عُزلة إسرائيل تتزايد في الشرق الأوسط

عُزلة إسرائيل تتزايد في الشرق الأوسط
الأربعاء ٠٥ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:٢٧ بتوقيت غرينتش

ورد في مقالة نشره موقع "ديبكا" المقرب من الاستخبارات الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ابلغ الجانب الاسرائيلي الى ان سياسة حكومة نتنياهو قد تجلب العزلة الدولية لاسرائيل في حال لم تسارع الى العودة للمفاوضات مع الفلسطينيين.

 وجاء في المقالة ان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا عرض يوم الإثنين 3/10 وهو على متن طائرة في طريقة لزيارة عدد من دول الشرق الأوسط ومن بينها إسرائيل، عرض تقديرات أمريكية مقلقة جدا حول مستقبل إسرائيل في محيطها الشرق أوسطي الذي يشهد تمردا عربيا. وحذر من أن عُزلة إسرائيل تتزايد في الشرق الأوسط، وقال أن زعماء إسرائيل في حاجة لإستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والعمل على إستئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا ومصر.

ولا يوجد شك في أن كل كلمة قالها ليون بانيتا خضعت للتنسيق مع الرئيس باراك أوباما، ومعناها الأساسي هو أنه في الوقت الذي تظل فيه الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة تجاه أمن إسرائيل، وتحافظ على تفوقها العسكري في مقابل الدول العربية وإيران، ولكنها تجد صعوبة في إستمرار العمل ضد عُزلتها السياسية المتزايدة في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بعلاقات القدس مع رام الله، القاهرة، وأنقرة.

بانيتا لم يقل ذلك، ولكن من خلال كلامه يتضح أن إدارة الرئيس أوباما غير قادرة على مواصلة تنسيق سياساتها مع سياسات حكومة بنيامين نتنياهو لوقت طويل، وخاصة فيما يتعلق بمصر والفلسطينيين والأتراك، ووقتها ستجد إسرائيل نفسها منعزلة اكثر. ولكن كلمات بانيتا حملت رسالة أمريكية أخرى: "الأمن الحقيقي يمكنه ان يتحقق من خلال الجهود الدبلوماسية في مقابل جهود قوية تعزز القوة العسكرية، وهو ما يعني أنه في حال إستثمرت الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الصورة من أجل الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي مقابل الدول العربية وإيران، فلماذا لا تستغل إسرائيل قوتها العسكرية لكي تستمد منها القوة المطلوبة لكي تدير خطوات دبلوماسية ناجحة؟.

وتقول مصادر موقع "ديبكا" أن هناك أربعة أسباب أساسية للموقف الجديد الذي تتبعه إدارة أوباما:

أولا: رغم السلبية التامة لحكومة نتنياهو، ولكنها ليست من أثار أو تسبب أو حتى أيد إندلاع التمرد العربي في تونس ومصروليبيا واليمن. وتقول مصادرنا في واشنطن أن التقديرات العسكرية والإستخباراتية الأخيرة لإدارة أوباما في واشنطن، هي أنه بعد 11 شهرا من بدء الربيع العربي، منذ ان إندلع في ديسمبر 2010 في تونس، فإن الأحداث لا تُدار ولا تتطور في الإتجاهات التي أرادتها الولايات المتحدة الأمريكية.

ثانيا: الرئيس باراك أوباما وخاصة وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، عارضا بشدة العمل الإسرائيلي العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وليس هذا فقط، فقد عارضا أي عمل عسكري إسرائيلي لوقف إنتشار التأثير السياسي والعسكري الإيراني في الشرق الأوسط. وأقنع أوباما نتنياهو أكثر من مرة، كما أقنع غيتس في المقابل باراك ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي، بأنه بدلا من إستخدام القوة العسكرية لجيش الدفاع، ينبغي على إسرائيل أن تنتظر بصبر للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.

ثالثا: مثل الولايات المتحدة والغرب، أطلق زعماء إسرائيل في الأشهر الأولى من التمرد العربي تصريحات تؤيد ما أطلقوا عليه (الربيع العربي) أو (الثورة الديمقراطية العربية). وبالنسبة للقدس، كان هذا هو الخطأ الأكبر للغاية حتى بالمقارنة بالخطأ الأمريكي الذي تمثل في التأييد الكاسح للتمرد.

ومثل السعودية، كان يحظر على إسرائيل أن تؤيد من خلال صمتها خلع حسني مبارك. ومن المحتمل جدا أن القدس كانت ستنال تقدير أكبر بكثير من المجلس العسكري المصري بقيادة الجنرال محمد طنطاوي، كان سينبع من المخاوف المصرية من القوة العسكرية والإستخباراتية إسرائيلية. أما السلبية السياسية والعسكرية التامة من جانب إسرائيل تجاه خلع مبارك، إمتدت أيضا تجاه تفجير أنبوب الغاز المصري ست مرات، لدرجة وقف إمدادات الغاز تماما.

رابعا: نفس الأمر ينطبق على السياسات الأمريكية تجاه ما يدور في ليبيا وسوريا. ومن دون الخوض في سؤال (كيف حدث أن تدخلت الولايات المتحدة عسكريا لكي تسقط معمر القذافي، ولكنها إمتنعت عن العمل ولو سياسيا ضد بشار الأسد؟)، فإن القاسم المشترك للسياسات الأمريكية في ليبيا وسوريا هو تأييد عناصر إسلامية راديكالية.

كما اسرائيل في حيرة من امرها فإن الولايات المتحدة ايضا فاجأتها الاحداث العربية وهي تحاول ان تذهب في مسار يعيدها الى الامساك بخيوط الداخل العربي بغية التخفيف من وقع ما يجري. الشريكان (اميركا واسرائيل) يعيدان تقويم ما جرى وما يجري على الساحة الشرق أوسطية. اميركا خائفة على نفوذها واسرائيل خائفة على نفسها. الامل ان تدرك الشعوب العربية ان كلا الطرفين عدوان لها.

موقع "ديبكا" الالكتروني

4/10/2011

تصنيف :