هل بدأت دول الخليج الفارسي التحضير لمرحلة ما بعد تقرير أمانو؟

هل بدأت دول الخليج الفارسي التحضير لمرحلة ما بعد تقرير أمانو؟
الجمعة ٠٩ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٤:١٩ بتوقيت غرينتش

بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي حمل مزاعم عن برنامج تسلحي إيراني نووي . كثرت الإشارات إلى زيادة لهجة التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لإيران وبرنامجها النووي السلمي. وتولت بعض وسائل الإعلام العربية الترويج لمثل هذه الضربة وحتى للدعوة إليها .

الآن.. أفضل وقت لضرب إيران . هذا نموذج مما نشر في بعض وسائل الإعلام في دول مجلس تعاون الخليج الفارسي ولا سيما في المملكة العربية السعودية والكويت بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي زعم تطوير إيران أسلحة نووية .

فصحيفة الوطن الكويتية أشارت إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد أن برنامج إيران النووي يتجه إلى أغراض عسكرية وليست فقط سلمية، وتزايد حدة اللهجة الأميركية أخيرا ضد إيران، والتهديدات الإسرائيلية التي باتت صريحة وواضحة ومباشرة بتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية، والتهديدات المقابلة من إيران بالرد وبقوة على أي هجوم تتعرض له، كلها مؤشرات على أن المنطقة مقبلة على وضع معقد ومنها الكويت.

ونسبت الصحيفة الكويتية إلى رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية سامي الفرج قوله : إن الضربة العسكرية الاسرائيلية لإيران باتت أمرا واقعا، وأن هذا الوقت هو الأفضل لها لبدء هجومها العسكري، حيث أن البرنامج الإيراني سيكون مكتملا قبل عامين من اليوم .

   وقد انتقد وكيل وزارة الصحة المساعد للخدمات العامة المهندس النووي سمير العصفور الآراء التي ترى تعرض الكويت للدمار في حال ضرب مفاعل بوشهر الايراني، وذلك أنه مفاعل لانتاج وتوليد الكهرباء ولايدخل ضمن منظومة البرنامج النووي العسكري الايراني، مشيرا الى ان الخطر على الكويت ليس من الاشعاعات وانما من سيناريو الحرب المجاورة.

 ومن الجانب الشرعي، أعلن عدد من علماء الشريعة رفضهم توجيه ضربة اسرائيلية لإيران كونها دولة اسلامية. وقال الداعية حاي الحاي إن إقدام إسرائيل على ضرب إيران سيكون تصرفا متضمنا السفاهة والطيش، وفيه خطورة على المسلمين داخل وخارج إيران ينتج عنها فتن كبيرة كما يعتبر تهديدا لمنطقة الخليج بأكملها.

   أما عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.أحمد حسين فقال إن مهاجمة إسرائيل لإيران أمر لا يقبله مسلم كون إيران دولة لم تعتد على أحد، مشيرا إلى أن الحرب لن تكون نافعة إلا لإسرائيل التي تقتات على الخلاف الإسلامي – الإسلامي، والعربي – العربي.

  من جانبه، طالب رئيس جمعية المقومات الأساسية لحقوق الانسان د.عادل الدمخي في الكويت الدول الخليجية بالوقوف ضد الضربة إذا كانت ستؤدي إلى تسرب إشعاعي أو فتنة تؤدي إلى حرب أهلية.

  وقال الرئيس السابق للاستخبارات السعودية إن شن هجوم عسكري على إيران لإيقاف برنامجها النووي قد تكون له عواقب كارثية ولن يفعل سوى تقوية عزم طهران على صنع سلاح نووي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطني في واشنطن في نوفمبر تشرين الثاني الماضي مثل هذا العمل في اعتقادي سيكون حماقة، وتنفيذه في اعتقادي سيكون كارثيا. وهذا سوف يجعل الإيرانيين أكثر تصميما وعزما على إنتاج سلاح ذري، وسيحشد التأييد للحكومة بين الشعب، ولن ينهي البرنامج ولن يفعل سوى تأخيره.

  إن حملات عسكرية سابقة كما في العراق أظهرت كيف أن هذا الطريق لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

  الهجوم على إيران في اعتقادي ستكون له عواقب كارثية"، وخسائر بشرية وحقيقة إن الانتقام من جانب إيران سيكون في شتى أنحاء العالم، وسيشمل الكثير من مصالح الولايات المتحدة والآخرين في شتى أنحاء العالم، إنهم يستطيعون إحداث ضرر في كثير من الأماكن".

  إن المملكة العربية السعودية لا تحبذ الخيار العسكري لكنها ستواصل الضغط على إيران علانية بما في ذلك في الأمم المتحدة، أملا في تفادي المخاطر في المستقبل . إننا نساند تماما تشديد العقوبات والدبلوماسية النشطة والعمل المنسق من خلال الأمم المتحدة .

وكان مسؤول إيراني قال إن طهران تتعامل بجدية مع التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية.

  ورأى رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في إيران محمد جواد لاريجاني أن توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية سيكون عملا غبيا للغاية.

 وأكد لاريجاني إن بلاده لن تتنازل أبدا عن حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية.

   بين دعوة بعض العرب للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة لضرب إيران وبرنامجها النووي والتخوف من مخاطر هذه الضربة على الأمن والاستقرار في المنطقة يبرز الموقف الإيراني الحازم والثابت في الاستمرار ببرنامجها النووي السلمي . صورة مهما حاول البعض قلبها تبقى هي الصورة الحقيقية.