اتهام ايران بمحاول اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن

اتهام ايران بمحاول اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن
الجمعة ٢١ أكتوبر ٢٠١١ - ١١:١٦ بتوقيت غرينتش

بعنوان "إيران تربط مؤامرة اغتيال السفير السعودي بمجموعة منشقة"، كتب سعيد كمالي ديغان في الغارديان أن الجمهورية تسعى على نحو واضح للنأي بنفسها عن الاتهام بقولها إن المشتبه به في محاولة الاغتيال هو عضو في مجموعة منشقة. ونقلت الغارديان في مستهل مقالتها ما أوردته وكالة أنباء مهر الإيرانية وصفها أحد الموقوفين بالقول إن"الشخص الخاضع للاستجواب دأب على السفر إلى بلدان مختلفة بأسماء علي شاكوري/ غلام شاكوري/ غلام حسين شاكوري، مستخدماً جوازات مزيفة، بما في ذلك جوازات إيرانية مزورة".

 وفي مقابل زعم واشنطن بأن هذا المتهم ينتمي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تنقل الغارديان عن وكالة مهر قولها إن الإنتربول عثر على دليل جديد بأن شاكوري يرتبط بمنظمة مجاهدي خلق، وقد شوهد لآخر مرة في واشنطن ومخيم أشرف في العراق الذي يتخذه أعضاء من المنظمة مقراً لهم.

وفي هذا الإطار، لا تستبعد الغارديان صحة المعلومات التي أوردتها وكالة مهر، بقولها إن"منظمة مجاهدي خلق التي تتخذ باريس مقراً لها لا تتمتع بشعبية داخل إيران بسبب دعمها للرئيس العراقي السابق صدام حسين، خلال الحرب الإيرانية-العراقية، لكنها أيضاً مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، مع أنها ليست كذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي".

وتلفت الصحيفة إلى الإحراج الذي ستكون واشنطن قد ورطت نفسها فيه إذا ما ثبتت صحة ما أوردته وكالة مهر، مع إشارتها إلى الشكوك الواسعة النطاق التي قوبل بها اتهام واشنطن إيران بالتورط في مؤامرة اغتيال السفير السعودي المزعومة. وأوردت على هذا الصعيد أنه "منذ الأسبوع الماضي، شنت إيران حملة تفنيد للاتهامات الأميركية، حيث اتهم مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى واشنطن بأنها تبذل قصارى جهدها لتحويل انتباه العالم عن مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية، خاصة احتجاجات حركة "لنحتل وول ستريت" المستمرة منذ أسابيع".

وخلصت الغارديان في مقالتها إلى اقتباس تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حين شبّه في مقابلة مع قناة الجزيرة الإثنين الماضي، الاتهامات الأميركية الجديدة بقضية أسلحة الدمار الشامل في العراق، قائلاً إن الولايات المتحدة "فبركت مجموعة من الأوراق" لدعم ادعاءاتها في ذلك الوقت. فهل هذا أمر صعب الحصول الآ؟، ختمت الغارديان مقالتها بهذا التساؤل الذي طرحه الرئيس الإيراني.

في المقلب الآخر، كتب دايفد إغناطيوس مقالة في الواشنطن بوست بعنوان "البحرين للولايات المتحدة: تصدي لإيران"، استهلها الكاتب بالإشارة إلى تصريح وزير خارجية البحرين خليفة آل خليفة، الذي خاطب الرئيس الأميركي بالقول إن أوباما شجب ما زعم أنه مؤامرة إيران لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، وحذر إيران من أنها ستدفع الثمن. لكن الكاتب اقتبس سؤال الوزير البحرين عما تنوي الولايات المتحدة فعله عملياً كي تثبت لإيران بأنها جادة فيما تقول؟

كما نقل الكاتب عن آل خليفة تصريحاً له يحرّض فيه واشنطن على الجمهورية الإسلامية بقوله "إننا نطالب الولايات المتحدة بالدفاع عن مصالحها ورسم الخطوط الحمراء.."

مذكراً بما اعتبره هجمات رعتها إيران ضد القوات الأميركية في لبنان والعراق، سائلاً "كم من المرات العديدة فقدتم فيها أرواحاً، وتعرضتم لأنشطة إرهابية، وحتى الآن لم نر منكم أي رد ملائم. الأمر بغاية الخطورة، وقد وصل الآن إلى شواطئكم".

ونقل الكاتب عن الوزير البحريني تركيزه على جدية ما اعتبره تهديداً إيرانياً في منطقة الخليج الفارسي، بإشارته إلى أن المخابرات السعودية البحرينية سبق لها أن ألِفت نشاطات علي غلام شاكوري، المرتبط برأيه بفيلق القدس، وهو من تتهمه واشنطن بلعب دور في محاولة اغتيال السفير السعودي.

ويُلاحظ في ما أوردته الواشنطن بوست أن تصريحات المسؤول البحريني قد تجاوزت أكثر المواقف الأميركية والأوروبية تطرفاً تجاه إيران، بما يعكس حالة التوتر التي يعيشها نظام البحرين الذي ما يزال ماضياً في قمع شعبه المطالب بأبسط الحقوق الإنسانية والاقتصادية.

* حيدر عبدالله