النظام العسكري العالمي الجديد و تأثير سوريا

النظام العسكري العالمي الجديد و تأثير سوريا
الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٧:٣٢ بتوقيت غرينتش

نشرت المواقع الالكترونية التابعة للناشطين والجماعات والمنظمات المدنية المناهضة لحلف الناتو تقريراً تحليلياً حمل عنوان (سوريا: بوابة الغرب الاستراتيجية من أجل التفوق العسكري العالمي)، هذا وتجدر الإشارة إلى أن التقرير التحليلي تم إعداده بواسطة ريك زوف الخبير في شؤون الحلف، وبرغم صدوره اليوم الثلاثاء 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م، فقد شهد تداولاً مكثفاً بواسطة المواقع الالكترونية: فما هي طبيعة أهمية تأثير العامل السوري على معادلة التفوق الاستراتيجي العسكري العالمي بالنسبة للبلدان الغربية وحلف الناتو؟

* تقرير ريك زوف التحليلي: توصيف المعلومات

يقع تقرير الخبير ريك زوف في ثلاثة صفحات من القطع المتوسط، وتم نشر التقرير التحليلي صباح اليوم على موقع أوقفوا حلف الناتو، وتضمن النقاط الآتية:

•    علقت الجامعة العربية عضوية سوريا في يوم 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م، وذلك على غرار ما فعلت مع ليبيا في يوم 22 شباط (فبراير) 2011م الماضي.

•    سعت سوريا والجزائر إلى معارضة إجراءات الجامعة العربية ضد ليبيا، ولكنهما كفتا عن المعارضة لصالح الإجماع العربي الذي تكون داخل الجامعة بفعل تكتل  السعودية ـ قطر ـ البحرين ـ الكويت ـ الإمارات ـ سلطنة عمان ـ الأردن ـ المغرب.

•    سعت مؤخراً كل من الجزائر ولبنان واليمن لجهة التصويت ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، مع امتناع العراق لأسباب خاصة.

•    تقول التسريبات، بأن دول مجلس التعاون الخليجي الستة (السعودية ـ الكويت ـ قطر ـ الإمارات ـ سلطنة عمان ـ البحرين) إضافة إلى الأردن والمغرب، إضافة إلى ليبيا، سوف تسعى مجتمعة خلال المراحل القادمة لجهة استهداف عضوية الأطراف العربية الآتية:

1 ـ لبنان: تصعيد الذرائع المتعلقة بملف المحكمة الدولية إضافة إلى القرارات الدولية السابقة، سوف تشكل مجتمعة عناصر الملف الذي سوف تتم عملية بنائه لاستهداف عضوية لبنان.

2 ـ  اليمن: استخدام التطورات المتعلقة بتصاعد العنف السياسي كوسيلة لبناء ملف استهداف اليمن.

3 ـ الجزائر: تجري حالياً فعاليات إدخال الجماعات والعناصر المسلحة إلى داخلها، وعندما تنفجر الأوضاع سوف يتم استخدام ملف العنف السياسي كوسيلة لاستهداف عضويتها.

•    توجد حالياً أربعة دول عربية ذات علاقات مؤسسية قوية مع البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) وحلف الناتو، وهي: قطر والإمارات المتحدة إضافة إلى المملكة الأردنية ـ المملكة المغربية.

•    بنود مبادرة تعاون اسطنبول الخاصة بحلف الناتو، التي أسفرت عن ارتباط قطر والإمارات بحلف الناتو.

•    المملكة المغربية والإمارات العربية هما الدولتان العربيتان اللتان دخلتا في شراكة عملية عسكرية مع حلف الناتو، وحالياً تساهم الدولتان بالقوات في بعثة الناتو العسكرية في أفغانستان.

•    بعد إنفاذ عملية اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي، زار الجنرال راسموزين الأمين العام لحلف الناتو ليبيا، والتقى بقيادة المجلس الوطني الانتقالي، حيث تم الاتفاق على قيام الروابط وعلاقات التعاون بين حلف الناتو وليبيا.

•    التعاون بين حلف الناتو وليبيا سوف يتضمن قيام حلف الناتو بالإشراف الكامل على تأهيل وتدريب وتسليح قوات الجيش الليبي الجديد، وفق برامج إعداد على غرار برامج الناتو العسكرية إزاء قوات الجيش العراقي الجديد، وقوات الجيش الأفغاني الجديد.

•    ارتباط ليبيا المؤسسي بحلف الناتو سوف يبدأ خلال الفترة القادمة بإدخال ليبيا كطرف في ما يطلق عليه تسمية "حوار الناتو المتوسطي"، وهو الشراكة التي تضم كل من المغرب ـ مصر ـ تونس ـ الجزائر ـ موريتانيا ـ الأردن وإسرائيل، ضمن إطار حلف الناتو.

تشير المعطيات الجارية إلى أن اكتمال هذه الحلقات، يتوقف على مدى قدرة حلف الناتو من القضاء على ثغرة سوريا ـ لبنان، وحالياً تتمركز سفن حلف الناتو الحربية باتجاه السواحل اللبنانية والسورية، وذلك على أمل أن يتم حسم الاحتجاجات السورية باتجاه انهيار دمشق ثم القضاء على المقاومة اللبنانية وضم سوريا ولبنان إلى حلقات حلف الناتو، ومن ثم يكون البحر الأبيض المتوسط قد أصبح بحيرة حصرية لحلف الناتو.

* النظام العسكري العالمي الجديد: تأثير الحلقة السورية

على أساس اعتبارات خارطة الانتشار العسكري الكلي، يمكن ملاحظة الآتي:

•    تقع سوريا في منطقة تقاطع القيادات العسكرية الأميركية الإقليمية الأكثر حساسية، وهي: القيادة الأوروبية ـ القيادة الوسطى ـ القيادة الأفريقية.

•    جميع خطوط حلف الناتو وأيضاً الخطوط الأميركية تقوم على أساس اعتبارات أن الممر الاستراتيجي السوري هو العامل الحاسم لجهة تحقيق التفوق العسكري الجيو ـ استراتيجي في كافة مسارح العمليات في مناطق الشرق الأدنى وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، والبحر الأحمر وصولاً إلى القرن الأفريقي إضافة إلى مناطق الجزيرة العربية والخليج " الفارسي" وآسيا الوسطى والبحر الأسود ومناطق القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي.

•    إن عدم إدماج الممر الاستراتيجي السوري ضمن خارطة السيطرة العسكرية الجيو ـ استراتيجية الأميركية ـ الغربية سوف يخلق ثغرة ونافذة انكشاف بالغة الخطورة في كافة الحسابات المتعلقة بالتوازن الاستراتيجي العسكري العالمي، وذلك لأن الممر الاستراتيجي السوري، يتيح الوصول السريع إلى كافة المناطق الاستراتيجية  المحيطة به.

 سوف تستمر الضغوط المكثفة بواسطة الولايات المتحدة الأميركية  وبلدان حلف الناتو، وشركائهما الشرق أوسطيين والخليجيين، من أجل إنجاز سيناريو انهيار دمشق، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى جعل الممر السوري متاحاً لحلف الناتو، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن الممر السوري سوف لن يشمل أراضي الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية وحسب، وإنما سوف يشمل الأراضي الفلسطينية، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن الزعيم الفلسطيني محمود عباس قد انخرط في تفاهمات أكد من خلالها موافقته بأن تتولى قوات حلف الناتو المسؤولية عن ما أسماه بـ"حماية الأراضي الفلسطينية". الأمر الذي يعني بكلمات أخرى نشر الحلف لقواته وقدراته العسكرية في الأراضي الفلسطينية!

 *الجمل