كما أكد عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة حماس هارون ناصر الدين، أن مخطط الاحتلال الاستيطاني الجديد الذي يستهدف أراضي مطار قلنديا لإقامة نحو 9 آلاف وحدة استيطانية، وما تزامن معه من إقدام المستوطنين على نصب وإشعال شمعدان “عيد الحانوكاه” عند باب القطانين، أحد الأبواب التاريخية للمسجد الأقصى المبارك، خلال اقتحامهم لساحة حائط البراق، يمثل حلقة جديدة في مشهد التصعيد التهويدي الاستفزازي الخطير الذي يمارسه الاحتلال بحق الأقصى، ويشكل اعتداءً مباشراً على حرمة المقدسات الإسلامية ومدينة القدس.
وفي السياق أشار أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان، إلى أن “اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء” من المقرر أن تعقد جلسة غداً الأربعاء للمصادقة على هذا المخطط.
وأضاف كنعان في بيان وزعته اللجنة، اليوم الثلاثاء، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ سياساتها التهويدية والإحلالية بحق مدينة القدس المحتلة، من خلال انتهاكات يومية ممنهجة تتخذ أشكالاً متعددة، تشمل القتل والتهجير القسري، واقتحام البلدات والمقدسات الإسلامية والمسيحية، إلى جانب التوسع الاستيطاني المتسارع.
ممارسات عدوانية استيطانية تُنفذ برعاية وحماية قوات الاحتلال
الى ذلك أوضح ناصر الدين أن هذه الممارسات العدوانية الاستيطانية، التي تُنفذ برعاية وحماية كاملة من قوات الاحتلال، تندرج في سياق نهج الاحتلال الاستيطاني، ونهج المستوطنين القائم على استغلال مواسم الأعياد المزعومة لفرض وقائع تهويدية جديدة في المسجد الأقصى ومحيطه، وتهدف إلى تغيير طابعه الديني والتاريخي، وفرض سيادة الاحتلال عليه بالقوة، في انتهاك صارخ لقدسيته ولكافة القوانين والقرارات الدولية.
وشدد ناصر الدين على أن استمرار الاستيطان والاقتحامات والتنكيـل بالمصلين وفرض الطقوس التلمودية داخل محيط الأقصى ينذر بعواقب وخيمة على الاحتلال الذي سيكتوي بنار أفعاله الإجرامية، مؤكداً أن سياسة الاحتلال القائمة على الاستفزاز الديني والعنصرية ستشعل ميدان المواجهة والغضب.
ودعا ناصر الدين الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحمّل مسؤولياتهم في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والعمل الجاد لوقف سياسة التهويد والاقتحامات، وحماية القبلة الأولى من هذه المخاطر المتصاعدة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامداً في القدس، متمسكاً بحقوقه ومقدساته، وأن هذه الاعتداءات والجرائم لن تمنح الاحتلال أي شرعية فوق أرضنا ومقدساتنا، ولن تغيّر من هوية الأقصى العربية الإسلامية مهما طال الزمن.
مخطط استيطاني على أراضي مطار قلنديا في القدس المحتلة
في سياق آخر، حذّرت محافظة القدس من «مخطط استيطاني خطير» على أراضي مطار قلنديا الدولي، يفصل شمال القدس عن امتدادها الفلسطيني، ويستهدف ضرب التواصل الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني بين القدس ورام الله.
وقالت محافظة القدس، في بيان صحافي، إن «سلطات الاحتلال تمضي في مخطط لإقامة مستوطنة ضخمة على أراضي مطار القدس الدولي شمال القدس المحتلة، ضمن سياسة تهدف إلى فرض وقائع استيطانية جديدة، تقوّض أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين، وتمنع تطور القدس الشرقية وأن تصبح مركزاً حضرياً وسياسياً للدولة الفلسطينية».
اقرأ المزيد:
وأفادت المحافظة في بيانها، بأن «المخطط يهدف إلى إنشاء نحو تسعة آلاف وحدة سكنية في قلب فضاء حضري فلسطيني كثيف، يضم كفر عقب وقلنديا والرام وبيت حنينا وبير نبالا، «ما يشكّل تهديداً مباشراً للحيّز الحضري الفلسطيني المتكامل شمال القدس، ويُعمّق سياسة الفصل والعزل المفروضة على المدينة ومحيطها».
وأوضحت أن ما تُسمّى «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية» تعتزم عقد جلسة يوم الأربعاء المقبل لبحث الدفع بالمخطط رقم 101-0764936، وقد تشمل المصادقة على المبادئ الأساسية له، بما فيها تخصيص مساحات تجارية وعامة، رغم فشل محاولات سابقة عام 2021، نتيجة اعتراضات رسمية من وزارتي حماية البيئة والصحة الإسرائيليتين، وتجميد المخطط خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وفي هذا السياق، أشارت المحافظة إلى أن وزارة المالية الإسرائيلية طلبت خلال كانون الأول/ ديسمبر 2025 مصادقة لجنة المالية في الكنيست على تحويل 16 مليون شيكل لوزارة حماية البيئة، بذريعة «تأهيل الأراضي الملوثة»، بما يشمل مطار القدس الدولي، في خطوة تهدف عمليًا إلى إزالة العوائق البيئية وتسريع تنفيذ المشروع الاستيطاني.
تنفيذ المخطط «يُنشئ جيباً استيطانياً يعمّق سياسة تقطيع أوصال القدس المحتلة
من جهته، قال مستشار محافظة القدس معروف الرفاعي إن تنفيذ المخطط «سيُنشئ جيباً استيطانياً يفصل شمال القدس عن محيطها الفلسطيني، ويُعمّق سياسة تقطيع أوصال المدينة».
وأضاف، أن المخطط المجمّد سابقاً عاد للظهور في ظل سعي الاحتلال لتنفيذ مشاريع استيطانية كبرى، مثل مشروع «أي 1» ومشروع القدس الكبرى.
وأوضح أن الاحتلال، بعد ضم كتل استيطانية إلى حدود بلدية القدس، يرى في شمال المدينة وجنوبها ثغرات في الحلقة الاستيطانية، مشيراً إلى أن «المشروع الجديد مخصص للمتدينين اليهود الذين يرفضون السكن في المدن الكبيرة لأسباب دينية».
ورأى أن المصادقة المتوقعة «ستؤدي إلى استكمال حلقات فصل القدس وتحويلها إلى جيب معزول، إضافة إلى مصادرة مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن المشروع يهدف إلى السيطرة التامة على مطار قلنديا، الذي شكّل حلماً فلسطينياً في إعادة تشغيله ضمن عاصمة فلسطينية في القدس.
وفي سياق متصل، حذّرت المحافظة من استمرار حكومة الاحتلال في ضخ عشرات ملايين الشواكل لمشاريع استيطانية في القدس المحتلة والضفة الغربية، في انتهاك خطير للقانون الدولي، وتقويض مباشر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأوضحت أن التحويلات المالية الجديدة، التي ستُعرض على لجنة المالية في الكنيست ضمن موازنة عام 2025، تشمل 89.25 مليون شيكل (نحو 27 مليون دولار)، لما يُسمّى «تأمين» المستوطنين داخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، و31.3 مليون شيكل (9.6 مليون دولار) لما يُسمّى أنفاق حائط البراق، إضافة إلى 8 ملايين شيكل لبناء مركز لشرطة الاحتلال في جبل المكبر.