الذرائع التي ذكرتها الصحافة في الكيان الاسرائيلي، والتي كانت وراء الطلب الامريكي، كانت اكثر سخفا من الطلب نفسه، فامريكا كما ذكرت هذه الصحافة، قلقة من ان تتمكن اطراف اخرى من الوصول الى القنبلة ودراسة تكنولوجيتها، مما جعل استعادتها أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.
الغريب ان الطلب الامريكي، والذي يتصاغر امامه وصف" الوقح"، الا اذا اخترعنا كلمات وعبارات جديدة يمكن ان تفي بالغرض، غير مسبوق، فالقنبلة لم تسقط في الكيان المحتل ولا في الاراضي الامريكية، بل في اراضي دولة تتعرض لعدوان اسرائيلي سافر ينتهك كل القوانين والاعراف والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والاخلاق والقيم الانسانية، وتنتهك سيادته وسماؤه وارضه وبحره، ويقتل ابناؤه ويشرد اهله من قراه وبلداته، حيث يطلب من اهل القتيل ان يعيد للقاتل سلاح الجريمة لانه لم يكن فعالا بما يكفي، ويحتاج الى تطوير اكثر ليقتل منهم اكثر في المرة القادمة!!.
ان هذا الخبر، الذي نظر اليه الكثيرون على انه مزحة او طرفة في بداية الامر، ولكن العارفين بشخصية ترامب ومن حوله من العنصريين والمتصهينين، لم يستغربوا حتى، فترامب الذي يطلب علنا باحتلال غرينلاند الدنماركية، وضم كندا، والسيطرة على مضيق بنما، وبناء ريفيرا في غزة، ويفتخر علنا انه شن عداونا غادرا على ايران، ويعلن جهارا نهارا، ان الابادة التي حصلت في غزة، هي من صنع سلاحه المتطور، ويهدد كل منظمة دولية وعلى راسها الامم المتحدة من منع الكيان الاسرائيلي، من مواصلة عربدته واجرامه في المنطقة، ويطلب من الرئيس الفنزويلي الشرعي ترك منصبه والا قام بغزو بلاده، ويعلن صراحة ان " اسرائيل" صغيرة ولابد ان تتمدد!!، فمثل هذا المجنون ليس مستغربا ان يطلب من اهل الضحية اعادة السلاح الذي قتل به ابنهم، فمادام هذا المعتوه في البيت الأبيض، فعلى العالم ان ينتظر ما هو اغرب من ذلك.
اخيرا، الخبر اكد ما هو مؤكد، من ان "اسرائيل" اوهن من بيت العنكبوت لولا امريكا، فكل هذه الغطرسة والعنجهية التي يظهر عليها مجرم الحرب نتنياهو، وهو يهدد الجميع، وان يد كيانه طويلة تصل الى كل مكان، وانه قادر على تغيير المنطقة لتكون ضيعة لكيانه يتصرف بها كيف يشاء دون رادع، ليست سوى الوجه المزيف من الحقيقية، وهي ان "اسرائيل" ونتنياهو وعصابته، ليسوا سوى ادوات قذرة يحكم بها الامريكي، لتنفيذ مخططاته في المنطقة، وهذا ما اعترف به ترامب نفسه، في خطابه الاخير امام الكنيست، من ان نتنياهو ما كان بمقدوره فعل شيء لولا امريكا وشخصه هو ، اي ترامب.
منيب السائح