لفك الارتباط عن الشعب اليهودي

لفك الارتباط عن الشعب  اليهودي
السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

نشر الكاتب عوزي أورنن مقالة في موقع "نيوز وان" الإخباري، بعنوان "لفك الارتباط عن الشعب الاسرائيلي"، دعا فيها الى اعادة تشكيل هذا الكيان على أسس ان لا يكون العنصر الديني فيه هو المسيطر.

وقد استهل أورنن مقالتهبالقول انه بخلاف الرؤية الوطنية للمحرومين في المجتمع الإسرائيلي، لا تزال تُكثِر حكومة إسرائيل من الشعارات القديمة عن "الشعب اليهودي" وتطالب بالاعتراف بإسرائيل بأنها "الدولة القومية للشعب اليهودي". لا أساس لهذه المطالبة، ليس للأسباب الإسرائيلية بل ايضاً لأسباب "الشعب اليهودي".

 في كل الدول التي يوجد فيها مواطنون يهود من المهم لهم أن يكونوا مواطنين مخلصين ومتساوين كبقية المواطنين في الدولة التي يعيشون فيها. ولو لم تكن هذه هي الحقيقة لكان هؤلاء اليهود يتدفقون إلى إسرائيل، التي تمنحهم عناقاً لا تقدّمه لهم أي دولة.

فك الارتباط عن "الشعب اليهودي" بدأ قبل 120 سنة بإحياء اللغة الذي بدأ بالتمرد على "الشعب اليهودي" ومعتقداته وطريقة حياته. والذين أحيوا اللغة حلموا بقومية علمانية. وعندما جاء شبان يهود كـ"طلائعيين" إلى البلاد كانوا متمردين على الدين وكانوا يتطلعون إلى إنشاء مجتمع على أساس الأرض واللغة وليس على أي أساسٍ ديني.

وماذا حصل حينها؟ عندما قُبلت منظمات دينية في الهستدروت الصهيوني بدأت تزعم أن الإحياء ليس ثورة، والاشتياق إلى الأرض المقدسة فسّرته وكأنه صهيوينة. والجمهور العلماني استمع بأدب إلى دعاياتها وأفسح لها مكاناً في حياة الجمهور. هذه المنظمات تعززت إلى أن وصلت اليوم إلى سلطة تحيط بحياتنا. التعليم في المدارس وما يصدر عن وزارة الإعلام يحدد الرأي وكأن الإحياء ليس أصلاً ثورة وكأننا لسنا سوى استمرار بسيط للدين اليهودي وكأن الثورة العبرية لم تكن تمرداً على اليهودية.

وأمام ناظرينا تحوّلت إسرائيل إلى جماعة يهودية تدير حياة الدولة وفق مبادئ اليهودية، وتُعطي حقوق أكثر لملتزمي الفرائض وترفع عنهم واجبات وطنية كأنهم يملكون امتيازات مقابل الإسرائيليين الآخرين. سُنّت قوانين الفصل بين المواطنين كي لا "يختلط اليهود بالأغيار". إسرائيل اليوم ليست "شعباً ككل الشعوب"، بل جماعة  يهودية سيطرت على الأرض تتحفظ على كل ما هو غير يهودي.

ولكي نعيد إسرائيل إلى المسار الطبيعي لشعب ككل الشعوب علينا أن نفك الارتباط بفكرنا وبأعمالنا عن الفكرة القائلة بأن إسرائيل هي جزء من هيئة دولية لا مكانة قانونية لها تُسمى "الشعب اليهودي". دون فك ارتباطٍ كهذا لن تصل إسرائيل إلى المساواة، ولا إلى السلام مع محيطها، وكذلك نضال تغيير ظروف الحياة في إسرائيل لن ينجح.

نيوز وان–عوزي أورنن?

21/10/2011

تصنيف :