صالحي: لم نكن نتوقع تأثر الاوروبيين بمزاعم اميركا

صالحي: لم نكن نتوقع تأثر الاوروبيين بمزاعم اميركا
الإثنين ٢٤ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اليوم الأثنين بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تكن تتوقع ان تتأثر الدول الاوروبية التي يتمتع ساستها بتجارب، بالسيناريو الاميركي الكاذب ضد ايران.

وجاء تصريح وزير الخارجية الايراني في رسالة قرئت في "ملتقى العلاقات الايرانية الاوروبية، التجارب الماضية والافاق المستقبلية"، الذي بدأ اعماله اليوم الاثنين بطهران، حيث شدد صالحي في رسالته على أن الدعايات السلبية الكاذبة حول طبيعة البرنامج النووي الايراني اثرت على العلاقات الايرانية الاوروبية وادت الى قيام الاتحاد الاوروبي بفرض سلسلة من العقوبات احادية الجانب على طهران اضافة الى العقوبات التي فرضها مجلس الامن.

واشار وزير الخارجية الايراني الى تاكيده المتواصل منذ توليه حقيبة الخارجية على اهمية العلاقات مع اوروبا رغم التعقيدات الموجودة في هذا المجال والمنعطفات التي شهدتها هذه العلاقات وقال : لقد كانت هناك خلافات في وجهات النظر بين الجانبين خلال السنوات المنصرمة حيال قضايا مثل دور الدين في مجال السياسة واداراة البلاد ، حقوق الانسان ، الارهاب ،  فلسطين والقضايا المرتبطة بها والبرنامج النووي الايراني السلمي الا انهما سعيا الى المحافظة على علاقاتهما من اجل الاحتفاظ بالاواصر السياسية والامنية والقضايا الاقليمية وكذلك مصالحهما التجارية والاقتصادية.

 واشار وزير الخارجية الى الدعايات السلبية التي اطلقها الاتحاد الاوروبي خلال السنوات الاخيرة ضد البرنامج النووي الايراني السلمي مضيفا : ان ايران اكدت مرارا انها بصدد امتلاك التقنية النووية للاستخدامات السلمية كما شددت على انها تعتبر انتاج واستخدام القنلبلة النووية امر محرم من الناحية الدينية .

واوضح وزير الخارجية الايراني ان على الاتحاد الاوروبي ان يقلق حيال الخطر الحقيقي المتمثل بوجود ترسانات نووية كبيرة في اوروبا بدلا من تقديم صورة مضللة وبعيد عن الواقع حول البرنامج النووي الايراني السلمي.

 واشار الى وجود خلافات في وجهات النظر بين ايران واوروبا بخصوص الكيان الصهيوني المحتل باعتباره احد العقبات امام تطوير العلاقات الثنائية، مضيفا ان دعم بعض الدول الاوروبية للكيان الصهيوني وجه ضربة قاسية الى مصداقية ومكانة الاتحاد الاوروبي وادعائاته المتعلقة بدعم حقوق الانسان ومكافحة الارهاب كما شجع هذا الكيان على استمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطيني المظلوم .

وفيما يتعلق بموضوع حقوق الانسان فقد اعتبر صالحي الخلافات بين الجانبين بانها نابعة من الفروقات الجذرية وقال : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تنظر الى موضوع حقوق الانسان من منظار التعاليم الالهية والاسلامية بينما ينظر الاتحاد الاوروبي اليه من منظار بشري .

واوضح وزير الخارجية ان هناك نواقص ونقاط ضعف كثيرة لدى الدول الاوروبية على صعيد مراعاة حقوق الانسان التي تتشدق بها ، وعلى سبيل المثال فان تعاطي الدول الاوروبية مع المهاجرين او الانتهاك السافر لحقوق الانسان في السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات الاميركية في اوروبا، يتعارض وادعاءاتها حول مراعاة حقوق الانسان .

وراى وزير الخارجية ان تبعية اوروبا للسياسات الاميركية ادت في بعض الاحيان الى تفويت فرصة التعاون بين هذا الاتحاد وايران منوها الى تبني اميركا واوروبا لسياسة ايران فوبيا واضاف : نتوقع من الاتحاد الاوروبي ان ينتهج سياسة خارجية مستقلة والا يسمح للكيان الصهيوني واميركا بان يستغلل الطاقات التي تحظى بها المنظمات الاوروبية من اجل اثارة العداء ضد ايران . 

واعرب عن اسفه حيال مواقف الاتحاد الاوروبي غير المناسب في خصوص السيناريو الاميركي الاخير ضد ايران وقال : لم نكن نتوقع من الجانب الاوروبي ان ينخدع بهذه السهولة بالمزاعم الاميركية نظرا لوجود شخصيات سياسية محنكة فيها . 

