إعتداء علي باحث إسلامي كندي

إعتداء علي باحث إسلامي كندي
الإثنين ٣١ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:١٥ بتوقيت غرينتش

أكدت قناة الأنوار 2 الفضائية في تقرير لها من المدينة المنورة، أن عناصر من "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعة لوزارة الداخلية السعودية، إعتدت بالضرب الوحشي والدامي على الباحث الإسلامي والرادود الحسيني أسامة العطار المواطن الكندي من أصول عراقية فجر أمس الأحد في مقبرة "جنة البقيع " في المدينة المنورة .

وقال تقرير قناة الأنوار 2 الفضائية "إن نحو 15 إلى 20 شخصاً من عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تراقب الحجاج وتفرض عليهم الإلتزام بتعاليم تحرم زيارة المراقد المقدسة، هاجمت الباحث الإسلامي والرادود الحسيني الشهير أسامة العطار أمام نحو 500 حاج كانوا في المكان، وكانوا يصرخون "حرامي.. حرامي" للتمويه على عملية الإعتداء ، بينما كان العشرات من أعضاء بعثة الحج الكندية يصرخون طلباً للمساعدة لإنقاذ حياته وهم يشاهدون "العطار" والدماء تنزف من رأسه من شدة الضرب.

ونقلت قناة الأنوار 2 الفضائية عن شهود عيان من الحجاج البريطانيين كانوا في مقبرة "البقيع" التي تضم رفات أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام وعدداً كبيراً من خيرة أصحاب النبي المكرم "إن الأستاذ الباحث الإسلامي العطار كان يقرأ زيارة الأئمة الأطهار، وفجأة قام نحو 20 شخصاً من عناصر "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الوهابية المتطرفة بالهجوم عليه وهم ينادون في البداية "كافر.. كافر" ولما احتج الحجاج الذين كانوا في المكان على هذا الإتهام وحاولوا إنقاذه صاح أعضاء "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "حرامي... حرامي" للتغطية على جريمتهم وتبرير ضرب العطار الذي غطى الدم وجهه وملابسه البيضاء التي كان يلبسها، وتم اقتياده إلى مكان مجهول ".

ووفق شهود عيان " فإن جموع الحجاج في المكان هتفوا "الله اكبر.. الله اكبرعلى الظالمين" احتجاجا على ماشاهدوه من اعتداء وحشي بحق حاج يزور مراقد أهل البيت عليهم السلام في "جنة البقيع" التي لاتبعد سوى مئتين متر فقط من قبر الرسول الاكرم (ص)  وحضرت قوات مكافحة الشغب المتواجدة بالقرب من المكان وفرقوا الحجاج بعد تهديدهم وتم الإعتداء على العديد منهم بالهراوات ".

وعلمت قناة " الأنوار 2 الفضائية، أن الحكومة الكندية سارعت بعد ساعات من الحادث بالإتصال بالخارجية السعودية للإحتجاج على هذه الجريمة عبر سفاراتها في الرياض، ولكنها حتى ظهر اليوم الإثنين لم تحصل على جواب من السلطات السعودية على ما حدث لمواطنها العطار .

من جانبها أصدرت المنظمة الإسلامية للدفاع عن حقوق الإنسان في بريطانيا، بياناً أدانت فيه الإعتداء الوحشي على الباحث الإسلامي أسامة العطار وطالبت السلطات السعودية بإطلاق سراحه فوراً ومحاكمة المتورطين في هذه الجريمة .

وأكد حجاج كنديون لقناة الأنوار 2 الفضائية العراقية، أن العطار وهو متخصص في مجال "البحوث في أمراض  السرطان" كان من الناشطين لتأييد ثورة الشعب البحريني وقاد تظاهرات في مدينة "فانكوفر" الكندية، تندد بالإحتلال السعودي للبحرين.

يذكر أن "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي يطلق عليها المواطنون السعوديون اسم "هيئة الأمر بالمنكر" في إشارة إلى جرائمها بحقهم، تعتبر أحد أدوات وزارة الداخلية السعودية في مراقبة المواطنين والحجاج، وسجلها حافل بالإعتداء على مواطنين سعوديين والتسبب بقتلهم، بالإضافة إلى أن لها دوراً أمنياً قاسياً في مراقبة الحجاج والمعتمرين المسلمين والتعرض إليهم وفرض أحكام المذهب الوهابي عليهم بالقوة والإكراه، وخاصة في منع الحجاج من زيارة المراقد المقدسة، وتحظى هذه الهيئة بدعم مباشر من وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز الذي أسند إليه منصب ولاية العهد في نهاية الأسبوع الماضي وذلك لمساهمتها في أداء دور "المخبر" و"رجل الأمن" في الحياة اليومية للمواطنين. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد أمر بزيادة ميزانية هذه الهيئة "200 مليون دولار" إضافي في شهر مارس/آذار الماضي، بالتزامن مع ازدياد دعوات المعارضة السعودية المطالبة بمزيد من الحريات السياسية والإعلامية ضمن ظاهرة الصحوة الإسلامية وربيع الثورات الذي شهدته دول عربية عديدة أسقطت فيها شعوبها أنظمة ديكتاتورية على غرار النظام السعودي، كما حدث في مصر وتونس وليبيا وما يجري حالياً في اليمن والبحرين .

وعلي صعيد متصل أعلنت وکالة أنباء فارس للأنباء أن السلطة السعودية اعتقلت مأة وخمسين حاجاً إيرانياً في مطار المدينة المنورة؛ بحجة أن التأشيرات التي أخذت لهم من القنصلية السعودية في مدينة مشهد المقدسة الإيرانية کانت مزورة.