السيد نصرالله: نرفض الإعتراف بشرعية المحكمة وتمويلها

السيد نصرالله: نرفض الإعتراف بشرعية المحكمة وتمويلها
الخميس ٠١ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

جدد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التأكيد أن المحكمة الدولية هي محكمة غير شرعية وغير دستورية وأنها محكمة أميركية وإسرائيلية هدفها النيل من المقاومة، مؤكداً انه "كنا وما زلنا نرفض أي شكل من أشكال تمويلها أو التعامل معها".

وفي خطابه الذي ألقاه في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس، لفت سماحته الى أننا لسنا موافقين على ما قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة تمويل المحكمة من الهيئة العليا للاغاثة لكننا لن نقوم بمشكلة وسنغلب المصلحة الوطنية.

وقال "أنا أخالف منطق الرئيس ميقاتي حول اعتباراته، فالمحكمة غير دستورية وغير شرعية وعدم تمويلها لا يمس طائفة"، معتبراً أن "ميقاتي أحرج نفسه كثيرا عندما ألزم نفسه بتمويل المحكمة بمعزل عن رغبة مجلس الوزراء رغم علمه بأن أكبر عدد من الوزراء يرفض التمويل".

وقال سماحته في هذا الجو أخذ رئيس الحكومة قرارا على مسؤوليته بتمويل المحكمة من أموال الهيئة العليا للاغاثة، وما فهمته اليوم ان هذا المال هو عبارة عن هبات من افراد ودول للهيئة ومنه يتم تمويل المحكمة.

وأكد سماحته ان "رئيس الحكومة الذي تحدث عن العدالة وإحقاق الحق هو الآن أمام إمتحان إنصاف الضباط الاربعة من خلال وضع ملف شهود الزور على جدول أعمال مجلس الوزراء لإنصاف هؤلاء الذين من بينهم إثنان من الطائفة السنية، متسائلاً "أليس مقتضى العدالة والوطنية والإنتماء الطائفي أن يحسم هذا الموضوع؟".
وشدد السيد نصر الله على ضرورة دخول الحكومة في مرحلة الانتاجية وعدم تقطيع الوقت والمراهنة على الاحداث، مؤكداً تأييد حزب الله "جميع مطالب الإصلاح والتغيير المنطقية والصحيحة"، آملاً "مواصلة العمل في الحكومة لأن المصلحة الوطنية الكبرى كانت دائما فوق كل اعتبار". 

وكشف الامين العام لحزب الله عن مزيد من الحقائق والمعلومات عن الصفقة التي عرضت على المعارضة السابقة مقابل إعادة سعد الحريري لرئاسة الحكومة ومنها اسقاط المحكمة وتحديدا وقف التمويل وسحب القضاة والغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة على ان يعقد مؤتمر لوزراء خارجية عدة دول في انقرة وبعده مؤتمر في باريس برئاسة الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي وحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لمباركة الاتفاق.

الأمين العام لحزب الله دعا للتعقل والهدوء وتجنب التحريض الطائفي والمذهبي، داعياُ تيار المستقبل للكف عن السياسة الإعلامية المتبعة، منبهاً من خطورة التحريض المذهبي الذي يعتمده، مؤكداً أنهم "يستغلون أحيانا أحداثا ليوجهوا اتهامات لإحداث فتن مذهبية".

وكذب السيد نصرالله مزاعم نواب المستقبل عن تسليح مجموعات في طرابلس. وقال حلفاؤنا في الشمال هم قوى سياسية مناضلة ولها تاريخها. وهم قوى شعبية حقيقية بالرغم من المواجهة الشرسة التي وجهت ضدهم ودفع مئات ملايين الدولارات في الحملات الانتخابية.

ولفت الى أن هؤلاء أحرص الناس على مدينتهم ودعا قيادة المستقبل الى أخذ عبرة عبر تقييم داخلي عن حجم المشاركة الشعبية التي لم تكن بالحجم المطلوب في مهرجانهم الاخير في طرابلس. وقال السيد نصرالله "اذا كان أحد يخطط للدخول في معركة معنا من خلال المراهنة على تطورات إقليمية لإستئصالنا فهم واهمون ويستطيعون أن يعرفوا من الآن نتيجة المعركة".

وأكد "نحن قوم لا يرهبنا هذا التحريض ولا يقدم ولا يؤخر ويجب ان لا يغيب عن بال هؤلاء اننا خلال 28 سنة من عمل المقاومة كنا نتعرض لابشع حملات التحريض وهذا لم ينل من عزيمتنا"، داعياً البعض الى "عدم الاستقواء بأحد في المنطقة لإستئصال القوى الاخرى في لبنان".

وفي معرض استعراضه للخطاب السياسي في البلد، وجه السيد نصرالله نداءً لكل اللبنانيين "تعالوا نتفق على قاعدة تقول أن ما يجري عندنا هو صراع سياسي لا علاقة لها لا بالدين ولا بالعقائد وإنما يرتبط بالتصورات والمشاريع السياسية"، مضيفاً "ولنتفق أيضاً أن انتقاد القيادات السياسية وحتى الدينية أو الأحزاب أو القوى أو التنظيمات هو ليس انتقادا لدين او طائفة او مذهب"، مؤكداً ان "الخلاف مع أي فريق سياسي لا يعني أن هذا يجيز تحول الأمر إلى صراع مذهبي، الإهانات الشخصية لأي إنسان كان أمر ممنوع بالشرع والقانون والقيم".

وشدد سماحته على التزم حزب الله بهذا الخطاب، قائلاً "يمكن مراقبة كل خطابنا السياسي من بداية الأزمات، لم نتحدث عن أنفسنا كشيعة ولا عن الآخرين باعتبارهم أبناء طائفة محددة".?