وتابع صالحي قائلا : على الجانب الاوروبي الا يحرم نفسه من الطاقات العظيمة الموجودة في المنطقة بسبب تبعيته لاميركا والا يقدم صورة مشوهة عن نفسه الى حكومات وشعوب المنطقة .

وانتقد مواقف بعض الدول الاوروبية على صعيد دعم الانظمة الديكتاتورية في المنطقة واستغلال بعض المفاهيم المبدئية مثل الديمقراطية وحقوق الانسان واضاف : ان شعوب المنطقة وحتى الراي العام الاوروبي بدا يبدي اهتماما خاصا بهذا السلوك الاوروبي خاصة بعد الصحوة الاسلامية في المنطقة .

واشار وزير الخارجية الى التناقضات الموجودة في مواقف الدول الاوروبية في خصوص موضوع حقوق الانسان وتابع قائلا : ان الدول الاوروبية اثبت في الكثير من الاحيان انها مستعدة للتضحية بحقوق الانسان من اجل ضمان مصالحها وافضل دليل على ذلك دعمها للكيان الصهيوني .

ولفت الى ان الاوروبيين غير صادقين على صعيدمكافحة الارهاب وقال : ان الاتحاد الاوروبي ومن خلال شطبه لاسم زمرة المنافقين من قائمة الجماعات الارهابية وايوائه لزمرة بيجاك ، اثبت توجهه غير الودي وغير المنطقي حيال موضوع مكافحة الارهاب .

والمح الى وجود تيارات في اوروبا تسعى الى نشر ثقافة معاداة الاسلام لدى الراي العام معربا عن اسفه حيال الاساءة الى الدين الاسلامي الحنيف بذريعة الديمقراطية والحرية .

واضاف صالحي : على المتطلعين للسلام والعدالة ان يتصدوا لهذه التيارات المقيتة والمثيرة للحروب ، لان استمرار هذه التوجهات سيضر بعلاقات الصداقة بين الشعوب ومبدا التعايش السلمي .

كما اعلن وزير الخارجية ان ايران ترغب بازالة العقبات التي تعترض العلاقات بين ايران و الاتحاد الاوروبي مضيفا ان التطورات على صعيد العلاقات الايرانية الاوروبية والخلافات في وجهات النظر بينهما بحاجة الى مناقشة مدروسة ولا يمكن تجاهل هذه الخلافات .

ولفت الى ان ايران واوروبا تتمتعان بطاقات هائلة لتغيير الظروف الراهنة وتطوير العلاقات مؤكدا بالقول : لا مبرر لخفض مستوى العلاقات بسبب وجود قضايا يمكن حسمها .

 واكد صالحي ان الاستفادة من الطاقات لتكون في خدمة العلاقات الثنائية رهن بالحوار من اجل ازالة الانطباعات الخاطئة والبحث عن ارضيات مشتركة للتعاون.

وجدد صالحي التأكيد على ان ايران مستعدة للحوار من اجل تحقيق الاهداف المنشودة ضمن اطر مناسبة .

واشار وزير الخارجية الى ان ايران تتطلع الى اقامة علاقات افضل مع اوروبا معربا عن امله بان يختار الاروبيون اليات افضل واكثر منطقية للعالم المعاصر وان افضل الية تتمثل في احترام حقوق الشعوب .

وخاطب صالحي الاروبيين بالقول: ان التصرفات غير المنطقية والتصريحات التدخلية واتخاذ قرارات معادية لايران مثل فرض الحظر، قوبلت برد فعل من قبل الشعب الايراني ولا ريب ان مثل هذه التصرفات لن تصب في مصلحة  العلاقات الثنائية بين الجانبين .

واضاف: ان الشعب الايراني ليست له اي مشكلة مع الشعوب الاوروبية كما انه لم يلحق اي ضرر باوروبا هذا في حين  الحقت بعض الدول الاوروبية خسائر فادحة بالشعب الايراني .

واعتبر صالحي قضايا نظير مكافحة تهريب المخدرات والتعاون في مجال البيئة

والتصدي للجرائم المنظمة والارهاب بانها تشكل بعض ارضيات التعاون المشتركة بين الجانبين.

واكد وزير الخارجية ضرورة ان تبدي ايران و اوروبا اهتماما اكثر جادا بالحوار الثقافي منه الحوار بين المسلمين والمسيحيين معلنا استعداد ايران لاعتماد مواقف بناءة فيما يتعلق باستئناف الحوار مع اوروبا حول حقوق الانسان .

?