التحركات عكست هشاشة المشهد الأمني والميداني وتعقيداته السياسية. البداية من بيت جن، حيث شهدت البلدة حركة نزوح لبعض العائلات بعد سماع أصوات آليات عسكرية، ترافق ذلك مع تحليق طائرات مروحية تابعة للاحتلال الإسرائيلي قرب أجواء البلدة، ما فتح باب المخاوف من تصعيد أمني جديد.
ما جرى في بيت جن تسبب بصدمة معاكسة لصنّاع القرار في كيان الاحتلال فبعد أن سعى الكيان، طوال الفترة الماضية، إلى تحويل توغلاته إلى حركة اعتيادية تُفرَض على السكان ولا تستدعي رد فعل منهم، فوجئ بكمين بيت جن ضد قواته، ما أوضح أن البيئة السورية التي من المفترض أن تكون منهكة ومنشغلة بهمومها المحلية، قد تنتج، فجأة، أفراداً قادرين، بل راغبين في مواجهة هذا النمط من التوغل، وإثبات أن مناطقهم ليست مجرد مساحات فارغة أمنياً.
أما الخطر الأوسع نطاقاً بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي، فيتمثل في أن يتعمم رد فعل أهالي بيت جن على قرى أخرى في الجنوب السوري، وخصوصاً تلك التي تعاني جراء ضعف السلطة المركزية في دمشق من جهة، وتسودها، من جهة أخرى، تقاليد اجتماعية محلية لا تزال قادرة على إنتاج مبادرة دفاعية من نوع ما.
وليس بعيداً جغرافياً عن تحركات الكيان في محيط بين جن/ نفذت دورية للاحتلال توغلاً برياً قرب التلول الحمر المحاذية لبلدة حضر، في حراك بدا أشبه برسالة استطلاع بالنار لا بالكلام.
وإلى السويداء وفي بيان رسمي لقيادة الحرس الوطني في السويداء، أكدت القيادة كشف مؤامرة أمنية تورط فيها من وصفتهم بالمتخاذلين العاملين لمصلحة حكومة الارهاب في دمشق حسب تعبيرها، مشيرة الى اعتقال المتورطين وتسليمهم للقضاء.
وفي موازاة ذلك، دفعت قوات الامن التابعة لدمشق، الى استقدام تعزيزات عسكرية نحو محاور الاشتباك في محيط السويداء، ما يعكس تسارع وتيرة الحشود على تخوم الجنوب. اما ميدانياً فأكدت مصادر محلية استهداف عدة نقاط تابعة للحرس الوطني بوابل من القذائف، وتمكنت قوات الحرس من إسقاط طائرتين مسيّرتين في أجواء السويداء، بعد ساعات من التوتر.