مفتي سورية ينتقد مجلة دير شبيغل لتحريف حواره

مفتي سورية ينتقد مجلة دير شبيغل لتحريف حواره
الأربعاء ٠٩ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

انتقد مفتي سورية الشيخ احمد بدر الدين حسون مجلة دير شبيغل بسبب تحريف حواره حول الاحداث في بلاده. وقال إنها اجتزأْتها بصورة سلبية.

وفي بيان للشيخ حسون ذكر أنه قال في الحوار، لو أن المعارضة قَدمت برامجها لتقنع الشارع السوري بأن ما لديها خير من الوضع القائم ولم تستعملِ السلاح والقتل لكان الرئيس الاسد أول من يعود الى تخصصه الطبي في جراحة العيون.

وجاء في نص البيان المنشور كما أورده الموقع "في حديثنا الذي أجراه الدكتور إيريك فولاذ والذي استمر لساعتين كنا نهدف من ذلك الحوار إيصال الكلمة الواضحة لما يحدث في سورية ورداً على كل المواقف والكلمات التي حورت وزوّرت وأجتزا منها ليخدم غاياتٍ معينة ويعطي عكس ما نود إيصاله عن الأوضاع في سورية وعن موقفنا الديني من هذه الأحداث على مستوى العالم العربي والعالمي، ولكن ما يؤسفنا أن مجلة دير شبيغل قد اجتزات الحديث المسجل لمدة ساعتين واختصرته بمدة خمسة عشرة دقيقة فقط بل وحورت بعض الأجوبة من شكل إيجابي إلى جواب سلبي".

واشار البيان: "فكم هو بعيد عما أجتزئته دير شبيغل والدكتور إيريك في جواب لا يتجاوز العشر كلمات والتي جاء فيها بإعتقادي أن الرئيس ليس متعلق جداً بالرئاسةَ، وكما ذكرته بعض القنوات الإعلامية "أن الرئيس الأسد سيتنحى عن السلطة بعد الإصلاحات".

وصرح : "في جوابٍ أخر كنا نتحدث عن من يحمل المسؤولية مما يجري في الوطن وفي تصحيح الأخطاء وفي إيصال سورية إلى شاطئ الأمان والخروج من الفتنة وسفك الدماء فكان الجواب أن كل مواطن في سورية مسؤول في موقعه عن إنقاذ الوطن ويتحمل جزءاً من المسؤولية لما حدث من تجاوزات فالحكومة مسؤولة والمفتي مسؤول والرئيس مسؤول لأن سورية أمانة عندنا جميعاً لنعيدها إلى واحة السلام".

وحول قضية الاستشهاديين وما قال الشيخ حسون في هذا المجال جاء في البيان: "في قضية الاستشهاديين والتي أثارت جدلاً واسعاً في المواقع الإعلامية فقد وضحت للدكتور إيريك في الجواب عن ذلك الجدل بل وأكدت على أن يفهمه بوضوح من خلال الترجمة الدقيقة والتي أعادها عليه المترجم مرتين وأيضاً بعد سفره أتصل ليستشير بالجواب فصححنا له بالقول أننا لم ولن ندع الناس ليكونوا إستشهاديين ولم نرحب ولا نريد بأن يتحول الناس إلى إستشهاديين، وما كان في الكلمة التي ألقيتها أمام وفدٍ لبناني، وليس كما ذكر الدكتور إيريك أنها كانت في كلمة رثاءِ ولدي سارية المقصود منه إلى أن أوروبا إذا قصفت سورية ولبنان فإن الناس ستكون ردة فعلهم شديدة وفي كل أنحاء العالم وليس في منطقتنا وليس من دين معين أو جماعةٍ معينة فالظلم يؤدي إلى تحول الناس إلى إستشهاديين أو إنتحاريين كما تسميهم بعض الجهات، لذلك كنت أنبه أن لا تعتدوا علينا فنحن لم نعتد عليكم ودعونا نحل مشاكلنا بيننا، فحوّرَ هذا الجواب بل ووضع في مقدمة المقال ليكون واجهةً سلبيةً للمقال".

واضاف البيان: "وقد تسائل بعض الأخوة في قنوات الإعلام والانترنت بقولهم: "إلى متى تبقى أجوبة المفتي مثيرة للجدل وجوابي حتى يكون الناقل صادقاً فيما ينقل وأميناً فيما يسمع وملتزماً بأدب وأخلاق وقوانين الإعلام الصادق في النقل والتثبت والبحث وهذا ما عرفته وما عرفه الكثير من استقراء التاريخ كيف حُوّر وزُوّر كثيرٌ من الأحاديث التي تكلم بها الأنبياء والقادة والمصلحون الذين أرادوا خدمة البشرية والحفاظ على قداسة الله وكرامة الإنسان، فحولت هذه الأهداف وهذه الكلمات عند أصحاب الأهواء والطوائف والمذاهب التي فرقت الإنسانية وحولت رسالات السماء التي تدعو إلى المحبة والإخاء إلى دعوات فرقةٍ وخصام بين أبناء الإنسانية ولتوصلهم إلى هلاك بعضهم البعض. ومثالٌ على هذا التحريف ما بثته قناة العربية تعليقاً على حديثي مع مجلة دير شبيغل - حيث قالت أن مفتي سورية يقول: لو أن محمداً أمرني أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت بمحمد - بالله عليكم أيقول هذا الكلام عاقل وقد رددته عدة مرات إعلامياً وقلت لم اقل هذا الكلام وهم يصرّون على كذبهم فانظروا رعاكم الله".

واردف البيان قائلا : "فأرجو من كل من يسمع ويقرأ حديثاً ينسب إلى قائدٍ أو عالمٍ أو  مفكر  أو أي إنسان أن يتأكد من صحة النقل وعدم اجتزاء الأقوال وعدم تحريف المعاني وأنا أعلم أن هذا الرجاء لن يجد مكاناً له في كثير من وسائل إعلام الفتنة والتي نشرت كثيراً مما لم أقله ونسبته إليَّ، وحوّرت وزوّرت فأرسلنا لهم تنبيهاً وتصحيحاً وتوضيحاً فلم يغيروا شيئاً ولم يصححوا ما أخطأووا به لأنه لا يخدم أجنداتهم وغايتهم".

ودعا البيان مجلة دير شبيغل والدكتور إيريك الى أن "ينقل الحديث الذي استمر ساعتين كما تكلم به الشيخ حسون وهو مسجل وموثق لديه ولدينا أيضاً".

وختم البيان قائلا : "حمى الله سورية والبلاد العربية والإسلامية والإنسانية من كل من يريد الظلم والطغيان والحروب, وممن يريد للإنسان أن يقتل أخاه الإنسان ويجعل منه عملاً مقدساً, لأننا نرى في شريعتنا السمحاء أن لا قداسة في قتل الإنسان أياً كان هذا القاتل إلا في حدود الله التي حددها ولم يسمح لأي أحد أن يقوم بها إلا عن بينةٍ واضحةٍ وليس ظناً, لأن الدماء مصونةً عقلاً وشرعاً وكرامة".