بعد يوم واحد فقط من مبادرة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وقبيل أيام من زيارة بابا الفاتيكان تحت شعار "طوبى لفاعلي السلام"، وبعد عام كامل من تقارير الأمم المتحدة التي أكدت غياب أي خروقات من الجانب اللبناني، جاء الردّ الإسرائيلي سريعًا بسيلٍ من دماء اللبنانيين، وفي مقدمتهم القائد الجهادي في حزب الله السيد هيثم علي الطبطبائي.
غارة إسرائيلية في وضح النهار على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بغطاء من "الضامن" الأميركي الذي يحاول دائمًا التبرير، لكن هيهات؛ فالشمس ساطعة، والناس ترى الحقيقة كما هي في لبنان.
لم يكتفِ جيش الاحتلال الإسرائيلي بجريمته النكراء، بل أطلق عليها اسم " Black Friday – الجمعة السوداء" كما تداولها الناشطون على المنصات الرقمية، في رسالة مليئة بالتشفّي والحقد والتحدي، من دون أي خجل.
فالعدوّ الهصيوني يستعرض بسفك الدماء، لكنه لا يدرك أن الجمعة السوداء هذه قد تكون بداية لنهاية أشدّ ظلمة عليه.
ففي لبنان، ولا سيما الجنوب، لا تمرّ الجريمة بلا ذاكرة، كما يقول الناشطون، ولا يبقى الغاصب آمنًا مهما بدت له السماء هادئة.
سريعًا، تفاعل ناشطون عبر المنصات الرقمية بشكل واسع جدًا مع الغارة التي استهدفت جنوب بيروت، مستنكرين توقيتها ودلالاتها السياسية، ومعتبرين أن الجمعة السوداء ليست إلا عنوانًا جديدًا لسياسة قديمة تقوم على القتل والاستفزاز.
وعلى صعيد قطاع غزة، ما يراه العالم "تصعيدًا مؤقتًا"، تعيشه غزة اليوم كجحيم دائم. لا هدنة حقيقية، لا إعمار، ولا حتى مقوّمات الحياة البسيطة: منعٌ للماء والكهرباء والغذاء، ورفضٌ حتى لإزالة الركام أو انتشال جثامين الشهداء.
غزة اليوم لا تُقصَف فقط بالقنابل، بل تُخنق بالحصار في إبادة صامتة يتواطأ معها الصامتون.
الناشطون يسمّونها هدنة كاذبة، وهي التسمية الأكثر دقة لما يعيشه أهل القطاع: لا توقف للمعاناة، ولا انفراج حقيقي، بل حصار يخنق تفاصيل الحياة البسيطة اليومية. سكان القطاع لا يسألون عن موعد الهدنة، بل: متى تنتهي هذه المأساة؟
الخروقات الإسرائيلية مستمرة، والتهديدات متواصلة، والضغوط تتصاعد للنزوح. لكن في غزة لا ملجأ، لا ممرات آمنة، ولا مكان يفتح أبوابه لأحد. ويبقى السؤال على لسان الناس:وين بدنا نروح؟
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..