية متواصلة، حتى في حال عدم حضوره المباشر لقمة شرم الشيخ، وهو نمط متكرر في السياسة الإسرائيلية.
وتناول الخبير السياسي، الموقف الميداني في غزة، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي رغم عملياته المكثفة والدموية، لم يحقق أهدافه الاستراتيجية، وهو ما بدأ يثير تساؤلات في الرأي العام الإسرائيلي حول مصير "الانتصار" الذي تتحدث عنه قياداتها.
وتوقع كركي أن الاحتلال جرب خلال السنوات الماضية، ضمن مساحة صغيرة تبلغ حوالي 360 كيلومتر مربع، عدم قدرته على حسم الصراع ميدانيًا أو جوًا ضد المقاومة الفلسطينية، أو دفع المدنيين إلى التهجير القسري، حيث لم ينجح في تجريد المقاومة من سلاحها، رغم صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع الفصائل المقاومة في غزة.
وأكد كركي أن الموقف الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا يعجز عن تحقيق أهدافه في غزة، مشيراً إلى أن الوضع في القطاع يشبه إلى حد كبير الوضع في لبنان من حيث حركة المقاومة وحيويتها، حيث تستمر الفصائل في فرض نفسها كقوة مؤثرة على الأرض.
وفيما يتعلق بعرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أوضح كركي أن القمة السابقة في شرم الشيخ عام 1996 كانت تحمل آمالاً في تغيير المسار، إلا أن حركة المقاومة شهدت تطوراً كبيراً على مستوى القوة والفاعلية السياسية والعسكرية، خصوصًا بدعم إقليمي من إيران واليمن والعراق، ما يجعل أي تغيير جذري أمرًا معقدًا.
ولفت الباحث السياسي أن التاريخ السياسي والعسكري في المنطقة لا يزال متغيرًا، مستشهداً بأحداث 1982 وقمة شرم الشيخ 1996، وأن نتنياهو يستطيع إظهار قدرته على مواصلة الضربات في غزة، لكنه في الوقت ذاته يدرك عجزه عن تهجير الفلسطينيين، لأن أي تهجير واسع قد يؤدي إلى نكبة جديدة مشابهة لما حدث في 1948، مما يهدد استقرار المنطقة بشكل أكبر.
المزيد في سياق الفيديو المرفق..