قرار مجلس الأمن والكماشة الدولية حول الثورة اليمنية

قرار مجلس الأمن والكماشة الدولية حول الثورة اليمنية
الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

دعوة مجلس الامن لتنحي الرئيس اليمني، جاءت أشبه بقرار رفع العتب عن المجتمع الدولي، فلا هو يجبر الرئيس صالح على التنحي ولا يحمي المدنيين من جرائم قواته، وكل ما أتى به هذا القرار الأممي هو فرصة لتفجير الأوضاع في اليمن بموافقة الرياض وواشنطن. هذا ما يقوله يمنيون باتوا يتخوفون على بلدهم من لعبة الأمم المحتدمة .

 لعبة الأمم ليست بالجديدة، و إنضاج القرار بشأن اليمن ما يزال بحاجة لمزيد من الوقت كالطبخ على النار الهادئة، خصوصاً أن " أصدقاء اليمن" اعتادوا النظر إلى جنوب الجزيرة العربية عبر النافذة السعودية، التي يعيش نظامها أزمة داخلية علاوة على أزمته المتعلقة بتعاظم انتشار الربيع العربي في المنطقة.. ربيع الشعوب في مقابل خريف الديكتاتوريات.

هذا ما قاله الكاتب عبد الله علي صبري الذي أضاف:  لا تريد الرياض لثورة اليمن أن تنجح في إسقاط صالح، و لا تريد واشنطن أن تنهار أجهزة النظام الأمنية التي تعمل في خدمة الأهداف الأمريكية، لذا يجب أن يبقى صالح أطول فترة ممكنة في الحكم حتي تستكمل ترتيبات نقل السلطة إلى أياد من داخل نظام صالح نفسه، وفقاً للمبادرة الخليجية و آليتها الأممية.

على هذه المساحة من الوقت يرقص صالح و يرقص معه مجلس الأمن في تناغم لا ينسجم و تطلعات الساحات الثورية، التي ضاعفت من التصعيد و روت شوارع صنعاء بدماء شبابها المسالم، لعل الخارج يلتفت إلى محنة شعب يريد الحرية التي لن تتأتى إلا بإسقاط النظام.

  وقال المحلل اليمني فارس السقاف مدير مركز دراسات المستقبل :  سنشهد في الأيام المقبلة تصعيدا عسكريا دون إعلان الحرب بشكل رسمي"،  صالح يريد "تسوية ما بعد الحرب، وليس الخضوع لثورة سلمية"،

  ويقول المحلل في مركز "بروكينجز" في الدوحة إبراهيم شرقية "إن قرار مجلس الأمن ضعيف ومخيب للآمال، لكنه غير مفاجئ لأنه يشكل بكل بساطة دعما دوليا للاعبين الأساسيين في الأزمة اليمنية، واشنطن والرياض".

وبحسب شرقية فإن القرار في جوهره لا يشكل تدويلا بل دعما للمبادرة الخليجية، وهو "نتيجة للاستراتيجية الأمريكية والسعودية التي تتمثل في ترميم النظام وليس تغييره، أي رحيل صالح وليس نظامه، فمن جانب، تتشكك واشنطن تجاه المعارضة اليمنية التي يسيطر عليها الإسلاميون ولا تريد تغييرا جذريا للنظام الأمني في ظل الحرب المستمرة مع القاعدة، أما الرياض، فلا تريد نجاحا لثورة شبابية على حدوها الجنوبية".

  تطلع الثوار اليمنيون لاغاثة دولية والخروج من فكي الكماشة السعودية الاميركية، فتبين أنها محكمة حتى على القرار الدولي، خيبات أمل كبيرة والغبطة تغمر الاميركيين والسعوديين وعلي صالح لكن من سيضحك أخيراً؟؟ سؤال يجيب عليه الثوار اليمنيون في ساحات المدن اليمنية التي تضج بهم.