أمام منتدى السلام والثقة الدولي في العاصمة التركمانية عشق آباد، أستهل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كلمته بالتأكيد على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية، وأن العالم اليوم بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم السلام بعيدا عن منطق القوة والهيمنة.
وأشار بزشكيان في كلمته إلى أن السلام العالمي تحول إلى امتياز تمنحه بعض القوى لنفسها بينما تحرم منه شعوب أخرى، داعيا إلى تعاون جماعي وحوار متكافئ يحفظ حقوق الجميع. كما انتقد السياسات الدولية التي تمنح الكيان الصهيوني حقا خاصا يمكنه من مواصلة الاعتداءات في غزة والضفة وسوريا ولبنان وحتى ضد إيران نفسها.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الرئيس الإيراني سلسلة لقاءات مع قادة الدول المشاركة. ففي لقائه مع الرئيس التركماني سردار بردي محمدوف، أكد بزشكيان على ضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين طهران وعشق آباد، خصوصا في مجالات الغاز والنقل والتعاون الاقتصادي والثقافي. فيما شدد محمدوف على العلاقات المتنامية بين البلدين، ورغبة تركمانستان في توسيع التعاون وتبادل الخبرات.
كما التقى بزشكيان الزعيم الوطني لتركمانستان قربان قلي بردي محمدوف، حيث أشاد بالمبادرة التركمانية لعقد المنتدى واعتبرها استجابة لحاجة العالم إلى بناء الثقة والتقارب بين الشعوب. وأكد أن تعزيز هذا النهج الإقليمي يشكل أساسا لترسيخ الأمن والسلام.
وفي اجتماع آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث الجانبان تنفيذ معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ومشاريع التعاون في مجالات الطاقة الكهربائية والنقل والممرات العابرة. وأكد بزشكيان أن مشروع خط سكة الحديد رشت–آستارا سيتم إنجازه بنهاية العام، فيما اعتبر بوتين أن العلاقات الثنائية تشهد تطورا متسارعا وتنسيقا ثابتا في القضايا الدولية.