خسرنا المعركة.. سننتصر في الحرب

خسرنا المعركة.. سننتصر في الحرب
الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

ستكون، على ما يبدو، هذا الصباح لحظة واحدة، لحظة واحدة فقط، كثيرون منا، وربما كلنا، سنحبس صورتها في عقلنا، لسنوات وربما لاجيال.

بقدر ما دون مبالغة، فانها تذكرنا بتلك اللحظة اياها، في 1978، حين هبطت في مطار بن غوريون الطائرة الرئاسية المصرية، وفتح بابها. ولم يحصل شيء. المشهد الفارغ هذا استمر دقيقة، ربما دقيقتين، ولكن لملايين المشاهدين في اسرائيل، في البلدان العربية، في العالم، بدت كالخلد. حسنا، هيا إذن! وعندها، بكامل بهائه، ظهر شخص أنور السادات في الباب، منفعلا، بشبه ابتسامة. الرئيس المصري وصل الى اسرائيل. هذه هي اللحظة التي يكتب عنها الكُتّاب والشعراء بأنها تحبس الانفاس و توقف القلب عن الخفقان ، هذه هي اللحظة التي تحز في الذاكرة الجماعية والخاصة لسنوات طويلة. من كان، من رأى، لن ينسى.
وهذه هي اللحظة التي سنرى فيها، لاول مرة، جلعاد شاليط، بعد خمس سنوات ونصف من الاسر. متى سيحصل هذا وأين. نحن لا نعرف في هذه اللحظة. نحن فقط نعرف بانه سيحصل وأنه ستكون عيون الكثيرين في اسرائيل ترقرق بالدموع في تلك اللحظة سواء بالفرح، أم بالالم.  في هذه اللحظات نحن لا نزال لا نعرف كيف أثر عليه، على جسده، مضامينه وطبيعته، المكوث الطويل في أسر حماس. في حالات سابقة كان آخرون حظوا بلحظات مجد قليلة، وبعد ذلك أنهوا حياتهم في مستشفيات مغلقة. أين خُبىء جلعاد؟ فوق الارض؟ تحتها؟ كيف عاش؟ كيف نام؟ بماذا ألهى نفسه على مدى السنين؟ هل سمحوا له على الاطلاق بفعل أي شيء؟ لعله استلقى كل السنين في جوف الارض معصوم العينين؟ لكل هذه الاسئلة المثيرة للفضول سنحصل على جواب في الايام القريبة. فليحفظنا الرب. ستكون هذا الصباح لحظة واحدة، فيها للحظة واحدة فقط ستنتهي كل الخلافات في هذا الشعب الممزق. مؤيدون ومعارضون للصفقة. ولكل ما يحصل هنا، وستلتصق العيون بالشاشات. وستحتبس انفاسهم في تلك الثواني الاولى، وبعد ذلك سنرى ونأمل، سنتنفس جميعنا الصعداء: جلعاد شليط عاد الى الديار. كلنا نريد سلامته.
لا ينبغي التنكر، فقد خسرنا هذه المعركة. ولكن من هذا الصباح اضيفت نفحة اخرى من العزة لاسرائيليتنا . لا توجد، على الاطلاق، دولة واحدة اخرى في العالم من الهند حتى كوش، تدفع ثمنا باهظا بهذا القدر فقط كي ترى واحدا من ابنائها في البيت. 
قد نكون خسرنا المعركة، ولكن مع قيمة، سننتصر في الحرب. في واقع الامر، فقد انتصرنا منذ الان.

يديعوت

ايتان هابر

 18/10/2011

تصنيف :