تشهد الساحة الأوكرانية تطورات سياسية وميدانية متسارعة، تزامناً مع واحدة من أعنف موجات القصف الروسي منذ شهور، ومع الكشف عن تحركات أميركية سرّية لإحياء مسار السلام بين موسكو وكييف.
الحديث يدور في الاعلام الاميركي عن خطة أميركية مكونة من 28 بنداً وافق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية الحرب في اوكرانيا.
ووفق تقارير قناة إن بي سي الاميركية فقد شارك في صياغة الخطة المبعوث الخاص ستيف ويتكووف، ونائب ترامب جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وصهر ترامب جاريد كوشنر. وذكر موقع أكسيوس أن قطر وتركيا أسهمتا بوساطة في إعداد الخطة، التي ناقشها مسؤولون أمريكيون مع كبار المسؤولين الأوكرانيين، بينهم مستشار الأمن القومي رستم أوميروف، وكذلك مع المسؤول الروسي كيريل ديميترييف.
وتقتضي الخطة بنقل السيطرة على دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا، وتحويل مناطق انسحاب أوكرانيا إلى منطقة منزوعة السلاح، وتجميد خطوط الاشتباك في زابوروجيا وخيرسون، إضافة إلى حظر تمركز قوات أجنبية في أوكرانيا وتقليص الجيش الأوكراني إلى النصف. كما تمنح الخطة كييف ضمانات أمنية غربية مع اعتراف دولي بالسيادة الروسية على القرم ودونباس وتأجيل انضمام كييف إلى الناتو، وفق وول ستريت جورنال.
وتقول الصحيفة إن الخطة تتقاطع مع مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي الوقت نفسه، تدعم ألمانيا الخطة رغم عدم اطلاعها على تفاصيلها، بينما وصل وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى كييف للتحقق من المعلومات. وتشير توقعات إلى أن واشنطن قد تضغط على الرئيس فولوديمير زيلينسكي للقبول بالخطة المقترحة في حين أعلن الكرملين استعداد موسكو للتوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا.
هذه التسريبات تأتي في وقت يزداد فيه الضغط العسكري على أوكرانيا. فقد تحوّل ليل البلاد إلى نهار تحت وابل من المسيّرات والصواريخ الروسية التي طالت غربي أوكرانيا، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وإصابة أكثر من 90 آخرين.
ضربات وصفتها السلطات الأوكرانية بالأعنف، مع تدمير واسع للبنى التحتية ومنشآت الطاقة اذ امتدت إلى أكثر من 30 بلدة في خيرسون وخاركيف وزابوريجيا، فيما أعلنت روسيا إحباط هجمات اوكرانية بالمسيرات والصواريخ وتحقيق تقدم ميداني شمال اوكرانيا.