فوفقاً لمعطيات رسمية كشف عنها الجيش الإسرائيلي، تعاني الوحدات الميدانية من نقص حاد يُقدر بنحو 1300 ضابط، معظمهم من القوات القتالية التي تعتمد عليها تل أبيب بشكل أساسي في عملياتها البرية.
هذا التراجع في عدد الضباط يتزامن مع تزايد شكاوى عائلات جنود الاحتياط الذين يواجهون ضغوطاً كبيرة نتيجة طول مدة الخدمة في الجبهات، مما خلق حالة استنزاف نفسي ومادي لدى آلاف العائلات، خصوصاً بعد توسيع نطاق الاستدعاءات خلال الأشهر الأخيرة.
وقتا حازم نجيب وهو مختص بالشأن الاسرائيلي:"التقارير التي يصدرها ما يسمى بالجيش الإسرائيلي حول الأحداث في قطاع غزة باتت صادمة للمجتمع الإسرائيلي في المقام الأول وللقيادات العسكرية الإسرائيلية. وقد أدت هذه التطورات إلى خسائر فادحة في الأرواح أولاً وفي المعدات ثانياً، حيث انجرت "إسرائيل" إلى حرب استنزاف".
ولا تقف الأزمة عند هذا الحد، إذ تشير تقديرات داخل الجيش إلى أن 30% من القادة العسكريين سيغادرون الخدمة مع بداية العام القادم، إما لاستكمال حياتهم المهنية خارج المؤسسة العسكرية أو بسبب الإرهاق الناتج عن الظروف العملياتية المتواصلة. وهو ما يثير مخاوف حقيقية من اتساع فجوة القيادات الميدانية في وقت يعتبره الإسرائيليون من أكثر المراحل الأمنية حساسية.
شاهد أيضا.. غزة.. كارثة انسانية
وقال فضل طهبوب وهو محلل سياسي:"الحالة النفسية للجنود باتت سيئة جداً، نظراً لطول فترة القتال وعدم وضوح الهدف، حيث لم تعد العمليات تهدف لحماية إسرائيل أو الدفاع عنها، بل مجرد ممارسة القتل والتدمير. هذا الوضع شكّل حالة نفسية صعبة لدى الجيش الإسرائيلي، حيث يطالب أكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي بمساعدات نفسيةط.
وفي ظل هذه المعطيات، نقلت القناة الرابعة عشرة العبرية عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله إن الجيش الإسرائيلي يقف الآن في مفترق طرق حاسم من الناحية الأمنية، مؤكداً أن استمرار هذا النزيف من الكوادر العسكرية قد ينعكس مباشرة على جاهزية الجيش وقدرته على خوض أي مواجهة محتملة في المستقبل القريب.
إنها أزمة يصفها المراقبون بأنها الأخطر منذ سنوات طويلة، في ظل غياب حلول فورية وقلق متزايد بشأن مستقبل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...