كانت الخسارة تتراكم والهيمنة تجد مساراتها الجديدة حتى أصبح السلام نفسه شكلاً من أشكال الإذعان ومظلة شرعية لتصفية القضايا وتجريد المقاومة من مشروعها وشرعيتها. من قلب الكنيست الإسرائيلي، وعلى أنقاض حرب دمرت وأحرقت غزة، وقف دونالد ترامب لا كضيف سياسي، بل كقائد منتصر يوزع نتائج المعركة ويعلن خريطة المنطقة من جديد. لم يتحدث عن السلام كما عرفناه في كتب القانون والعلاقات الدولية، بل قدم تعريفًا جديدًا فاضحًا: السلام لا يُطلب، بل يُفرض. السلام بالقوة.
هكذا تتحول مفردة السلام من لغة الوفاق إلى لغة الإكراه، ومن منطق العدالة إلى عقيدة التفوق. سلام لا ترسم خرائطه في المؤتمرات، بل تُخط بظل الطائرات وتصاغ على إيقاع القنابل الذكية. من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى وادي عربة إلى اتفاقات إبراهام، مضى التاريخ الرسمي العربي في مسار تطبيع متسارع، لكن مشروع ترامب كان الذروة: سلام بالقوة، سلام بلا كرامة، وواقع يُفرض بالإكراه لا بالتفاهم.
وها هو العالم العربي، أو ما تبقى من هذا العالم العربي، يُختزل في خرائط مصالح أمريكية إسرائيلية تُملَى من البيت الأبيض وتُنفذ من عواصم المنطقة، فيما تقصف سوريا لتفهم وتحاصر غزة لتنكسر ويفتت لبنان لتصمت مقاومته. إذاً.
برنامج نوافذ، استضاف وزير خارجية لبنان الاسبق عدنان منصور، الكتب والباحث السياسي نسيب حطيط؛ للغوص أكثر في حيثيات موضوع هذه الحلقة.
شاهد ايضا.. خارطة'اسرائيل الكبری'سيطرة أمنية اقتصادية ام شاملة؟
المزيد بالفيديو المرفق..