غازات خانقة» تُحاصر المعامير والنويدرات بالبحرين

غازات خانقة» تُحاصر المعامير والنويدرات بالبحرين
الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٩:٤٩ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة الوسط البحرينية انها تلقت سيلا من الاتصالات من اهالي المعامير والنويدرات يشكون فيها من الغازات الخانقة التي تحاصر منطقتهم.

واضافت الصحيفة نقلا عن الاهالي هناك ان الغازات السامة تتسرب الى داخل منازلهم ما دفع بالكثير منهم الى مغادرتها، مؤكدين ان عددا من الاطفال نقلوا الى المستشفى بعد ان اصيبوا بالاختناق بسبب تلك الغازات.

واشار بعض السكان الى ان مصدر هذه الغازات هو المصانع التي شيدت قرب الاحياء السكنية في منطقتي المعامير والنويدرات والتي تعمل بشكل مستمر.

واكد مختصون للصحيفة ان استمرار هذه المصانع يهدد حياة السكان هناك.

و قالت زهرة خليل (22 عاما) من المعامير: «الروائح تملا المكان منذ مساء امس الاول (السبت)، ولا حل امامنا سوى مغادرة المنزل»، وفيما كانت تتحدث الى «الوسط» كان طفلها الرضيع يجهش بالبكاء.

وتابعت حديثها «طفلي الرضيع حسين (5 اشهر) يصرخ بسبب عدم قدرته على التنفس، ويوم امس اضطررنا الى وضع الاكسجين على انفه وفمه لمساعدته على التنفس فيما كانت روائح الغازات منتشرة في ارجاء المنزل».

وواصلت خليل حديثها بحرقة: «هذه ليست المرة الاولى، قبل فترة بسيطة نقلت طفلي الى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، وظل هناك لعدة ايام، وقد ابلغني الاطباء انه يعاني من ضيق في التنفس، والغازات التي يستنشقها في المنطقة بسبب المصانع ستزيد من سوء حالته».

وناشدت خليل المعنيين ضرورة التدخل لحل هذه المشكلة التي يضج منها الاهالي بشكل يومي، والتي تهدد حياتهم، والكثير منهم بات يعاني من الامراض بسبب هذه الروائح.

كما تحدث عبدالمنعم السعيد (45 عاما) يعيش في المعامير مع 7 من افراد عائلته، الى «الوسط» وهو في حالة من الانفعال «غازات المصانع الخانقة تحاصرنا في كل مكان، وحتى منازلنا لم تسلم منها، لا نعلم ماذا نفعل، فالجلوس داخل المنازل لم يعد وسيلة للهروب من قسوة هذه الغازات».

وفيما تحدث عن ان الغازات تنبعث نحو الاحياء السكنية في المعامير والنويدرات بشكل مستمر لفت الى ان «الرائح انبعثت بشكل اقوى بدءا من مساء السبت، وهو ما اضطرنا الى الخروج من المنزل».

وطالب السعيد الجهات المعنية بالتدخل بشكل جدي لايجاد حل لوقف انبعاث الغازات نحو الاحياء السكنية، وقال: «الوضع البيئي خطير، وعلى المسئولين القيام بجولة في المنطقة لمعرفة حقيقة الماساة التي يعيشها الاهالي بسبب غازات المصانع».

وقد رصدت لجنة «بيئيو المعامير» الشبابية ، خلال الفترة الماضية على رصد معاناة الاهالي بسبب تدهور الوضع البيئي في المنطقة، وخصوصا ما يتعلق بانبعاث الغازات من المصانع القريبة، وقال عضو اللجنة جاسم حسين ال عباس: «ان الغازات لم تتوقف عن الانبعاث باتجاه النويدرات والمعامير، ونتلقى شكاوى من الاهالي بشكل متكرر، ومصدر هذه الغازات بلا شك المصانع القريبة من المنطقة».

واضاف «نجهل سبب انبعاث هذه الغازات، لكن قد تكون هناك عمليات صيانة في المصانع القريبة، وهو امر يتكرر في كل عملية صيانة، وقد كان الوضع ماساويا مساء امس حين انبعثت روائح خانقة من مداخن المصانع باتجاه نويدرات والمعامير».

«بيئو المعامير» عمدت خلال الفترة الماضية لربط انبعاث الغازات من المصانع بالاثار الصحية على الاهالي، وخصوصا ما يتعلق بانتشار مرض السرطان، اذ ذكر ال عباس «رصدت اللجنة خلال الفترة من 1989 حتى 2008 وفاة 120 شخصا في المعامير ونويدرات بسبب مرض السرطان، ومن بين هذه الاعداد رجال ونساء وحتى اطفال»، واشار الى ان «عدد الوفيات يربو حاليا على 120، الى جانب ذلك هناك عدة اصابات حاليا بالسرطان في هذه المناطق، ولدينا شهادات ووثائق تؤكد ذلك».

وافاد ال عباس ان «اخر ذلك هو تسجيل اصابة بمرض السرطان لشخص في الثلاثينات من قرية العكر، وقد ثبت من خلال الفحوصات الطبية ان سبب مرضه هو احد الغازات التي تنبعث من المصانع القريبة، وقد رفع قضية للمطالبة بتعويض عما تعرض له».

وطالب ال عباس الجهات الرسمية بـ «اجراءات ملموسة ازاء هذا التلوث البيئي»، مشددا على ضرورة تنفيذ العقوبات الرادعة على المصانع التي تسبب التلوث في المنطقة، وتحدث الضرر على صحة الاهالي.