انزعاج الرباط من الرياض بشأن الانضمام لمجلس التعاون

انزعاج الرباط من الرياض بشأن الانضمام لمجلس التعاون
الخميس ٠٨ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٩:١٠ بتوقيت غرينتش

ابدى الرباط عن انزعاجها من الرياض حول مسألة انضمامها الى مجلس التعاون حيث واجهت معارضة الاخيرة وتوترت علاقتهما اكثر بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عن ارهاصات سالبة للاقتصاد المغربي على دول مجلس التعاون.

تعيينات السفراء المغاربة طرحت سؤالا حول غياب تعيين سفير للمغرب في الرياض التي لا يوجد بها سفير مغربي منذ وفاة السفير السابق محمد السمار منذ اكثر من سنتين. والسؤال الذي طرح بشقين، الاول يتعلق بالوزير في الداخلية سعد حصار الذي كان مرشحا سفيرا بالرياض وان يكون من بين السفراء الذين سلمهم الملك المغربي محمد السادس اوراق اعتمادهم، والشق الثاني يتعلق بالعلاقات السعودية المغربية وما يتردد عن انزعاج يطبع هذه العلاقات في هذه الايام.

?ورشح سعد حصار الوزير بالداخلية سفيرا بالرياض بعد وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز وتولي الامير نايف ولاية العهد ونائب رئيس الوزراء وتربطه بحصار علاقة شخصية متينة وردت الرياض ايجابا على طلب الترشيح وكان اسمه حتى بداية الاسبوع الجاري ضمن قائمة السفراء الذين سيعينون وليصبح عدم تعيينه خبرا ذا اهمية خاصة لاسباب تتعلق بتشكيل حكومة بنكيران من جهة والعلاقات السعودية المغربية من جهة ثانية.

وتتحدث اوساط سياسية مغربية عن ترشيح حصار لمنصب وزير الداخلية بحكومة بنكيران، مع تقارير تشير الى ان الطيب الشرقاوي، عبر عن رغبته في مغادرة منصبه على راس وزارة الداخلية.

وقرات اوساط سياسية عدم تعيين سعد حصار او شخصية اخرى سفيرا لدى السعودية باعتباره اشارة انزعاج مغربي من موقف الرياض من مسالة انضمام المغرب، ومعه الاردن لمجلس التعاون ، لما سيشكله من عبء اقتصادي على المجلس.

وحسب مصادر دبلوماسية مغربية فان اقتراح دعوة المغرب للانضمام لمجلس التعاون جاء من امير قطر الشيخ حمد ال ثاني وان السعودية احرجت بمعارضة الاقتراح دون ان تتحمس له.

واذا كان المغرب لم يقدم طلبا للانضمام للمجلس ورحب به دون اندفاع وحرص على التاكيد على ان مكانه الطبيعي هو اتحاد المغرب العربي، فان مختلف التقديرات اشارت الى ان علاقة المغرب مع المجلس ستكون شكلا من اشكال التعاون الوثيق والشراكة المتقدمة دون الوصول الى العضوية الكاملة ،لذلك ابدى عدد من المسؤولين المغاربة استغرابهم من تصريحات مسؤولين خليجيين عن عدم امكانية التحاق بلادهم بمجلس التعاون لكن هؤلاء المسؤولين ابدوا انزعاجهم من تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي اعاد عدم القبول الى عدم الاستقرار الاقتصادي للمغرب والاردن وشبه عضويتهما بالعبء الاقتصادي المشابه للعبء اليوناني على الاتحاد الاوروبي وازمته المالية.

ورئيس الدبلوماسية السعودية معروف لدى المسؤولين المغاربة بجفائه تجاه بلادهم وبانه في مقارباته ومعالجاته للقضايا الدبلوماسية اقرب لمقاربة الجزائر الشقيق اللدود للمغرب.

