ايران تعتبر حيثيات المزاعم الاميركية هبوطا نحو الحضيض

الجمعة ٢١ أكتوبر ٢٠١١ - ١٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

استعرض وزير الامن الايراني حيدر مصلحي الخميس، التناقضات في المزاعم الاميركية ضد طهران بشأن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.

وحذر وزير الامن الايراني الاميركيين بأن بلاده سترد بصورة مضاعفة وبقوة اكبر على اي مؤامرة وتحرك اميركي ضدها.

وقال مصلحي إن المعلومات المقدمة حول الاتهامات الاميركية مليئة بالتناقضات والإشكاليات، وأكد أن هذه الاتهامات في حيثياتها الهشة تشير الى أن البيت الابيض وصل الى درجة من الحضيض لكي يقدم مثل هذا السيناريو السخيف او يصدق بسيناريو فاشل يقدمه الآخرون.

وقال مصلحي، انه عندما تتم دراسة الموضوع من المنظار الامني تبرز تناقضات واشكاليات كبرى بحيث لا يصدق المرء بان دولة كبرى مثل اميركا بكل ادعاءاتها انها وصلت الى هذا الحال المزري بحيث تعمل على فبركة مثل هذا السيناريو السخيف جدا او ان تصدق سيناريو واهي فبركه اخرون.

واكد وزير الامن بان الامور التي استند اليها الاميركيون كوثائق على حد زعمهم ضد ايران سخيفة تماما وقال، ان ما يصفه الاميركيون بانه وثيقة نعتبره نحن اكبر واوثق دليل على هوان مزاعمهم، وبعد نشرها نكون نحن الذين نملك عمليا وثيقة دامغة على هوان وسخف وسخرية مزاعمهم.

وأضاف مصلحي متسائلا حول ما اذا كان بمقدور ادارة اوباما اقناع النخب الاميركية بالتصديق بهذه القصة البدائية، في وقت ازدادت فيه شكوك وسائل الاعلام والمحللين السياسيين والامنيين حول القصة.

واوضح بان الشخص الذي تم تعريفه على انه العنصر المكلف بعملية الاغتيال بعيد كل البعد عن خصوصيات رجل امن الى الدرجة التي لا تكون فيها حتى اضعف الاجهزة الاستخبارية في العالم مستعدة لتجنيده، فكيف بان يكلف بمهمة تنفيذية وفي الاراضي الاميركية.

واشار وزير الامن الى جملة من التساؤلات المطروحة حول هذا الشخص منها انه مقيم في اميركا منذ عشرين عاما ولم يستطع الحصول على الجنسية الاميركية الا قبل 8 اشهر وانه لماذا اقحم نفسه بمثل هذه العملية بعد 8 اشهر من حصوله على الجنسية الاميركية وهل ان منح الجنسية كان ازاء دخوله مثل هذا السيناريو.

وتساءل وزير الامن، انه لماذا تقوم كارتلات تهريب المخدرات التي تملك مليارات الدولارت بتوريط نفسها ضد الحكومة الاميركية من اجل مليون ونصف المليون دولار؟ ولماذا يتم تبادل المبلغ عبر بنك في نيويورك بكل بساطة وسهولة؟.

واشار مصلحي الى ان هناك اسئلة اساسية تطرح حول السيناريو المزعوم منها انه لماذا تقوم الجمهورية الاسلامية اساسا بمثل هذا الاجراء العبثي؟ وما هي فائدتنا منه؟ وقال، نحن الذين نسعى دوما لارساء الامن والصداقة في المنطقة وحتى اننا التزمنا الحكمة وسعة الصدر ازاء بعض الامور غير المحبذة والاجراءات غير المتعارف عليها الصادرة من بعض دول الجوار، كيف يمكننا ان نقوم بمثل هذه العمليات السخيفة؟ ولماذا يتم اختيار الاراضي الاميركية لها؟.

