تشجيع بريطاني رسمي لاغتنام الفرصة في الكعكة الليبية

تشجيع بريطاني رسمي لاغتنام الفرصة في الكعكة الليبية
الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

كشف صحيفة الديلي تلغراف البريطانية النقاب عن دور وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في صفقة نفط مثيرة للجدل في ليبيا تضم شركة تدار من احد داعمي حزب المحافظين وعقده اجتماعا خاصا مع مندوبي الشركة المتخصصة في الاعمال الاستكشافية عن النفط -هيريتيج اويل- خلال مارس اذار الماضي وكذلك تبادله خطابات مع احد المساعدين خلال الاشهر القليلة الماضية ..علي اثرها فازت الشركة في اكتوبر تشرين اول الماضي بصفقة تقدر بعشرين مليون دولار للعمل في ليبيا ...كل هذا يثير عددا من التساؤلات المثيرة للجدل ..خاصة عن دوافع بريطانيا الحقيقية في لعب دور كبير في العمليات العسكرية في حرب ليبيا .

خيل للكثيرين ان مهمة الناتو انتهت وان دوله ستحمل عصاها وترحل عن ليبيا ..بالفعل  - ربما  - انهى حلف شمال الاطلسي عملياته في ليبيا ، لكن الوجود الغربي لم ينته بعد .. حيث تاتي الشركات الكبرى لتحل محل الطائرات الحربية...فالبلدان التي قصفت ليبيا الدولة الغنية بالنفط تسعي الان الي الحصول على عقود مربحة لإعادة الاعمار .

ففي البداية مزقت القنابل البريطانية ليبيا اربا إربا.و الآن حان الوقت لكي تجني الشركات البريطانية ثمن اعادة اعمارها مرة اخرى وتجميع اوصالها . فليبيا الان مفتوحة للأعمال الاستثمارية والتجارية ، ويجري تشجيع الشركات في بريطانيا للانضمام إلى ركب الاندفاع ومن ثم الانتفاع.

وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند قال ان ليبيا بلد غني نسبيا باحتياطيات النفط ، وتوقع أن تكون هناك فرص للشركات البريطانية ، للمشاركة في اعادة الاعمار بل انه حث المدراء التنفيذيين إلى "حزم حقائبهم" والتوجه الى ليبيا .

و بحسبة  بسيطة ..تقدر كلفة المشاركة البريطانية في العمليات العسكرية  لخلف  الناتو في ليبيا بحوالي 500 مليون دولار الا انه وفقا لتقديرات الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار ، فقد تصل قيمة عقود اعادة اعمار ليبيا ،خاصة في مجالات الطاقة الكهربائية وإمدادات المياه و الرعاية الصحية والتعليم ، إلى ما يزيد عن 300 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة. هنا ستسعي الحكومة البريطانية للتأكد من فوزها بدور قيادي في ذلك ، تماما كما فعلت في الحرب..

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ..هل يتكرر السيناريوالعراقي في ليبيا ؟

جون هيلاري ، المدير التنفيذي في منظمة -الحرب ضد العوز- الخيرية ، يري في تصريحات صحفية ان السيناريو الليبي يحمل ظلالا من عراق ما بعد الحرب ، عندما منحت شركات من الدول المشاركة في الغزو كل خيرات العراق مضيفا ان بريطانيا تدمر ، ومن ثم تحصل بعد ذلك على عقود لاعادة اعمار ما دمرته. ويري ان الامر بالنسبة لبريطانيا كان دوما هو البحث عن تلك المصالح التجارية حيث عادت بريتش بتروليوم - بي بي- وشل .الى ليبيا بعد رفع العقوبات قبل عشر سنوات فهي فرصة   لاستغلال  هذه الظروف للفوز بالكعكة كاملة علي حد تعبيره .

الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار لديها بالفعل موظفون على أرض الواقع في ليبيا ، وهم على استعداد لتلقي العقود التي ستفوز بها الشركات البريطانية. وتبدو الرغبة اكيدة في الحصول على عقود لدي شركات النفط البريطانية ، والتي ارتفعت أسهمها بعد ورود الأنباء عن محادثاتها مع الحكومة الانتقالية و شركات هندسية بريطانية  اخري   ابدت حرصا علي الوجود علي  المسرح المالي والاقتصادي الليبي .

حتى الآن ، الصراع في ليبيا يبدو وكأنه يشكل استثمارا ممتازا : 500 مليون دولار للاطاحة بالديكتاتور ، مقابل 300 مليار دولار في عقود في فترة ما بعد الحرب . الآن لاتوجد اهداف ودورس انسانية وانما تكتسب الحرب فجاة الحس الاقتصادي والمنفعي بشكل كبير .

وهكذا ينكشف الوجه الحقيقي النفعي القبيح لحملة رفعت شعار  "حماية المدنيين والانتصار لشرعة حقوق الانسان وانهاء الديكتاتورية في ليبيا " وحقيقة الامر انها لعبة .."  دمر ثم عمر "...  والفاتورة من دماء ونفط الشعب الليبي

* عزة الزفتاوي مراسلة العالم في بريطانيا