طبس، ليست مدينة عادية؛ إنها لوحة من الضوء والظلّ، من القلب الإيراني العريق، غُلّفت بطبيعة آسرة وتاريخ يهمس بالحكايات.
تُلقّب بـ عروس الصحراء الإيرانية، ولا عجب في ذلك؛ فهي تجمع بين سحر القِدم ودهشة الطبيعة. تتناثر في أرجائها الآثار التاريخية التي تشهد على مجدٍ قديم، بينما تمتد حولها كثبانٌ ذهبية تنبض بالحياة كلّما داعبتها الرياح. وفي أحضانها، ترقد محمية نایبندان، أكبر ملاذٍ للحياة البرية في إيران، حيث تعيش الأنواع النادرة من المها والقطط الصحراوية والنسور في مأمنٍ من ضوضاء المدن.
على مساحة تفوق 56 ألف كيلومتر مربع، تحتضن طبس تناقضات خلابة قلّ نظيرها: حرارة نهارٍ تذوب فيها الرمال، ونسائم ليلية باردة تحمل رائحة الطين والأزهار البرية. إنها المدينة التي تجمع الصحراء والماء، الحجر والرَّوض، العزلة والجمال.
من يزور طبس لا يكتفي بالمشاهدة؛ بل يعيش تجربة تمسّ الروح، كأنها قصيدة كتبتها الطبيعة بخطٍّ من ضوء القمر على صفحة الرمل.