واضاف وزير الامن الايراني، انه كلما تعمقنا في هذا الموضوع وباي توجه ندرسه، تطرح هنالك المزيد من التساؤلات ونصل الى ادلة اكثر واقوى لدحض تلك المزاعم السخيفة والواهية.

واشار الى اعتراضات وانتقادات صادرة من داخل الادارة الاميركية نفسها ازاء هذا السيناريو، موضحا بان احد اجهزة الامن الاميركية طرح قبل فترة مسالة الهاء ايران بقضايا اخرى من اجل حل مشكلة اميركا في العراق وافغانستان والانتهاء من امر سوريا، وقال، اننا على علم ايضا بان احد اجهزة الامن الاميركية حذر المسؤولين الاميركيين حول السيناريو الاخير واعلن بانه لا يمكن تصديقه بل هو بدائي للغاية ولن يحقق اي نتيجة.

واضاف مصلحي، انه رغم ذلك فان الاميركيين ارتكبوا هذا الخطأ واطلقوا هذا السيناريو الواهن.

واعتبر الصحوة الاسلامية التي حدثت في العالم الاسلامي ومازالت اخذة في الاتساع وكذلك سقوط عدد من اكثر الحكام عمالة لاميركا في المنطقة، بانهما من اسباب اثارة التساؤل حول اقتدار الهيكلية الاستخباراتية الاميركية.

وتابع وزير الامن، ان مشكلة اميركا في جميع مناطق العالم وقبل ان تكون عسكرية هي عبارة عن تحد امني، فهم لم يريدوا اظهار هذا التحدي لكنهم لم يتمكنوا من ذلك وقد ارتفعت في اميركا نفسها الان الكثير من الاصوات ضد ضعف الاجهزة الامنية، وليس من المستبعد ان تكون الحاجة لتقديم انتصار استخباراتي وراء التخطيط للسيناريو الاخير.

واشار مصلحي الى ان العالم يشهد الاقتدار الامني للجمهورية الاسلامية اذ انها تمكنت من تعقب وملاحقة واعتقال الارهابي عبدالمالك ريغي في الوقت الذي كان في حراسة امنية من قبل الاميركيين وهو في طريقه من قاعدة لاميركا (في افغانستان) الى قاعدة اميركية اخرى (في دولة اخرى).

واضاف، ان هذا الموضوع حظي باهتمام كبير في العالم لاسيما من قبل الاجهزة الامنية وادى الى اذلال اجهزة الامن الاميركية، فضلا عن ذلك كان للاميركيين مشكلة اكبر من ذلك، وهي ان ذلك الارهابي المجرم وقع حيا في قبضة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وقال مصلحي، انهم الان بامكانهم ان يتوقعوا ما نملك من معلومات عن جرائم اميركا في هذا الموضوع فقط، بدءا من مرحلة تربية واعداد ذلك الارهابي وتشجيعه على الاجرام وتزويده بالاسلحة والعتاد والدعم المالي وحراسته مع عصابته الاجرامية.

وتابع وزير الامن، لقد علموا الان باننا كنا نتعقبه كظله قبل اعتقاله بفترة طويلة.

وقال مصلحي، اننا بطبيعة الحال شهدنا الكثير من علاقاته وارتباطاته مع اميركا و"اسرائيل" ويعلمون باننا اعتقلنا ريغي حيا وتوصلنا الى الكثير مما وراء الستار، الا انهم لا يعلمون فقط لماذا لم نكشف النقاب عن هذه الامور لحد الان وما هو برنامجنا في هذا الصدد، فاليوم الذي يتم فيه تنفيذ برنامجنا في هذا المجال عندها ستنجلي احدى الفضائح الاميركية الاخرى.

واوضح بانه في نفس الفترة شهد العالم اعتقال الجمهورية الاسلامية الايرانية لشبكة تجسس مؤلفة من 30 شخصا تعمل لمصلحة اميركا، واضاف، انه في الاخبار التي نشرناها تمت الاشارة بصورة مختصرة الى الموضوع ولم نتطرق الى جوانبه المختلفة وعمقه، فالاميركيون يعلمون جيدا باننا توصلنا الى معلومات كبرى من تلك الشبكة لكنهم لا يعلمون لماذا لم نكشف النقاب عنها جميعها وما هو برنامجنا لتلك المعلومات التي حصلنا عليها.