ولاحظ مسؤول مغربي كبير ان سعود الفيصل بعكس بقية الامراء السعوديين لم يقم باية زيارة خاصة للمغرب ولم يمدد اية زيارة رسمية قام بها الى بلادهم.

ولم يكن عدم تعيين سفير بالرياض التساؤل الوحيد الذي اثاره تعيين الملك المغربي محمد السادس لسفراء مغاربة من قراءات متعددة منها لها علاقة بتوقيت التعيين وايضا استثناء عواصم ذات اهمية خاصة، ان لم تكن الاهم في علاقات المغرب الخارجية حيث بقيت الرياض وباريس بدون سفراء.

الملك المغربي محمد السادس عين 28 سفيرا وهو اكبر تعيين من نوعه لموظفين كبار داخل الدولة بعد المصادقة على الدستور الجديد في تموز/يوليو الماضي الذي ينص الفصل49 منه على ان كبار موظفي الدولة بمن فيهم السفراء يعينون داخل المجلس الوزاري الذي يراسه الملك او يفوض رئيس الحكومة لرئاسته بناء على جدول اعمال يحدده الملك.

وحدد الدستور للمجلس الوزاري اختصاص التعيين باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من الوزير المعني، في الوظائف المدنية لوالي بنك المغرب، والسفراء والولاة والعمال، والمسؤولين عن الادارات المكلفة بالامن الداخلي، والمسؤولين عن المؤسسات والمقاولات العمومية الاستراتيجية .

واذا كان المغرب حتى الان ينتظر حكومة برئاسة عبد الله بنكيران زعيم حزب العدالة والتنمية الاصولي الذي فاز بالانتخابات فان حكومة عباس الفاسي زعيم حزب الاستقلال ما زالت تقوم بتصريف الاعمال كما ان قرارات التعيين وبعدها الترشيح للدول وموافقة الدول واصدار مراسيم التعيين تكون قد جرت اثناء ممارسة عباس الفاسي لمهامه وهو ما دفع الى اعتبار التعيين خارج الاطار الذي يحدده الدستور بمثابة اختبار لهذا الدستور ولرئيس الحكومة المكلف الذي تعهد بالتمسك بتطبيق الدستور خاصة فيما يتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة.

ويعتبر استقبال الملك للسفراء بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط جاء صفعة لعبد الاله بنكيران الذي لم يعينه الملك كرئيس للحكومة بنفس القاعة بل في محل اقامته في مدينة ميدلت وفي حضور وزير سيادة هو وزير الخارجية الطيب الفاسي، وفي غياب رئيس الحكومة المعين، والوزير الاول المنتهية ولايته، وبدون انعقاد المجلس الوزاري الذي يعين داخله السفراء كما ينص على ذلك الدستور. وتساءل نفس المصدر ان كان تعيين هؤلاء الموظفين ملحا وامرا مستعجلا.

وشكل استحواذ القصر على صلاحيات رئيس الحكومة احدى النقاط السلبية التي سجلت على الوزير الاول عباس الفاسي وبقي فسح القصر المجال لرئيس الحكومة الجديد لممارسة الاختصاصات التي منحها اياه الدستور سؤالا مطروحا متبوعا بسؤال عن قدرة بنكيران على ممارسة هذه الاختصاصات.

السؤال الثاني المطروح ايضا حول توقيت تعيين السفراء وبحضور الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية، قبيل تشكيل الحكومة الجديدة، والذي تمت قراءته ببقاء الطيب الفاسي الفهري الذي رشحته بعض الاوساط سفيرا في باريس التي ما زالت السفارة شاغرة هناك او في نيويورك.

والفاسي الفهري غير منتم لاي حزب ويحسب على القصر ويوصف ضمن اخرين كوزراء سيادة وزير للخارجية بالحكومة القادمة، وهو ما سيحرج بنكيران الذي قال انه ليس هناك وزراء سيادة وان الدستور ينص على ان رئيس الحكومة هو من يقترح الوزراء.