وفي سياق متصل، جاء الإعلان في بيروت عن تعيين السفير السابق والمحامي سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني المتوجّه لاجتماعات لجنة "الميكانيزم" العسكرية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على مغادرة البابا الأراضي اللبنانية.
وقال المتابع للشأن الإسرائيلي صالح أبو عزة إن تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال زيارة البابا، وتكراره ثلاث مرات لعبارات "أبناء إبراهيم" و"السلام بين أبناء إبراهيم"، توحي بالتوجّه اللبناني نحو الانخراط في مسار تفاوضي مع الاحتلال تحت وطأة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
وأضاف أبو عزة أن الاحتلال ينظر إلى التطبيع واتفاقياته كأداة للإخضاع السياسي، ويرى أن السلطات في كلّ من سوريا ولبنان أكثر قابلية للاستجابة للضغوط مقارنة بقوى المقاومة. كما يعتبر أن أي علاقة مباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية مع الاحتلال ستنعكس بإضعاف المقاومة عبر خطوات قد تفرضها نتائج التفاوض.
وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي يشجّع هذا المسار، خصوصًا في لبنان الذي عاش لسنوات تحت حماية مقاومة حزب الله، معتبرًا أن الحكومة اللبنانية الحالية، برئاسة نواف سلام، تحظى باهتمام إسرائيلي–أمريكي كبير نظرًا لدورها في ملف سلاح المقاومة، رغم التصريحات التي تحاول التقليل من تأثيرها.
وفي ما يتعلّق بتعيين نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي رئيسًا للوفد المفاوض، أوضح أبو عزة أن الخطوة تعكس أمرين: الأول إحكام نتنياهو سيطرته على مسار التفاوض. وثانيا ارتفاع مستوى الاهتمام الإسرائيلي بالمحادثات، إذ لو كان الملف ثانويًا لكان التعيين من وزارة الخارجية التي لا تخضع بشكل مباشر لنتنياهو.
وحول مجريات مفاوضات الميكانيزم، أكد أن الجانب الإسرائيلي سيعمل على التركيز على "خطوات لبنان"، ضمن مسار يبدو أنه يمزج بين الضغط العسكري من جهة، والتصعيد السياسي والاقتصادي الأمريكي من جهة أخرى، في حملة امريكية إسرائيلية مشتركة تهدف إلى إخضاع لبنان عبر أدوات متعددة.
وقال أبو عزة إن الكيان الإسرائيلي يعتبر دخول لبنان في هذه المفاوضات "خطوة إخضاع كبيرة"، ملفتا إلى أن لبنان، بدلًا من التفاوض على انسحاب الاحتلال، بات يفاوض الآن على "نقاط الانسحاب"، ما يعتبر خطوة تراجعية جديدة في ظل تواصل الضغوط الدولية.
المزيد في سياق الفيديو المرفق...