ولفت الخطيب إلى أن ما يجري في سوريا، سواء بعد عودة واشنطن أم عدم عودتها، هو تكريس لمفهوم هذه السلطة التي لم تتصالح مع الشعب السوري ولم تجرِ معه حواراً وطنياً داخلياً. وقد حذرنا كثيراً - وكل من قلبه على سوريا وكل شخص وطني حاول أن ينصح هذه السلطة - بأن الإجراءات التي يجب أن تتبعها بسيطة جداً لو كانت سلطة وطنية: إجراء حوار داخلي، وانتقال سياسي وطني ديمقراطي سلس لوطن يعاني من كثير من الأزمات.
ونوه الخطيب إلى أن هذه السلطة، كونها لا تنتمي إلى الوطن السوري بأي شكل، عارضت وضربت بعرض الحائط كل المطالب التي نادينا بها، وكرست انقساماً على الأرض السورية، وكرست مزيداً من التناحر - للأسف الشديد - على الهوية السورية، تناحراً بين الطوائف والمكونات السورية. ونحن نعلم أن سوريا بلد غني ومتنوع بمكوناته، وهذه هي النتائج.
شاهد أيضا.. انفجار المزة: روايات متضاربة بين منصة متحركة وهجوم صاروخي
وأوضح أنه حتى اليوم، ما يجري الآن بعد العودة هو أصلاً رئيس غير منتخب لكي يتفاوض على أمور سيادية. فكل يوم، الأمور التي يطالعنا بها الجولاني وغيره، الشيباني وغيرهم، قضايا سيادية. حتى في الدول المتقدمة والديمقراطية، تحتاج هذه الأمور إلى موافقة من الشعب تأتي عن طريق برلمان مُشكّل شعبياً. اليوم، سوريا لا تمتلك أصلاً برلماناً يعبر عن الشعب السوري لكي يتفاوض على هكذا ملفات.
وختم الخطيب قوله بأن هذه الجولات المكوكية للجولاني تحمل تنازلات سياسية وسيادية مضرة بالوطن. ولذلك نرى اليوم أن الجنوب السوري خارج عن سلطة هذه الحكومة، والإسرائيليون يسرحون ويمرحون ويقيمون حواجز ونقاط تفتيش، وهم يرتبون الجنوب كما يريدون.
وأضاف: في دمشق، وكما رأينا البارحة، وقعت عمليات انفجارات ومحاولات اغتيال لشخصيات معينة، وصواريخ تُضرب هنا وهناك. وحتى في الساحل، هناك اغتيالات لكفاءات علمية على أساس الطائفة والهوية الدينية. واليوم، قبل قليل، ضُربت سيارة بمسيَّرة. إذن، هذه أرض سورية يسرح بها المجتمع الدولي على هواه.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...