وفيما يتعلق بقراءة الاعتداء الإسرائيلي على قرية بليدة في جنوب لبنان الذي أدى إلى استهداف مبنى البلدية واستشهاد الموظف في البلدية، أشار الباحث في العلاقات الدولية د. حسن الزين إلى أن هذا اليوم كان مناسبة مؤسفة للغاية، ولكن من حسن الحظ أن هناك يقظة وطنية كانت مفاجئة نوعاً ما — والتي كان يجب أن تكون موجودة قبل ذلك.
ولفت الزين إلى أنها مفاجِئة لأن البيانات من كل الجهات تتابعت: من رئيس الجمهورية بيان ممتاز، وقائد الجيش، ورئيس مجلس النوّاب السيد نبيه بري، ورئيس الحكومة، ووزير الداخلية. حتى في بعض الموانئ في طرابلس وفي بعض الأماكن استُنكَر ما حصل وتم التضامن معهم. نعم، هذه الحالة الوطنية مهمة جداً ومطلوبة.
وأوضح الزين أن حزب الله أصدر بياناً قبل ساعة وأدان العملية الوحشية والبربرية، منوّهاً أن هذا الأمر يأتي بعد زيارة أورتاغوس و تجوّلها في المنطقة المحتلة. العدو لو لم يأخذ الضوء الأخضر الكامل من أورتاغوس لما فعل ذلك.
مشيراً إلى أن أورتاغوس أعطت إشارات متناقضة صراحة: من ناحية طمأنَت الدولة بأننا نطالب بالتفاوض المباشر ونبحث في صيغة الآليات، ومن ناحية أخرى بحثَت مع وزيرة الشؤون الاجتماعية حنان الست مسألة في حال حصلت تطورات في الجنوب، هل المساعدات والمراكز الاجتماعية قادرة على التلبية؟ كأن هناك شيئاً ما يُدبّر للضغط على لبنان.
وبخصوص إيعاز رئيس الجمهورية اللبنانية إلى قائد الجيش بالتصدي لأي محاولة توغل أو اعتداء في الأراضي اللبنانية، لفت الزين إلى أن بليدة بلدة محرّرة مفروض حسب الاتفاق أن يكون موجوداً فيها الجيش اللبناني، واليوم تجوّل الجيش اللبناني فيها. وهناك لجنة الآليات التي تجتمع. ما هو هذا الخطر الشديد حتى تقوم "إسرائيل" بالتوغل ومحاولة اختطاف هذا العضو في البلدية؟ هو شخص واحد لا يحمل سلاحاً ولا يستطيع أصلاً، ولا توجد أصلاً خطط أو نوايا في هذا الاتجاه.
ونوّه الزين إلى أننا على مقربة من سنة من هذا الاتفاق ولم يحدث خرق واحد من الطرف اللبناني، وهذا تشهد عليه اليونيفيل والآليات والعدو والصديق. وبالتالي هناك تمادٍ، كأن هناك طفحَ كيل، لذلك انعكس هذا التطور في الموقف الرسمي، خصوصاً من موقف الجيش اللبناني. بالتالي من الآن فصاعداً سيتخذ القرارات ويوعَز اليوم إلى قواته بالتصدي لأي محاولة إسرائيلية.
ولفت الزين إلى أنه من الممكن أن تحصل احتكاكات، والجيش معه موافقة وتشجيع ودعم. هو تطور إيجابي كما وصفه بيان حزب الله — موقف وطني مهم جداً رغم أن الإمكانات متواضعة. ولكن في النهاية الجيش يجب أن يكون شاهداً وشهيداً على هذا الوطن، فهي مسؤوليته حماية الوطن.
شاهد أيضا.. جيش الاحتلال يقر بقتله شخصا لا علاقة له في بلدية بليدا اللبنانية
منوّهاً أن حزب الله تراجَع خاصة في جنوب الليطاني. قال الشيخ نعيم في مقابلة الأسبوع الماضي: "في جنوب الليطاني، الجيش والدولة، نحن غير مسؤولين وغير معنيين، فلتتقدّم الدولة ونحن خلفها في كل شيء إذا أرادت."
وحول قدرة وجاهزية الجيش اللبناني العسكرية أو شبه الكاملة للتصدي لأي توغلات إسرائيلية في الأراضي اللبنانية، قال الزين إن جيش الاحتلال إذا تصرّف بطريقة معينة في جنوب النهر بمعنى أنه أقام بُنىً عسكرية معينة، ممكن أن يُصاب بخسائر، ولكن في الوضع الحالي — ثكنات مكشوفة أو ما شابه — ستكون هناك مواجهة قاسية. ولكن هذا القرار وطني لا يُقاس بأنه "إذا لم أكن قادراً فليفعل ما يشاء". في النهاية، قادرون على إيذائه. إذا قُتل منهم جندي فليردّوا عليه، فحقّ الدفاع مشروع للجيش إذا حصل احتكاك مباشر واقتراب وتجاوز للخطوط الحمراء المتفق عليها.
كما ألقى البرنامج الضوء على تعاطي الإعلام العبري مع ما جرى من التطورات الأخيرة: "لم ننتصر على حزب الله في لبنان، بل ما نفعله هو قتل عنصر وترك مئة عنصر آخرين خارج الاستهداف، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي لم ينتصر على حزب الله." هذا ما قاله أحد الضباط السابقين في جيش الاحتلال.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...