وأوضحت الصحيفة أن صورا فحصها 6 خبراء أسلحة مختلفين، تظهر بقايا نوعين مختلفين من الذخائر العنقودية الإسرائيلية، عثر عليها في 3 مواقع مختلفة جنوب نهر الليطاني.
وتعد تلك الصور أول إشارة منذ قرابة 20 عاما إلى أن كيان الاحتلال استخدم ذخائر عنقودية، التي يحظر استخدامها على نطاق واسع.
والقنابل العنقودية ذخائر تطلق العديد من القنابل الصغيرة فوق مساحة واسعة تعادل عدة ملاعب كرة قدم، ولا تنفجر قرابة 40 بالمئة منها وقت إلقائها، بينما تشكل خطرا مميتا على السكان بعد ذلك.
وحتى الآن انضمت 124 دولة إلى اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر استخدامها وإنتاجها ونقلها، إلا أن إسرائيل ليست طرفا في الاتفاقية.
وقالت تمار غابلنيك مديرة "ائتلاف القنابل العنقودية"، وهي حركة دولية مدنية تنظم حملات ضد استخدام وإنتاج وتخزين ونقل هذا النوع من الذخائر: "نعتقد أن استخدام الذخائر العنقودية يتعارض دائما مع واجب الجيوش في احترام القانون الإنساني الدولي، بسبب طبيعتها العشوائية عند استخدامها وبعدها".
واعتبرت أن "تأثيرها واسع النطاق يعني أنها لا تستطيع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وتبقى بقاياها تقتل وتشوه المدنيين لعقود بعد استخدامها".
ونقلت "غارديان" عن خبراء في الأسلحة، قولهم إن بقايا القنابل العنقودية المكتشفة تعود إلى صاروخ موجه يطلق عليه "رعام عيتان"، وهو نوع جديد من الذخائر العنقودية تم إنتاجه في كيان الاحتلال عام 2017.
وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الصاروخ بأنه "موجه ويحمل 64 قنبلة صغيرة تتبعثر في دائرة واسعة وتقتل كل من يوجد ضمنها".
ووفقا لبيان صحفي للجيش الإسرائيلي في فبراير 2024، تم تزويد جنود الإحتلال في الحدود الشمالية بهذا السلاح استعدادا لمواجهة مع قوات المقاومة اللبنانية.
ولا يزال كيان الاحتلال يشن غارات جوية شبه يومية على لبنان لا سيما في الجنوب، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم العام الماضي.
وللبنان على وجه الخصوص تاريخ مؤلم مع هذا النوع من الذخائر، فقد أمطرته تل ابيب بأربعة ملايين قنبلة عنقودية في الأيام الأخيرة من العدوان عام 2006، يعتقد أن مليون قنبلة منها لم تنفجر.
لايزال وجود القنابل العنقودية غير المنفجرة يعرض الحياة في جنوب لبنان للخطر، حيث استشهد أكثر من 400 شخص بسبب هذه القنابل منذ عام 2006.
وكان العدد الهائل للقنابل العنقودية غير المنفجرة في لبنان عاملا رئيسيا في صياغة اتفاقية حظر الذخائر العنقودية عام 2008.