واشار الى الاعلان قبل فترة عن احد عناصر الامن الايراني الذي تسلل الى داخل القوى المعادية للثورة الاسلامية في خارج البلاد، موضحا بان ما تم الكشف عنه مرتبط فقط بالقوى المعادية للثورة خارج البلاد دون التطرق كثيرا الى دور الاميركيين وكيفية حضور ذلك العنصر الامني في اميركا ومحادثاته واتفاقاته هناك، كما لم نتطرق الى دور بعض الحكومات الاخرى التي دعت ذلك العنصر الى بلادها وسهلت اتصاله بالاميركيين.

وتابع وزير الامن، انه فيما يخص اميركا سنقوم تدريجيا بالكشف عن دورها وادائها، وفيما يتعلق بالاخرين كنا نامل بان يكونوا قد تلقوا الرسالة من صمتنا وان يشعورا بالخجل ويقلعوا عن ممارساتهم الحمقاء. عليهم ان يعلموا انه فضلا عن المعلومات التي توصلنا اليها عبر العنصر الامني المذكور عن دورهم فاننا نملك معلومات اخرى عن اجراءاتهم المسيئة في اطار عدد من المخططات الاخرى، ونحن نكتفي بهذا القدر ونامل بان يتلقوا الرسالة ويثمنوا موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية النبيل تجاههم.

وتابع مصلحي قائلا، انني اولا احذر الاميركيين باننا سنرد علي اي عمل مسيء يصدر منهم بصورة مضاعفة واكثر قوة، واعلن ثانيا اسفي الشديد لذلك العدد من الدول الاروبية التي تسير عمياء ودون نقاش على خطى اميركا حتى في طرحها لهذا المشروع السخيف ولا قدرة لها على قول لا . انني اذكّرهم بان التحركات التي بدات من المواطنين هنالك ليس لها طابع اقتصادي صرف بل ناجمة عن الاستياء تجاه الهيمنة والغطرسة الاميركية ورضوخ حكوماتهم لتلك الهيمنة، ولهذا السبب فانني اعتقد بانه عليهم في هذه الفترة على الاقل ان يراجعوا موقفهم حول سيناريو المشروع الاميركي الاخير.

واضاف، انني اقول لبعض دول المنطقة ايضا بان لا تنخدع باميركا، فاميركا تريد تحقيق هيمنة ومطامع الصهاينة في المنطقة بنفقاتهم. عليهم ان يعرفوا باننا لا نؤمن بمثل هذه الاعمال الارهابية ولا حاجة لنا ايضا باستخدام مثل هذه الاساليب الوحشية. انهم على اطلاع نوعا ما بالقدرات الامنية للجمهورية الاسلامية الايرانية ويعرفون باننا حتى لو قررنا افتراضا القيام باجراء امني فاننا نقوم به بصورة حرفية ومدروسة ومقتدرة تماما.

واكد قائلا، ان وزارة الامن بصفتها جهاز الامن الرئيسي في البلاد والمحور الامني لجميع الاجهزة الاستخبارية والامنية ومكافحة التجسس في البلاد تعتبر ربط هذا المشروع السخيف بفيلق القدس مؤامرة سيتم الكشف عنها في حينها. على اميركا واذنابها ان تعلم بان الجهاز الامني في البلاد معتمد على بحر الحماية والدعم الشعبي وان القوى الامنية والاستخبارية والعسكرية والشرطية ومكافحة التجسس في الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال اتباع توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية وفي ظل التعاضد والانسجام تقوم بتنفيذ المسؤوليات المخولة بها وستحبط بكل قوة ان شاء الله تعالى اي مؤامرة وتحرك ضد البلاد.