"الغاضبون" من الازمة الاقتصادية يخرجون في عواصم العالم

الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١١ - ١٠:٥١ بتوقيت غرينتش

اتخذت حركة "الغاضبين" المحتجين على الازمة وعلى النظام المالي العالمي في نهاية هذا الاسبوع بعدا عالميا، اذ دفعت عشرات الاف الاشخاص الى الشارع في العديد من دول العالم في تظاهرات تخللتها حوادث واعتقالات في روما ونيويورك، كما أقام المئات مخيمات في وسط لندن وفرانكفورت وامستردام.

وأقيمت مسيرات في 951 مدينة في 80 بلدا في أنحاء العالم السبت في امتداد لحركة ولدت في 15 أيار/مايو بتظاهرة في ساحة بورتا ديل سول في مدريد من مجموعة أطلق عليها اسم مجموعة "الغاضبين".

وكانت أكبر المسيرات في لشبونة ومدريد وروما حيث خرج عشرات الالاف، كما خرج الالاف في واشنطن ونيويورك.

وأمضى نحو 500 شخص  ليلتهم أمام كاثدرائية سانت بول في حي المال في لندن حيث نصبت نحو 70 خيمة.

وأقام نحو 200 شخص في خيام أمام مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، وشوهدت 50 خيمة أمام مبنى البورصة في امستردام.

وأشعل آلاف المحتجين في روما النار في عدد من السيارات، وحطموا عددا من البنوك، وألقوا بالحجارة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع واطلاق خراطيم المياه.

وأصيب نحو 70 شخصا بجروح من بينهم ثلاثة في حالة خطرة، كما تم اعتقال 12 شخصا، كذلك وقعت اشتباكات في نيويورك حيث تجري حركة "احتلوا وول ستريت"، وجرى اعتقال 88 شخصا.

وقالت صحيفة الباييس الاسبانية: "ان حركة الغاضبين تظهر مرة اخرى بقوة عالمية"، مضيفة "هذه هي المرة الاولى التي تتمكن فيها حركة شعبية من تنظيم هذا العدد الكبير من المسيرات في هذا العدد الكبير من الاماكن المختلفة والبعيدة وبطريقة منسقة".

وقالت صحيفة لاستامبا  في ايطاليا " ان العالم يخرج الى الشوارع متحدا وسلميا ومنوعا"، اما ايغينيو سكالفاري الكاتب في صحيفة ريبابليكا فكتب يقول ان "الحقيقة هو انه توجد الان حركة عالمية، وكانت مقدمتها "الربيع العربي".

وأضاف ان هذه الحركة "تعبر عن غضب جيل ليس له مستقبل ولا يثق بالسياسات التقليدية، ولكن الاهم من ذلك انه يعتبر جميع المؤسسات المالية مسؤولة عن الازمة وتتربح من تضرر المصلحة العامة".

واندلعت في لندن شجارات بعد ان تجمع عدة الاف من الاشخاص في حي المال والاعمال بالقرب من كاتدرائية سانت بول رافعين لافتات كتب عليها "ردوا الصفعة" و "لا للتخفيضات" و"غولدمان ساكس هو من عمل الشيطان".

وجرت تظاهرات كبرى كذلك عند مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل وفرانكفورت وكذلك اثينا حيث أثار الخفض المؤلم للميزانية التي فرضتها الجهات المقرضة مقابل صفقة لانقاذ اليونان، موجة واسعة من الغضب.

وشهدت روما العاصمة الايطالية أشد أعمال العنف، وتحولت المسيرة بسرعة الى معارك في الشوارع بين جماعات من المتظاهرين الذين يرتدون الاقنعة وشرطة مكافحة الشغب التي أجبرت المتظاهرين السلميين على الفرار وايديهم مرفوعة في الهواء.

وخرج نحو 50 الف شخص في العاصمة البرتغالية في تظاهرات، في حين جرت تظاهرات اصغر واكثر سلمية في امستردام وجنيف وميامي ومونتينيغرو وباريس وسراييفو وصربيا وفيينا وزيوريخ حيث هتف المتظاهرون بشعارات معادية للراسمالية وارتدوا اقنعة ساخرة.

وخرج الالاف في المكسيك والبيرو وتشيلي في تظاهرات، احتجاجا على ما وصفوه بانه نظام مالي غير نزيه وبطالة مرتفعة.

وتظاهر المئات في هونغ كونغ وطوكيو واعربوا عن غضبهم من حادث مفاعل فوكوشيما الياباني، مع بداية اليوم، كما اقام المئات مخيما امام البنك المركزي الاسترالي في مدينة سيدني.