واصل النزاع الحدودي المتجدد بين تايلاند وكمبوديا تصاعده، فيما تكدس مئات الآلاف من المدنيين في ملاجئ مؤقتة، وسط استمرار الاشتباكات التي لم تظهر أي علامات على التراجع حتى الآن.
ووجهت كمبوديا ليلة أمس؛ نداء رسميا إلى مجلس الأمن، طالبت فيه بالضغط على الجيش التايلاندي لوقف فوري لجميع الهجمات، وإرسال بعثة تقصي حقائق مستقلة لتقييم الوضع على الأرض، وفق رسالة بعث بها سفيرها لدى الأمم المتحدة إلى رئاسة المجلس.
وأكدت الرسالة أن العمليات العسكرية الأخيرة من الجانب التايلاندي تشكل "انتهاكات للقانون الإنساني الدولي".
وقالت مصادر ميدانية لــ"وكالة أسوشيتد برس" إن الاشتباكات، الناتجة عن نزاعات إقليمية طويلة الأمد، اندلعت مجددًا منذ الأسبوع الماضي، بعد مناوشة يوم الأحد أسفرت عن إصابة جنديين تايلانديين، وانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي بعد خمسة أيام من القتال.
وفي تصريحات صحفية، أكد ترامب أنه يعتزم الاتصال هاتفيًا بقادة البلدين لوقف إطلاق النار بينهما، مدعيًا مرة أخرى دوره المزعوم في حل صراعات عالمية سابقة.!!
من جانبهم، تعهد رئيس وزراء تايلاند، "أنوتين شارنفيراكول"، بمواصلة العمليات العسكرية، فيما أعلن رئيس مجلس الشيوخ القوي في كمبوديا، "هون سن"، أنه سيرد بقوة على أي اعتداء.
وأفادت المصادر العسكرية التايلاندية أن القتال الأخير أسفر عن مقتل خمسة جنود وجرح العشرات، بينما أعلنت كمبوديا مقتل تسعة مدنيين، بينهم طفل رضيع، وإصابة 46 آخرين.
وبحسب الأرقام الرسمية، تم إجلاء نحو 500 ألف شخص على الجانب التايلاندي، وأكثر من 127 ألفًا على الجانب الكمبودي.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوترات الحدودية بين الجارين في جنوب شرق آسيا، وهو ما يرفع من المخاطر الإنسانية على المدنيين ويضاعف الضغط على المجتمع الدولي للتدخل الفوري.