إبقاء جزء من الجيش الاميركي المنسحب من العراق في الكويت

إبقاء جزء من الجيش الاميركي المنسحب من العراق في الكويت
الإثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١١ - ١٠:٥١ بتوقيت غرينتش

في إطار تجييشها ضد إيران وتخويف الدول المحيطة منها أعدت الإدارة الأميركية خططا ترمي إلى بيع الإمارات العربية المتحدة قنابل مضادة للتحصينات لزيادة الضغط على إيران كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

هذه القنابل يفترض أنها قادرة على تدمير تحصينات وأنفاق أو أهداف أخرى للدفاعات المعززة، ما قد يجعلها فعالة ضد المنشآت النووية المحتملة التي تخفيها إيران، بحسب "وول ستريت جورنال" التي لم تكشف مصادرها.

 وأضافت الصحيفة أن العرض المقدم للإمارات العربية المتحدة، والذي سيتناول بيع 4900 "قطعة ذخيرة تستخدم في هجمات مباشرة" كحد أقصى وأسلحة أخرى، سيعرض على الكونغرس في الأيام المقبلة.

 وخلال السنوات الأخيرة، وقعت إدارة باراك أوباما عقود تسلح مهمة مع حلفائها في الدول الخليجية في مبادرة ترمي إلى تضييق الخناق الضغط على إيران.

وبالمقابل تبقي الولايات المتحدة الأمريكية على أربعة آلاف جندي من الوحدات القتالية لجيشها في الكويت كقوة احتياطية حتى بعد انسحابها من العراق.

  وذلك بعد أن أعلن مسؤولون أمريكيون في وزارة الدفاع عن أن واشنطن تتفاوض مع الكويت لنشر عدد أكبر من القوات القتالية على أراضيها لمواجهة أي تهديد إيراني محتمل، أو تدهور للأوضاع في العراق.

  ونقل عن قادة اللواء القتالي الأول التابع لفرقة الخيالة الأولى قولهم إن هذه القوة ستكون احتياطية في المنطقة لتأمين أقصى درجات المرونة لمواجهة أي طارىء ومن أجل اظهار التزامنا باستقرار وأمن المنطقة وكذلك العلاقة القوية التي تربطنا بشركائنا الإقليميين".  

  والتساؤل يبقى عن الهدف الحقيقي من إبقاء القوات الأميركية في الكويت وتسليح دولة الإمارات العربية بقنابل قادرة على تدمير التحصينات الإيرانية كما زعمت الصحيفة الأميركية. والتي سبقتها قبل أشهر مناورات عسكرية أميركية مشتركة مع دول مجلس تعاون الخليج الفارسي وفي دولة الإمارات العربية تحديدا.

بدأت في دولة الإمارات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وبحضور سبع دول أخرى بصفة مراقب، المناورات هي تحت عنوان تصميم النسور 2011 تستمر أسبوعن، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المجلس والقيادة الأميركية المركزية وقالت صحيفة الناشيونال الصادرة باللغة الإنكليزية في أبو ظبي قالت إن المناورات ستكون برية وبحرية وجوية، وقال قائد القيادة المركزية الأميركية إن مشاركة الولايات المتحدة في المناورات تهدف إلى إظهار التزامها تجاه أصدقائها في دول مجلس التعاون للحفاظ على الأمن الإقليمي.

 هذه المنارات تكشف وعلى لسان المفكر الكويتي عبد الله النفيسي أنها جزء من أهداف الولايات المتحدة من تشكيل مجلس التعاون لمواجهة إيران.

 لو عدنا بالذاكرة إلى سنة 79..80 للاحظنا أن الحدث الأكبر الذي حصل في تلك الفترة هو حدث الثورة الإيرانية سقوط نظام الشاه وبروز الخميني والنظام الإيراني الجديد، الذي يتخذ من الإسلام دليل نظري يستشهد به بصيغته الإثني عشرية، الولايات المتحدة وبالأخص هرل براون وهو وزير الدفاع في ذلك الوقت طلب من البيت الأبيض ومن مجلس الأمن القومي أن يعاد النظر في السياسة الأميركية على ضوء حدث الثورة الإيرانية، لأن هذا معطى جديد أدى إلى تحولات في المشهد الخليجي، ولذلك ابتدأ هرل براون وبرجنسكي وهو كان مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر ابتدعوا فكرة توحيد سياسية سريع تحت مظلة سياسية سريعة سريعة النصب والإقامة في المنطقة لتحقيق مشروع عسكري أميركي، شبكة مترامية من القواعد العسكرية، وجاؤوا إلى المنطقة إثر الثورة الإيرانية وأسست مشروع عسكري في المنطقة أسموه وهذا وارد في مذكرات بريجنسكي أسموه الــ سي 3، الكوماند 3 لأن الحد الاستراتيجي المركزي للولايات المتحدة الأول هو أرض الولايات المتحدة، والحد الاستراتيجي المركزي الثاني هو منطقة أوروبا ويقوم فيها الحلف الأطلسي، الحد الاستراتيجي المركزي الثالث للولايات المتحدة هو الـ سي 3 الكوماند 3 الذي هو منطقة الخليج، ولذلك هذا المشروع في تصوري كان منبته أميركي ويستهدف تحقيق مصلحة أميركية.

ولأن مجلس تعاون دول الخليج الفارسي بالأصل كان مشروعا أميركيا ومصلحة أميركية لمواجهة الثورة الإسلامية في إيران كما يقول هذا المفكر الخليجي فإن الاستحقاقات الأميركية اليوم تقتضي أن تحاول واشنطن استخدام بعض دول هذا المجلس لمواجهة إيران وتطورها وبرنامجها النووي السلمي . صورة لا يمكن لأحد أن يقلبها مهما كانت المحاولات والتهويلات.