ماذا بعد شاليط؟

ماذا بعد شاليط؟
الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

16/10/2011 محمد الجرو mohjaro1@gmail.com

لا شك أن صفقه التبادل التي تم التوقيع عليها سوف تدخل البهجة إلى قلوب العديد من الأسر الفلسطينية الذين لهم أسرى في سجون الاحتلال، وتُعد البهجة والأمل لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وخصوصاً في قطاع غزة "المحاصر" الذي دفع ثمن أسر هذا الجندي "تالت ومتلت" من الشهداء والجرحى وهدم البيوت وتشريد الأطفال حتى ارتوت أشجار الزيتون الليمون والبرتقال من دماء شهدائنا الأبرار، فلا يوجد بيت واحد في غزة لم يتضرر من جراء الاعتداءات المتكررة على قطاعنا الحبيب، وآخرها العدوان الشامل على غزة أو ما يسمى عند البعض "بالحرب" رغم اعتراضي الشديد على التسمية الأخيرة ولكن هذا ليس موضوعنا حاليا.

ما أود الإشارة إليه أن الثمن الذي دفع في هذه الخمس سنوات الأخيرة التي أعقبت خطف شاليط قد شاركنا به جميعا، وليس الثمن حكراً على أي فصيل مهما كان حجمه ومهما كان دورة في إنجاح هذه الصفقة، فكل أم وكل طفل وكل شاب وكل كهل وكل امرأة وكل فرد ممن يعيش في غزة، قد دفع ثمن هذه الصفقة التي كلفتنا غالياً، ولكني أعتب على البعض "احتكارهم" لنجاح الصفقة وكأن الزمان والمكان ملكهم وحدهم فقط.

 كم كنت أتمنى عندما سمعت خبر إتمام الصفقة أن يُعْلَن أن الشعب الفلسطيني هو من أنجزها، بغض النظر عن المفاوض "مع شكرنا القدير له" ، لأنه يفترض أنه نصرٌ لنا وليس حكراً على أحد وكما ذكرت آنفاً نحن من دفع الثمن.

لنتحول لنقطة أخرى ولنفترض سوياً بأن موضوع شاليط قد انتهى وسلم لأهله وعاد أبطالنا البواسل إلينا، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ سؤال راودني وراود الكثيرين منكم وخصوصاً حال سماع الخبر بالتوقيع على الصفقة، ماذا سيحدث هل سيفك "الحصار" عن غزة هل ستفتح المعابر بشكل كامل، هل سنشتاق لصوت طائرة الاستطلاع، هل ستدخل المواد الغذائية والبضائع والسيارات، وسجائر "السلطة" سنجدها في المحلات، شركة الكهرباء ستدخل معداتها العالقة هي وجوال منذ خمس سنوات "زي م بيحكوا" هل وهل وهل؟؟ جميعها أسئلة تجوب عقل كل مواطن في غزة التاجر والطالب والموظف والغني والفقير والغلبان وحتى القوي، "من الآخر يعني ايش اللي جاي".