مواساة ايران للسعودية لتعزيز التضامن الاسلامي

مواساة ايران للسعودية لتعزيز التضامن الاسلامي
الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١١ - ١١:٢٨ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 25/10/2011- قال الكاتب والمحلل السياسي حسين رمال، رسائل التعزية من المسؤولين الايرانيين الى المسؤولين بالسعودية ومشاركة وزير الخارجية الايراني بمراسم تشييع ولي العهد السعودي، غير مستغربة خصوصا وان ايران تدعو دائما دول المنطقة الى مزيد من التكاتف والتعاضد والتكامل فيما بينها، والى اطار تعزيز الوحدة الاسلامية الاسلامية في هذه المنطقة.

وحول رسائل التعزية الايرانية للسعودية ومشاركة وزير الخارجية الايراني بمراسم تشييع ولي العهد السعودي في ظل التوتر الذي افتعلته اميركا في الآونة الاخيرة بين البلدين، قال رمال في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية اليوم الثلاثاء، أن ايران منسجمة مع نفسها في سياستها الخارجية، خصوصا ان ايران تدعو دائما دول المنطقة الى مزيد من التكاتف والتعاضد والتكامل فيما بينها من اجل انجاح كل مايؤدي الى تعزيز مصالح دول المنطقة والتماهي مع دولها وفق منطوق سيادي.

واعتبر ان زيارة صالحي للسعودية ليست مستغربة وليست آنية خصوصا وان ايران والسعودية هما دولتان من سنخية واحدة في هذه المنطقة، مؤكدا ان هذه الزيارة تأتي في اطار تعزيز الوحدة الاسلامية الاسلامية في هذه المنطقة من اجل ان تكون القضية الفلسطينية قضية ذات الوصلة الصحيحة لهذه الشعوب ولهذه الانظمة التي ينبغي ان تكون في بوصلة واحدة من اجل انجاح كل ما يمكن من مشاريع هذه الدول ذات السنخية الواحدة.

وراى ان التوتر الذي تريد اميركا زرعه بين البلدين عبر السيناريو الاخير الذي يتهم ايران بمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن، يأتي في سياق الحملة الغربية المغرضة التي تريد المزيد من الانقسام الاسلامي – الاسلامي خصوصا وان ايران تدعو دوما الى الخروج من موقع العروبية والفارسية.

وحول تعيين ولي عهد جديد بالسعودية، عبر رمال عن اعتقاده بأنه لن يكون سهلا مع الاخذ بنظر الاعتبار التباين العائلي في الاسرة الحاكمة، مضيفا "نحن نعلم منذ زمن بعيد بأن هناك اشكالية تدور ضمن هذه العائلة منذ ان تولى الامير نايف المسؤولية بعد وفاة الملك فهد في العام 1995 حيث تولاها وعينه تصبو الى العرش الملكي بالسعودية وبالتالي فإن هذا التباين سوف يتعزز بخلاف ماحصل مع الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الرئيس السابق لدولة الامارات العربية المتحدة حينما تولى الشيخ خليفة السلطة بشكل اكثر هدوءا".

وتابع، "ولكن حينما ننظر الى السعودية يجب ان نلتفت بشكل مباشر الى ان عملية الانتقال وعملية اختيار ولي العهد ليست امرا سهلا بل هناك اشكالية معقدة خصوصا ان شخوص القانون العام مغيبين وليس لهم اي دور لأن الدستور السعودي في الاساس ليس موجودا بل هناك عقلية حاكمة هي التي تتحكم في مسار الامور وبالتالي فإن هذا الانقسام العائلي الداخلي سوف يتعزز وسوف يتفاقم خصوصا وان كل الذين يتبوأون او يتوقون لتبوأ هذه المسؤولية ان كان على مستوى الملك او ولاية العهد كلهم طاعنون في السن".

ورأى ان "المسألة في السعودية سوف تكون اكثر تعقيدا، في ظل الحراك العربي الدائر بين الشعوب العربية والانظمة الديكتاتورية غير المتماهية مع تطلعات شعوبها، خاصة وان ابرز الوجوه لتبوأ منصب الملك بالسعودية هو الامير نايف ونحن نعلم ان نايف لديه سلطة واسعة ضمن السلطة الامنية كما ان ابنه يعمل في القوة الخاصة المتماهية مع كل تطلعاته وشبكاته وتدخلاته في كل الشؤون الامنية بالمملكة وهذا ما سوف يعزز فرضية التماهي مع الموقف الوهابي في الحد الادنى الذي يشكل عنصرا انقساميا ضمن الساحة الاسلامية".

MO-25-14:57