التشكيك بقرار إعطاء حق الانتخاب للمرأة السعودية

 التشكيك بقرار إعطاء حق الانتخاب للمرأة السعودية
الجمعة ٢٨ أكتوبر ٢٠١١ - ١١:٤٤ بتوقيت غرينتش

مازال قرار الملك السعودي بإعطاء حق المرأة في التصويت والترشيح للانتخابات يثير ردود الفعل السلبية فإضافة الى تشكيك المطالبين بالاصلاح خرج علماء دين سعوديون عن صمتهم منتقدين القرار الملكي .

 إنتقد عضو بارز بهيئة كبار العلماء في السعودية، الشيخ صالح اللحيدان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، عقب قراره منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية وحق التعيين في مجلس الشورى.

وفي لقاء مع قناة "المجد" الفضائية، نفى اللحيدان علمه بقرار الملك السعودي عبد الله قبل صدوره، قائلاً "كان بودي لو أن ولي الأمر لم يقل إنه شاور هيئة كبار العلماء أو بعضهم".

وأكد اللحيدان إنه أقدم عضو في الهيئة ورغم ذلك فإنه لم يستشر بخصوص توجهات الملك الجديدة على الإطلاق، وقال "بالنسبة لي لم أعلم بأي شيء يتعلق بقرار الملك قبل سماعي لكلمته" التي أعلن فيها القرار.

بالنسبة للشورى وما يتغلق بها كان رأي أصلاً في الشورى أن تترك لولي الأمر ولا يكون بترشيح من الناس لأن المستشار يرجع أمره وإلى المستشير، والشأن في الإسلامي أن ولي الأمر لا يفرض عليه أناس يستشيرهم ولا يحل إذا كان وضع ولي الأمر أنه يحتاج أن يفرض عليه معناه ليس أهلاً للولاية، فولي الأمر أمر الناس أن يسمعوا  ويطيعوا حتى ولو رأو أنه أخطأ، بالنسبة لي كان بودي ولي الأمر لم يقل أنه شاور هيئة كبار العلماء أو بعضهم، كان بودي أنه لم يذكر.

بعضهم أم كلهم يا شيخ صالح؟

ما كان بودي أن يذكر أحداً يقول إني رأيت هذا الأمر وإذا كان في تحريم فعلى من يرى التحريم أن يقدم في بالنسبة ما كنت أوده أنا لما سمعت الكلمة، كلمة خادم الحرمين الشريفين وما جاء في الاستشارة بدون شك أنا لم أعلم شيء قبل سماعي لكلمة خادم الحرمين الشريفين، من ظن أنه كامل الرأي فاليعرض آراءه على الخمّل ليتبين له مدى صحة رأي أو مدى الخلل الذي فيه، ومع ذلك نصيحتي لكل من رأى رأياً واطمئن إليه وارتاح له أن يعرضه على ما يعرف من كلام الله وكلام رسوله وأن يعرضه على من يثق بآرائهم وحلمهم وتوقيهم ويرى فيهم منزلة.  من جانبه عضو رابطة العلماء المسلمين الشيخ محمد الهبدان قام بحملة عبر موقعي تويتر والفايسبوك لانتقاد ومهاجمة المشاركة السياسية للمرأة من خلال دخولها إلى مجلس الشورى وتمكينها من الانتخاب والترشح في الانتخابات البلدية في دورتها القادمة، وكتب الهدبان على الفايسبوك "جمهور العلماء يرون حرمة مشاركة المرأة في مجلس الشورى .

 كما أفتى الشيخ السعودي عبد الرحمن البراك بحرمة مشاركة المرأة في الانتخابات، لأنه يشتمل على التشبه بالكفار ، معتبراً أن الانتخابات من أسوأ ما دخل على المسلمين من طرائق الكافرين وهو ما يعد رفضا علنيا لقرار ملك السعودية بالسماح للمرأة السعودية بالترشح والانتخاب في المجالس البلدية القادمة.

وقال الشيخ البراك في فتوى أطلقها على موقعه على الإنترنت، بـ حرمة مشاركة المرأة في مبايعة الإمام، أو تنصيبها مستشارة له ، وأفتى كذلك بـ حرمة اعتماد نظام الانتخاب لاختيار المرشح للرئاسة أو عضوية مجلس من المجالس القيادية .

وأضاف أن المرأة لا شأن لها في البيعة، وليس من حقها المشاركة في مبايعة الإمام . وتابع ما عُرف حق للمرأة في البيعة بمعنى الاختيار والانتخاب، ولا تنصيبها مستشارة في قضايا الأمة إلاّ في عهود الإستعمار، وظلام الإحتلال .

ورأى البراك أن نظام الانتخاب، وهو نظام فاسد لم يُبنَ عند الذين أخذوا به من المسلمين في هذا العصر على نظر شرعي ولا عقلي، وهو دخيل عليهم من أعداء الإسلام بسبب احتلالهم أرضهم والإعجاب بطرائقهم . وأفتى بحرمة الانتخابات لأنها تشتمل على التشبه بالكفار، ولهذا فهم يرضونه منا، ويدعوننا إليه، ويفرحون بموافقتنا لهم فيه ، بالإضافة إلى إرتكاز نظام الانتخاب على الدعاية وشراء الأصوات والدعاوى الكاذبة .

وقال البراك إن الإنتخابات من أسوأ ما دخل على المسلمين من طرائق الكافرين في شأن المرأة ، مشيراً إلى أن هذا كان موضع اهتمام الأمم والهيئات الكافرة، لما يعلمونه من عظم تأثير ذلك في تغريب مجتمع المسلمين وتغييره بسلب خصائصه، كما عُلمت هذه الحقيقة من واقع البلاد التي وقعت تحت وطأة الاستعمار .

  قد لايعني النظام السعودي إرضاء المطالب الإصلاحية بعد موجة التصفيق الأميركي والاوروبي الرسمي للقرار الملكي، لكن أن يخسر تأييد علماء الوهابية وهو الساعي لدعهم وفتواهم في وجه أي حراك شعبي محتمل، فهذا ما يؤرق دولة آل سعود، رغم أن القرار الملكي حاول الإيحاء للرأي العام بأن الإصلاح قائم؟